30-01-2018
«سوتشي» ينطلق اليوم.. وتنوع اتجاهات وانتماءات المشاركين أبرز ما يميزه
يعقد اليوم مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية الواقعة على البحر الأسود بمشاركة ما يقارب 1600 سوري، في حدث يعتبر من أكثر الأحداث طموحا في السنوات الأخيرة لحل الأزمة في سورية.
وتقاطرت آخر الوفود السورية المشاركة أمس من مطار دمشق الدولي إلى سوتشي، وسط أجواء استقبال احتفالية في مطار المدينة، في حين كان من بين الواصلين وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، على أن يشارك ممثلو المنظمة الأممية في المؤتمر.
ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 1600 شخص يمثلون مختلف المجموعات السياسية والعرقية والطائفية والاثنية في سورية، ويعتبر أول مؤتمر من نوعه منذ بداية الأزمة عام 2011، سواء من حيث عدد الأطياف الواسعة المشاركة فيه، أو عدد المدعوين بشكل عام، أو تنوع اتجاهاتهم وانتماءاتهم وتشعبها، وذلك في أول محاولة لجمع مثل هذه التشكيلة الواسعة في منصة تفاوضية واحدة.
وسيتم خلال المؤتمر تشكيل مجلس رئاسة لمؤتمر الحوار، ولجنة عليا، ولجنة تنظيمية و3 لجان أخرى، بما فيها لجنة دستورية. وسيلقي الكلمة الافتتاحية في المؤتمر رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد غسان القلاع، حسبما ذكرت وكالة «نوفوستي».
وتتمثل المهمة الرئيسية المطروحة على المشاركين في المؤتمر، بإطلاق لجنة دستورية يمكن أن تواصل عملها على إعداد دستور جديد للبلاد تحت رعاية الأمم المتحدة، بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
ووفق «روسيا اليوم» فقد أكد ممثلون عن الحكومة السورية مشاركتهم التي ستصل إلى 680 شخصا، و400 آخرين يمثلون المعارضة السياسية الداخلية في البلاد.
وإضافة إلى ذلك، تمت دعوة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والأمانة العامة للأمم المتحدة، فضلا عن مصر والعراق والمملكة العربية السعودية ولبنان والأردن وكازاخستان لحضور المؤتمر بصفة مراقبين، إضافة إلى روسيا وإيران وتركيا كبلدان ضامنة لاتفاقات أستانا بشأن وقف إطلاق النار في سورية.
ويشارك في التغطية الإعلامية لهذا المؤتمر الضخم: 510 صحفيين من 27 دولة، ومراسلو 125 صحيفة أجنبية، و52 روسية، وتقوم بتغطية فعالياته 78 محطة تلفزيونية و38 وكالة أنباء، و8 محطات راديو، و31 صحيفة و21 موقعا وصحيفة إلكترونية.
وأكد منظمو المؤتمر توجيه دعوة إلى وفد الحكومة السورية برئاسة مستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس للمشاركة في أعمال المؤتمر.
وكانت وكالة «إنترفاكس» أفادت، نقلا عن مصدر مطلع، في وقت سابق الأحد، بأن مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي عادة ما يرأس وفد الحكومة السورية إلى المفاوضات حول التسوية السورية، لن يحضر مؤتمر سوتشي.
ويشكل العرب، بحسب «روسيا اليوم»، أغلبية المدعوين إذ تبلغ نسبتهم نحو 94,5 بالمئة، مع ذلك تمت دعوة ممثلين عن الأكراد والأزيديين والآشوريين والأرمن والشركس والداغستانيين والتركمان وغيرهم من إثنيات سورية.
كما يشارك في المؤتمر ممثلون عن الميليشيات المسلحة التي انضمت إلى اتفاقات المصالحة مع الحكومة، علما أن عدد المجموعات المسلحة التي سلمت أسلحتها طوعا منذ بداية حملة محاربة الإرهاب في سورية تجاوز 230 مجموعة، بحسب بيان المنظمين.
أما المعارضة السورية في الخارج، فسيمثلها أكثر من 300 مشارك، من بينهم منصتا «موسكو» و«أستانا» و«تيار الغد السوري» و»حركة المجتمع المدني» و»هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي»، في حين رفضت المشاركة فيه ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية و«هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي» وأعضاء في «الهيئة العليا للمفاوضات».
على خط مواز، أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، رئيس الوفد الروسي إلى المؤتمر، ألكسندر لافرينتييف، أمس، أن التحضيرات للمؤتمر، «انتهت».
وقال لافرينتيف للصحفيين: «كل فئات المجتمع السوري، جميع من هو مبالٍ بمصير سورية ومستقبل هذه الدولة يحضرون المؤتمر»، مشيراً إلى أن الدعوات أرسلت ليس فقط إلى المجموعات بل وبشكل فردي.
وتابع: «وهذا يخص الممثلية الكردية. لأنها مسألة تهم الكثيرين إن كان هناك تمثيل كردي في المؤتمر، وأقول بكل ثقة سيكون هناك أكراد، لكن الدعوات أرسلت لهم على أساس فردي».
وأردف قائلا: «إحدى المسائل الأساسية هي الأوضاع المترتبة في سورية والبحث عن سبل التسوية المستقبلية. بالطبع ستمنح الفرصة للوفود لتقديم مواقفهم، ورؤيتهم لكيفية إحلال السلام في هذا البلد، أحد الأهداف كذلك هي اختيار المرشحين للمشاركة في عمل لجنة مناقشة الدستور».
واعتبر «هذا مهم جدا، لأن هذه المسألة بالذات، وفقا لقرار مجلس الأمن 2254، نحن نعتزم تقديمه لدي ميستورا لتطبيقه ولعمله المستمر».
وأكد أنه «عدا ذلك، سيقترح على وفود المؤتمر مناقشة بيان ختامي ورسالة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية لتقديم المساعدة في إعادة إعمار البلاد».
وقال: إن «جزءاً من المعارضة الموحدة قرر المشاركة في المؤتمر بشكل فردي. هذا يتعلق بمنصة موسكو، ومنصة القاهرة، وعدد من ممثلي المجموعات الأخرى، الذين تم انتخابهم ضمن المعارضة الموحدة في الرياض».
وفي وقت سابق، وصل كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري، على رأس وفد إلى سوتشي للمشاركة في المؤتمر، ومن المقرر أن يجري محادثات ثنائية وثلاثية مع الوفدين الروسي والتركي.
وبعد أن أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أن باريس لن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري، مؤكدة تمسكها بـ»عملية جنيف» كآلية شرعية وحيدة للتسوية السلمية في سورية، بحسب «روسيا اليوم»، أبلغ مصدر فرنسي بارز بحسب تقارير صحفية، أن «باريس وواشنطن قررتا عدم تلبية دعوة موسكو لحضور المؤتمر»، وأثنى على قرار «هيئة التفاوض» عدم المشاركة ووصفته بـ»الشجاع».
في الأثناء أكدت مصادر من مدينة سوتشي، وفق وكالة «سانا»، أن المسودات التي تنتشر هنا وهناك عن اللجان أو البيان الختامي للمؤتمر «غير دقيقة على الإطلاق».
وأوضحت، أن نشر تلك المسودات غير الدقيقة يهدف إلى «التشويش» على المؤتمر مؤكدة أن أي «وثيقة ستعرض على المؤتمر سيتم التصويت عليها ومن ثم يتم اعتمادها».
من جانبها، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وفق «روسيا اليوم»، بأن ما تداولته وسائل الإعلام بشأن «مسودة البيان الختامي» لمؤتمر سوتشي يعتبر «محاولة لإفشال» المؤتمر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد