التايمز اللندنية: التحالف الذي شكلته ثورة الأرز يغير شكله
الجمل: نشرت صحيفة التايمز اللندنية تحليلاً حمل عنوان: (التحالف الذي شكلته ثورة الأرز يغير شكله)، وقد أعد التحليل مراسل الصحيفة نيكولاس بانفورد.
يقول الكاتب: إن أسعد طربيه، المحامي المسيحي البالغ من العمر 40 عاماً، كان واحداً من (ثوّار الأرز)، عندما شارك وساهم في المظاهرات الضخمة التي حدثت قبل حوالي سنتين، والتي أدت إلى إسقاط الحكومة المتحالفة مع سوريا آنذاك.. أصبح حاليا، يقف جنباً إلى جنب مع الجماعات اللبنانية المؤيدة لسوريا، وبالذات حزب الله، ويطالب بإزالة الحكومة اللبنانية الحالية المدعومة غربياً وأمريكياً.
ويقتبس الكاتب حديث المحامي طربيه، الذي قال فيه: (من قبل كنا ضد السوريين في لبنان، وبرغم رحيل السوريين، فالمشاكل أصبحت الآن مختلفة جداً في لبنان). كذلك يشير الكاتب إلى النشاط والحيوية التي يقوم بها طربيه الآن في عملية بناء الخيام ونشر بحر الأعلام اللبنانية وتصعيد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بذهاب حكومة السنيورة.
يصف الكاتب الوضع في بيروت، ويقدّم صورة قوية لما يجري في المدينة مالياً من حركة احتجاج متصاعدة، ويقول بكل وضوح: إن الأزمة التي يمر بها لبنان حالياً هي الأخطر منذ الحرب الأهلية التي استمرت في الفترة من عام 1975 وحتى 1990م.
ويبدي الكاتب اندهاشه من الرئيس السنيورة، وطريقة ردود أفعاله إزاء الأزمة الحالية، خاصة وأن الرئيس السنيورة يشاهد في كل لحظة وبوضوح تام من شرفة ونوافذ مكتبه مدى ضخامة الحشود الجماهيرية والشعبية المطالبة باستقالة حكومته، وبرغم ذلك يبدو أكثر قناعة في الاستمرار رغماً عن أنف الجميع.
يشير الكاتب إلى أن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين أصبحت أكثر قناعة بأن المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الحالية، ما هي إلا امتداد لحرب المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل في الصيف الماضي، ويؤكد هؤلاء اللبنانيون على أن انتصار هذه الانتفاضة الشعبية سوف يؤدي لاستكمال الانتصار السياسي، والذي لابد منه لاستكمال الانتصار العسكري الذي حققته المقاومة اللبنانية في حربها ضد إسرائيل.. وبكلمات أخرى: فإن عدم إحراز هذا النصر السياسي، سوف يجعل من الانتصار العسكري الذي حققوه ناقصاً.
يقتبس الكاتب حديث اللبناني، حسين عودة، والذي قال فيه: (إن إسرائيل أقوى من هذه الحكومة، وقد استطعنا أن نهزم إسرائيل، والآن سوف نحقق ونكمل انتصارنا الثاني هنا- في بيروت).
ويخلص الكاتب البريطاني إلى أن تيار قوى 14 آذار الذي يساند الحكومة (كان يمثل الأغلبية، وأصبح يمثل الأقلية حالياً)، مازال يضغط باتجاه إغلاق كل نوافذ الحوار والتعاطي مع المعارضة الشعبية الهائلة المتفاقمة من جهة مكتفياً بإلقاء اللوم على سوريا باعتبارها المسؤولة عن تحريك أغلبية الشارع اللبناني.. ومن الجهة الأخرى معتمداً على الدعم والسند الأمريكي الغربي أملاً في أن يحقق لحكومة السنيورة الاستمرار في أجندتها.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد