الأسد: مستعدون لتسهيل خروج أمريكا من العراق
قال الرئيس بشار الأسد إن ايران دولة مهمة في المنطقة ودورها ضروري في استقرارها، بالتكامل مع دور عربي وليس بديلاً منه. وحضّ العرب على اتخاذ قرار بأن يكون لهم دور في المنطقة. في حوار له مع جريدة «الحياة» تناول فيه أبرز التطورات في المنطقة وقال :الأسد إن مسألة الدور الإيراني كانت حاضرة في المحادثات التي أجراها حديثاً مع الرئيس حسني مبارك. وأضاف: «قلت بصراحة ان هناك من يتحدث عن دور ايراني في شكل سلبي. الحل يكون بوجود دور عربي فدعونا نتحرك عربياً في الاتجاه العراقي لأنه المحور الأساس للحديث عن الدور الإيراني».
وعن العلاقة مع الأردن، قال: «لا يوجد خلاف جوهري بيننا وبين الأردن. لدينا وجهات نظر في السياسة تختلف قليلاً أو كثيراً مع الأردن أو مع غيره (...) نحاول الآن إعادة الحرارة من خلال الملف الاقتصادي والعلاقة السياسية وأيضاً الملف الأمني». وكشف انه دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الى زيارة دمشق خلال حديث هاتفي بينهما قبل ايام.
وسئل اذا كانت سورية مستعدة لمساعدة اميركا على ترتيب خروج قواتها من العراق فأجاب: «سورية كانت ضد الحرب اساساً وبقيت من اليوم الأول وحتى هذا اليوم مع خروج القوات المحتلة من العراق وفي شكل معلن. فمن البديهي جداً ان نقدم كل مساعدة ممكنة من أجل خروج قوات الاحتلال أو لنقل كل تسهيل لأن المساعدة ربما تأخذ معاني اخرى. فبكل تأكيد نحن مستعدون».
وعما تردد عن جهود سورية لإقناع «حماس» بقبول مبادرة السلام العربية، دعا الأسد الى إعطاء «حماس» فرصة إجراء حوار داخلها حول هذا الموضوع.
وسُئل عما اذا كان يدعو الإدارة الأميركية الى الحوار فأجاب: «في أغلب خطابنا السياسي نتحدث عن ضرورة الحوار وتحديداً مع اميركا، لكن هل هذه الإدارة قادرة على الحوار؟ هذا هو السؤال الأهم. حتى الآن لا تبدو قادرة». ونفى وجود قطيعة مع المؤسسات الفرنسية مشيراً الى ان المسألة محصورة بموقف الرئيس جاك شيراك.
وقال الأسد ان سورية رحبت مرتين بزيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وحتى من دون جدول أعمال «لكنه لم يأت».
وسُئل عما اذا كان حديث رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عن ابواب دمشق المشرّعة امام اللبنانيين ينطبق ايضاً على العماد ميشال عون فرد: «طبعاً بكل تأكيد». ولاحظ ان عون الذي كان على علاقة صدامية مع سورية في بعض الأحيان لم يحاول الانتقام منها او الإساءة إليها، مشيراً الى ان بعض من كانوا يسمون انفسهم حلفاء لسورية يتآمرون الآن عليها.
وعما اذا كانت الأبواب المشرعة تشمل ايضاً رئيس كتلة «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري في حال توليه رئاسة الحكومة قال: «نعم. وهذا الكلام طرح علينا منذ خمسة او ستة اشهر وقلنا الكلام نفسه بمعزل عن المنصب. طرح الكلام عما اذا أتى تحديداً سعد الحريري الى سورية فهل يُستقبل فقلنا طبعاً لا توجد لدينا مشكلة (...)».
وأعرب الأسد عن قلق دول المنطقة برمتها من ظاهرة العنف والإرهاب لافتاً الى الصدامات التي حصلت بين اجهزة الأمن السورية ومجموعات تكفيرية تأثر بعض افرادها بالوضع في العراق. وأشار الى معلومات لدى سورية عن تزايد وجود تنظيم «القاعدة» في لبنان كاشفاً ان بعض الذين تطاردهم اجهزة الأمن السورية يفرون الى هذا البلد.
وقال رداً على سؤال عن إعلان «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة للحكم في سورية ان الإعلان استقبل في سورية الرسمية والشعبية بمزيج من «الاستخفاف والاستهزاء»، مشيراً الى دعم سياسي دولي وراء الجبهة في شكل او آخر.
وقال إن القضاء تحرك ضد الموقّعين على «إعلان بيروت - دمشق» بعدما كان تم تنبيههم الى ان البيان يمس الأمن القومي السوري وحصل بالتعاون مع قوى لبنانية معادية لسورية في السر والعلن، «وبالتالي هذا خروج على القانون وخروج على الحال الوطنية من الطبيعي ان يطبق عليهم القانون وهم يخضعون لمحاكمة عادية وليست استثنائية».
المصدر : الحياة
إضافة تعليق جديد