«هيومن رايتس»: واشنطن تعرّض حقوق الإنسان في العالم للخطر
المستبدون ينتهكون حقوق الإنسان في العالم ويفلتون من العقاب.. فقط لأنهم «حلفاء استراتيجيون أو تجاريون» لواشنطن وأوروبا. هذا ما خلصت إليه منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها السنوي للعام 2008 الذي صدر أمس، وحيث كانت للولايات المتحدة حصة الأسد من الانتقادات الواردة فيه.
ورأت المنظمة أن قبول واشنطن وأوروبا بـ(حكام مستبدين يقدمون أنفسهم على أنهم ديموقراطيون» يعرّض «حقوق الإنسان عالمياً للخطر». وأوضح مديرها كينيث روث أن «الديموقراطيات النافذة» تقبل بـ(المستبدين»، في «باكستان» مثلاً، فقط لأنهم «حلفاء استراتيجيون أو تجاريون»، مشيراً إلى أنه يصعب على الولايات المتحدة وأوروبا المطالبة باحترام حقوق الإنسان في العالم، لأنهما تنتهكان هذه الحقوق في حربهما على الإرهاب.
وانتقد التقرير قيام الرئيس برويز مشرف «بانتهاك الديموقراطية» عبر خرق الدستور وتدمير القضاء، منتقدةً موافقة واشنطن على الانتخابات «المزورة» في نيجيريا، ولهذا «شعر الرئيس الكيني أن بوسعه أيضاً تزوير الانتخابات».
وذكر التقرير أن واشنطن «لا تزال تنتهك حقوق الإنسان» بحق من تسميهم «مقاتلين أعداء»، عبر الإبقاء على «مراكز اعتقال سرية»، واعتقال أشخاص بطريقة غير شرعية، وتبرير استخدام التعذيب، لافتاً إلى أن عدد السجناء داخل أميركا زاد في ,2007 بنسبة 500 في المئة عن السنوات الماضية.
وعن العراق، أدانت المنظمة استمرار «الهجمات ضد المدنيين»، متحدثة عن استمرار «عمليات التطهير العرقي»، لافتةً إلى أن الاحتلال الأميركي «يواصل عملياته» ضد المقاومين «ما يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين».
وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أنه لم يقرأ التقرير، لكن «الجميع يعلم أين تقف بلادنا والإدارة من مسألة الديموقراطية».
وأدان التقرير أيضاً الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفه بأنه «عقاب جماعي ينتهك القانون الدولي بحرمانه الفلسطينيين من الغذاء والأدوية التي يحتاجونها ليؤمنوا بقاءهم». واتهم الجيش الإسرائيلي «بتشجيع ثقافة الإفلات من العقاب عبر امتناعه عن التحقيق في مقتل المدنيين»، فيما اتهم حركتي فتح وحماس بارتكاب «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان» خلال المواجهات الداخلية بينهما، وحيث قتل 318 فلسطينياً.
وأشار التقرير إلى «تلاعب في الانتخابات» بدرجات متفاوتة، في إسرائيل والأردن والبحرين وتونس ومصر وإيران وليبيا والسعودية وباكستان وروسيا والصين، بالإضافة إلى لبنان، حيث «تم التلاعب على شكل عنف سياسي».
ورأت المنظمة أن الأزمة السياسية اللبنانية تسببت في إضعاف مؤسسات الدولة وتقويض حقوق الإنسان، مشيرةً إلى «تزايد التعذيب والمعاملة السيئة للمشتبهين الأمنيين»، واستمرار «التمييز» ضد اللاجئين الفلسطينيين، فيما «وجد اللاجئون العراقيون أنفسهم عرضة لخطر الإعادة بالإكراه».
إلى ذلك، انتقد التقرير المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغيرهم، لأنهم «يمانعون انضمام تركيا إلى أوروبا». ورأى أن كل الأطراف الضالعة في النزاع في دارفور ارتكبت «فظائع ضد المدنيين». كما انتقد قيام النظام الروسي «بقمع المجتمع المدني»، فيما اعتبر أن الألعاب الاولمبية المقررة هذا العام في الصين «تشكل فرصة تاريخية لإثبات أن بوسع بكين أن تجعل من حقوق الإنسان واقعاً».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد