قراءة في التقرير الاستخباري الإسرائيلي لعام 2007

الجمل:    أعدت الأجهزة الإسرائيلية المختصة، التقرير الاستخباري الدوري السنوي الجديد لعام 2007م، ويتعلق هذا القرير حصراً بتقديرات الموقف.
وتقول صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية بأن هذا التقرير كان في الماضي شأناً خاصاً بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى أن محتوياته يتم التعامل والتعاطي معها بسرية مطلقة.
التقرير الاستخباري لتقديرات الموقف كان هذا العام، وعلى غير العادة، معمماً على الجميع: رئيس الوزراء، الوزراء، الجيش، الشرطة، الموساد (الأمن الخارجي الإسرائيلي)، والشين بيت (الأمن الداخلي الإسرائيلي).
كذلك شاركت في إعداد التقرير كل الأجهزة الأمنية، إضافة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية.
تقليل الإسرائيليين من شأن التقرير الصادرة هذا العام، يرجع لسببين:
• نتائج حرب الصيف الماضي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وما ترتب عليها من قيام العسكريين الإسرائيليين بتحميل أجهزة المخابرات الإسرائيلية مسؤولية نقص المعلومات عن حزب الله بشكل أدى إلى التوترات بين وزير الدفاع الإسرائيلي وجنرالات الجيش من جهة، وأجهزة المخابرات الإسرائيلية من جهة أخرى.
• عدم قدرة الزعماء والسياسيين الإسرائيليين على مواجهة أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، وذلك بسبب خلفياتهم السياسية البحتة وعدم قدرتهم على الإدراك والفهم العميق لتقارير تقديرات الموقف.
يقول الصحفي الإسرائيلي بوجود نوعين من تقريرات الموقف، وتتمثل في:
- التقرير العام: وهو تقرير يتصف بالعمومية ويتم تقديمه بشكل دوري، من أجل تنوير الزعماء والقادة وكبار المسؤولين في الدولة.
- تقارير خاصة: وتتصف بالتفاصيل العميقة، ويتم تقديمها بشكل دوري أو استثنائي، وعلى فترات قصيرة، وينحصر تداولها في دائرة رئيس الوزراء، وزير الدفاع، وزير الخارجية، وزير الداخلية، وقادة الأجهزة الأمنية.
تصدى تقرير الموقف السنوي لتحليل توجهات ونوايا الدول المجاورة لإسرائيل، وأيضاً أعداء وخصوم إسرائيل في بقية أنحاء العالم.. كذلك أشارت تقديرات الموقف إلى عدم توقع حدوث أي تغيير في نمط الإدراك والتفكير العربي والفارسي إزاء إسرائيل. وأضاف التقرير قائلاً بأن على إسرائيل والولايات المتحدة الاعتماد على تعاونهما الوثيق من أجل السيطرة على مستقبل المنطقة –أي منطقة الشرق الأوسط- خلال العام القادم، وذلك عن طريق تحقيق التغيير الهام المطلوب في مسارح المواجهة في المنطقة، إما عن طريق خطط الهجوم العسكري أو خطط الدبلوماسية الجديدة.
كذلك أشار الصحفي الإسرائيلي ياعكوف كاتز، في تقريره الذي حمل عنوان (أولمرت: يحضر للحرب مع سوريا)، قائلاً بأنه في الوقت الذي أكد فيه كبار مسؤولي المخابرات الأسرائيلية بانخفاض احتمالات الحرب الشاملة مع سوريا في عام 2007 الحالي فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أصدر أوامره للمؤسسة العسكرية أمس الأحد بالتحضير والاستعداد لإمكانية واحتمال حدوث هذه الحرب.
قال الجنرال أموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وأيضاً مائير داقان رئيس الموساد بأن فرص واحتمالات الحرب مع سوريا منخفضة، ولكنهما اختلفا حول مدى جدية وإخلاص دمشق في نداءاتها من أجل إجراء محادثات السلام. وقال يادلين بأن احتمالات وفرص قيام سوريا بشن حرب تقليدية شاملة (مثل حرب يوم كيبور وحرب الستة أيام) منخفضة، مع أن سوريا من الممكن أن ترد بقسوة على أي إجراء إسرائيلي على طوق المناطق الحدودية.
لقد حلقت الطائرات الإسرائيلية خلال الصيف الماضي في الأجواء السورية، وذلك من أجل نقل رسالة إلى سوريا لكي تستخدم نفوذها على حماس لكي تطلق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت الذي أسرته حركة حماس. ولم يحدث رد فعل سوري آنذاك على تحليق الطائرات. وقال بعض مسؤولي المخابرات لمجلس الوزراء الإسرائيلي بأن مثل هذه التحليقات لو تم القيام بها حالياً، فمن الممكن أن تقابل برد فعل سوري أكثر قسوة.
قال الجنرال داغان رئيس الموساد باعتقاده بأن إسرائيل لن تدخل في حرب مع سوريا، طالما أن سوريا لم تقم بشن هذه الحرب. وأضاف قائلاً: إن سوريا من الممكن أن ترد على العمليات الإسرائيلية.
أكد جهاز الشين بيت (الأمن الداخلي الإسرائيلي) بأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لن تؤدي إلى إنهاء الخلافات والاحتكاكات والتوترات بين حركتي حماس وفتح، كذلك ليس هناك فرصة أو أمكانية بأن يقوم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بالسيطرة وكبح جماح المنظمات المتشددة مثل حماس والجهاد الإسلامي.
وزارة الخارجية الإسرائيلية حذرت من احتمال قيام المتطرفين الإسلاميين بإشعال العالم العربي، بشكل يؤدي إلى اندلاع العنف في المنطقة. كذلك أشارت الخارجية الإسرائيلية إلى سعي الولايات المتحدة إلى تحسين صورتها الضعيفة التي حدثت بسبب وجودها في العراق، كما اتهمت الموساد والمخابرات العسكرية الإسرائيلية إيران بأنها تقوم بقيادة وتزعم محور الشر في المنطقة، وتقدم المساعدات لحماس، والجهاد الإسلامي، وحزب الله اللبناني.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة