شباب بـ «ذيل حصان» أو حليقو رؤوس لممارسة الحرية شخصية
يترافقان في طريقهما إلى الجامعة، مرتديين قميصين متشابهين ويدرسان التخصص ذاته. يتحدثان في أمور الحياة كلها فتلمس أفكارهما المتماثلة، تنظر إليهما فتجد الشكل واحداً ليس فيه اختلاف سوى منظر شعر الرأس المتناقض.
لؤي وعلاء توأمان اختار كل منهما أن يمثل اتجاهاً يميل إليه الشباب هذه الأيام بطريقة تسريح شعرهم، الحل الوسط غير محبذ، فإما أن يطلق الشاب شعر رأسه ليصل إلى أكتافه، أو يحلقه تماماً.
يعتقد أناس كثيرون أن هؤلاء الشباب يقلدون «نجوم السينما والرياضة». يقول وائل (28 سنة صاحب محل للحلاقة الرجالية): «يأتي الشاب حاملاً صورة أحد المشاهير، ويطلب أن أجعل هيئته مشابهة لنجمه المفضل». ويرى وائل أن «التقليد عدوى تنتقل من شاب الى آخر».
إلا أن لؤي وعلاء (23 سنة) يرفضان هذا الرأي ويؤكدان أن قرار كل واحد منهم بحلق رأسه أو إطالة شعره «أبعد ما يكون عن تقليد أحد». ويقول لؤي الذي تلمع فروة رأسه بعدما لم يترك حلاقه فيها شعرة واحدة: «المظهر الخارجي أمر يتعلق بالحرية الشخصية». يوافقه أخوه التوأم علاء الذي ربط خصلات شعره الأشقر الرأي. ويقول ضاحكاً: «أتمنى أن يتركني الناس أتمتع بشعري قبل أن أفقده في خدمة العلم»، مشيراً إلى أن معظم الشباب يتوجب عليهم حلق رؤوسهم أثناء تأديتهم الخدمة العسكرية الإلزامية، ما يجعل بعضهم «يستبق الأمور ويأخذ هذا القرار بنفسه قبل أن يفرض عليه».
من جانبه يستغرب رضا (17 سنة) عندما تسأله لماذا اختار إطالة شعره، ويسارع بالإجابة: «لأن الموضة هيك». والأمر بالنسبة إليه بسيط فقد اعتاد أن يحتذي بآخر صرعات الشعر واللباس، ويضايقه جداً اضطراره لاحقاً إلى تقصير شعره امتثالاً لنظام مدرسته الذي يمنع الشباب من ترك شعر رأسهم طويلاً. ورضا لا يعجبه لوم والده على إطالة شعره: «كل صور والدي وأبناء جيله فترة السبعينات توضح أنهم سبقونا إلى الشعر الطويل» مشيراً إلى ما كان يعرف قبل عقود بـ «موضة الخنافس» التي أطلقها فريق «الخنافس» في سبعينات القرن الماضي.
أليسار (20 سنة) شاركت بدورها الذكور في التعبير عن حرياتهم الشخصية من خلال شكل رؤوسهم، فخالفت ما اعتادته الشابات، حين حلقت شعر رأسها تعبيراً عن رفضها «عادات المجتمع وأعرافه التي لا تترك مجالاً لأبسط الممارسات الشخصية». وتقول: «أرفض أن يصنفني أحد بناء على مظهري الخارجي، فمن حقي، أن أختار ما يناسبني». وتضيف مبتسمة: «كان الجو حاراً جداً فوجدت أن من المفيد التخلّص من شعري لبعض الوقت».
البحوث الاجتماعية التي تتطرق لتصرفات هؤلاء الشباب ترى أن الدافع لهذه الأفعال هو «لفت النظر»، وبخاصة في مرحلة المراهقة حيث يهتم الشاب أو الشابة بلفت أنظار الجنس الآخر تحديداً. كما أن عامل محاكاة شكل الأقران أو المشاهير، والمتعارف عليه بمصطلح «التقليد»، أمر طبيعي في هذه المرحلة، وتأثيره يتعلق بمدى وعي الشاب / الشابة حاجاته وأنماط المعيشة في مجتمعه.
لينا الجودي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد