اقتتال الفصائل كان لتعطيل أستانة وقيادي في «الزنكي» يعترف بممارسة «النخاسة
مع تواصل الاقتتال شمالاً بين فصائل مسلحة وجبهة النصرة (فتح الشام) التي شكلت مؤخراً «هيئة تحرير الشام» مع ميليشيات قاعدية أخرى، تأكد أن الغاية من هذا الاقتتال كان إفشال اجتماع أستانا وإجهاض مقرراته، على خلاف ما اعتبره بعض المتفائلين من أن هذا الاقتتال هو محض تنفيذ لما ورد في البيان الختامي للاجتماع حول محاربة التنظيمات الإرهابية داعش والنصرة، متجاهلين حقيقة أن النصرة هي من أخذت زمام المبادرة وابتدأت الميليشيات بالقتال وليس العكس.
وسط هذه الأجواء المتوترة، أصدرت «كتيبة الحذيفة بن اليمان» العاملة في بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، بياناً أعلنت فيه استقالتها من ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وانضمامها إلى «هيئة تحرير الشام» القاعدية، على حين «جرى اتفاق بين النصرة وميليشيا «فيلق الشام» في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، يقضي «بتحييد مشفى المعرة المركزي عن جميع المقرات العسكرية باستثناء مفرزة حراسة لضمان أمن المشفى تعينها «تحرير الشام»، والتزام الكوادر الفاعلة في «فيلق الشام» من قادة وشرعيين وأمنيين، بسياسة «الفيلق» العامة».
وتثير سرعة انهيار الميليشيات في مواجهة هجوم النصرة واضطرارها إلى الاحتماء بحركة «أحرار الشام»، الكثير من الشكوك حول مدى مصداقية هذه الميليشيات المشاركة في «أستانا» ومدى جديتها وجدية راعيتها أنقرة، في تنفيذ مقرراته.
وسارعت النصرة خلال الأسبوع الأول من القتال إلى استقطاب عدد من الميليشيات الكبيرة أمثال «نور الدين الزنكي» و«جيش السنة» و«لواء الحق» وشكلت معها «هيئة تحرير الشام»، مع أن جميع المعطيات المتوافرة حتى الآن تؤكد عدم وجود قرار حاسم بمواجهتها لا من «أحرار الشام» ولا غيرها من الميليشيات، لكن لن يكون من قبيل الخطأ القول إن تركيا فشلت حتى الآن في مهمة عزل التنظيمات الإرهابية حسبما قرر اجتماع أستانا.
وينبغي عدم الاستخفاف بما يجري داخل «أحرار الشام» من انشقاقات فردية وجماعية لمصلحة «تحرير الشام» أو من تحالفات واندماجات مع ميليشيات أخرى، فقد خسرت الحركة قسماً لا يستهان به من قوتها العسكرية ومن كوادرها الأكثر كفاءة وخبرة وخصوصاً عندما يجري الحديث عن انشقاق «لواء التمكين» أو «لواء المدرعات»، لكنها بالمقابل تخلصت من تناقضاتها الداخلية أو قسم كبير منها، وأنها بطريقها للتحول إلى كيان منسجم مع نفسه لا ترهقه صراعات الأجنحة والتيارات داخله.
ولم يعد خافياً وجود جناح ضمن «أحرار الشام» كان يعارض تبعية الحركة المطلقة لأنقرة، لأن الأخيرة باتت تتعاطى مع الأزمة السورية من باب الحفاظ على أمنها القومي فحسب دون أن تأخذ بالحسبان مصلحة الميليشيات التي تعمل معها.
وقد تكون عملية التحول هذه في «أحرار الشام» إحدى الخطوات التي تتخذها تركيا لإنشاء «جناح معتدل» تابع لها، يمكنها من خلاله خوض غمار أي محادثات سياسية مستقبلية لحل الأزمة السورية.
في الأثناء كشف شرعي ميليشيا «الزنكي» حسام الأطرش، حصوله على مبلغ خمسة ملايين دولار أميركي من النصرة مقابل الناشطتين الإيطاليتين، فانيسا مارزولو وغريتا راميلي اللتين خطفهما بريف حلب الغربي في نيسان 2014، قبل أن تفرج عنهما النصرة مطلع 2015، لقاء فدية مالية وصلت إلى 12 مليون دولار أميركي.
ويشبه حديث الأطرش ما يقوم به تنظيم داعش من «نخاسة» حينما يبيع النساء اللاتي يخطفهن.
بموازاة ذلك كشف وزير داخلية جمهورية داغستان الروسية عبد الرشيد محمدوف أن أكثر من 1200 من سكان داغستان التحقوا بتنظيم داعش في سورية، وفق وكالة «سانا».
عبدالله علي-الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد