المعلم: من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فلا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه

22-01-2014

المعلم: من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فلا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه

بدأت اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 بمشاركة الوفد الرسمي السوري برئاسة وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين.

وألقى المعلم كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال فيها..

أيها السيدات والسادة...

أحييكم باسم وفد الجمهورية العربية السورية...

الجمهورية.. المدنية التي حاول بعض ممن يجلسون في هذه القاعة إعادتها إلى القرون الوسطى.

العربية.. التي تعتز بعروبتها المتشبثة بها رغم ما فعله بها بعض العرب الذين من المفترض أن يكونوا أشقاء.

السورية.. المتغلغلة في التاريخ لسبعة آلاف عام.

لم أقف يوما موقفا أصعب من هذا.. فعلى عاتقي وعاتق وفد سورية كل آلام بلادي لثلاث سنوات خلت.. كل دماء الشهداء كل دموع الثكالى كل انتظار أذاق المر لأهل مخطوف أو مفقود كل صرخة لطفل مذعور من قذيفة استهدفت أنامله الغضة أثناء الدرس كل آمال جيل كامل يرى أحلامه بمستقبل مزدهر تتحطم أمامه كل شجاعة لأب وأم أرسلا أولادهما جميعا لحماية البلاد كل حرقة عائلة تهدم منزلها وأصبحت في عداد النازحين واللاجئين.. على عاتقي وعاتق وفد سورية أيها السادة أيضا كل آمال الشعب السوري للسنوات القادمة كل حق لطفل أن يذهب آمنا إلى مدرسته وكل امرأة أن تخرج من منزلها لا تخشى الخطف أو القتل أو الاغتصاب وكل شاب أن يبني مستقبله كما يريد ولكل رجل أن يعود إلى أولاده وبيته آمنا مطمئنا.

وأضاف المعلم.. حانت اليوم لحظة الحقيقة حقيقة أريد لها ..وبشكل ممنهج.. أن تضيع عبر حملات تشويه وتضليل وفبركة وأكاذيب وصولا إلى القتل والإرهاب.. حقيقة أبت إلا أن تظهر للقاصي والداني بوقوفنا هنا.. وفد الجمهورية العربية السورية ممثلا للشعب والحكومة والدولة والمؤسسات والجيش.. والرئيس بشار الأسد.

وتابع المعلم.. يؤسفني أيها السادة.. نعم يؤسفني ويؤسف شعب سورية الصامدة أن ممثلين لدول ممن تضمهم هذه القاعة يجلسون معنا اليوم وأيديهم ملطخة بدماء السوريين.. أن دولا صدرت الإرهاب وصدرت معه صكوك الغفران وكأن الله وكلها أن تدخل هذا إلى الجنة وذاك إلى النار.. منعت عباد الله من زيارة بيوت الله.. شجعت ومولت وساهمت وحرضت وأسبغت الشرعية ونزعتها كما تشاء.. لم تنظر يوما إلى بيتها الزجاجي المهترئ قبل أن ترمي القلاع الحصينة العريقة بالحجارة وبدأت .. وبلا حياء .. تعطينا دروس الديمقراطية والتطور والتقدم وهي تغرق في الجاهلية والتخلف فمنحت وحرمت وحللت وشرعت وكفرت ووزعت العطايا والهبات ذلك أنها اعتادت أن تكون بلادها ملكا لملك أو أمير يهب ما يريد منها لمن يريد ويحرم من يريد ما لا يريد.

وقال المعلم.. حاضروا بسورية ..السيدة الكاملة الراقية المستقلة العفيفة.. حاضروا فيها بالشرف وهم يغرقون بوحول السبي والوأد والجاهلية.. وبعد كل ما سبق وبعد أن فشلوا سقط القناع عن الوجوه المهتزة لينكشف الوجه الحقيقي لما أرادوا.. زعزعة استقرار سورية وتدميرها من خلال تصدير منتجهم الوطني الأهم وهو الإرهاب استعملوا بترودولاراتهم لشراء الأسلحة وتجنيد المرتزقة وإغراق الفضاء الإعلامي بكذبهم لإخفاء وحشية ما يقومون به تحت ستارة ما سموها أخيرا.. "الثورة السورية التي تلبي تطلعات الشعب السوري".

وتساءل المعلم.. أين ما يجري في سورية أيها السادة من كل ذلك... كيف لإرهابي شيشاني أو أفغاني أو سعودي أو تركي أو فرنسي أو بريطاني أن يحقق تطلعات الشعب السوري.. وبماذا... بدولة إسلامية لا تعرف عن الإسلام شيئا إلا ما عرفوه عن الوهابية المنحرفة... من قال لكم ولهم إن الشعب السوري يتطلع إلى العودة آلاف السنين إلى الوراء...

وقال المعلم.. في سورية أيها السادة تبقر بطون الحوامل وتقتل أجناتها وتغتصب النساء أثناء حياتها وبعد مماتها في سلوك شنيع منحرف قبيح لا ينم إلا عن مصدري هذا الفكر... في سورية أيها السادة يذبح الرجال أمام أطفالهم تحت مسمى الثورة والأسوأ أن أطفال من يحقق لنا تطلعاتنا.. من الغرباء يهللون ويرقصون... في سورية من يأكل قلب السوري ليحقق طموح الضحية في حياة حرة ديمقراطية رغيدة هانئة كما يدعي فأي سخف وضحك على العقول هذا...

وأضاف المعلم تحت مسمى "الثورة السورية العظيمة" يقتل المدنيون شيوخا ونساء وأطفالا.. تفجر الشوارع والمؤسسات دون أن يسأل ضحايا هذه الانفجارات عن توجههم السياسي والعقائدي والفكري.. تحرق الكتب والمكتبات .. تنبش القبور تسرق الاثار... تحت مسمى "الثورة".. يقتل الأطفال في مدارسهم والشباب في جامعاتهم.. تستباح النساء عبر فتاوى منحرفة وعناوين شتى من جهاد النكاح الى جهاد المحارم وغيرها.. تقصف الجوامع والمصلون سجد.. تقطع الرؤوس وتعلق في الشوارع.. تشوى الناس أحياء في محرقة حقيقية سينكرها التاريخ والكثير من الدول دون أن يتهموا بالعداء للسامية... تحت مسمى "الثورة" يفجر أب نفسه وأطفاله وزوجته بيديه كي لا يدخل الأغراب بيته ويحرروه من ظلم ونير النظام وينشروا الديمقراطية كما يدعون.

وقال المعلم.. نعم أيها السادة ومعظمكم هنا آباء لأطفال.. تخيلوا أي شعور ذاك الذي يدفع بأب أن يقتل عائلته بيديه لحمايتهم من وحوش على هيئة بشر تدعي أنها تقاتل من أجل الحرية.. هذا ما حصل في عدرا.. عدرا التي لم يسمع معظمكم عنها.. دخل الغرباء إليها فقتلوا ونهبوا وشنقوا وذبحوا واغتصبوا وحرقوا الناس أحياء.. لم تسمعوا عنها شيئا لكنكم سمعتم بالتأكيد عن غيرها من الأماكن التي فعلوا فيها نفس ما فعلوه في عدرا ووجهوا أصابع اتهامهم الملطخة بدماء الأبرياء باتجاه الدولة والجيش السوري.. وعندما لم تعد تنطلي هذه الكذبة الساذجة على أحد توقفوا عن ذكر أي شيء.. هكذا أراد لهم مشغلوهم من دول تصدرت أخيرا رأس الحربة في جسد سورية بعد أن أزاحت أخرى كانت تحاول وعلى دماء السوريين أن تتزعم المنطقة بالمال والنفوذ وشراء الذمم لتصدر لنا علنا وحوشا على هيئة بشر.. شربتها الفكر الوهابي البغيض ونشرتها في سورية.. وها أنا أقول لكم من على هذا المنبر.. إنكم تعلمون مثلي أنها لن تبقى ولن تكتفي بسورية لكن البعض ممن يضم مجلسنا لا يريد أن يفهم أو يتعظ.

وأضاف المعلم.. كل ما سبق أيها السادة لم يكن ليتحقق لو كان الجار للجار وقت الضيق لكن الجيران بالأزمة في سورية كانوا إما سكاكين في الظهر من الشمال أو متفرج ساكت عن الحق من الغرب أو ضعيف يؤمر ويأتمر من الجنوب أو منهك بما خططوا له ونفذوا منذ سنوات ليدمروه ويدمروا سورية معه من الشرق.

وقال المعلم .. كل ما سبق لم يكن ليتحقق لولا حكومة أردوغان التي فرشت أرضها للإرهابيين تدريبا وتسليحا وتوريدا إلى الداخل السوري.. أعمت بصرها عن أن السحر سينقلب على الساحر ذات يوم وها هي تذوق الآن بداية مرارة الكأس .. فالإرهاب لا دين له ولا ولاء له إلا نفسه.. ومن صفر مشاكل مع الجيران إلى صفر في السياسة الخارجية وفي الدبلوماسية الدولية وفي المصداقية السياسية وفي كل شيء... رغم ذلك استمرت في فعلتها الشنيعة ذلك أن الحلم التاريخي لسيد قطب وقبله محمد عبد الوهاب قد بدأ يتحقق كما توهموا فعاثوا في الأرض فسادا من تونس الى ليبيا إلى مصر إلى سورية مصممين على تحقيق وهم لا يوجد إلا في اذهانهم المريضة ورغم ثبات فشله وبطلانه مازالوا مصرين على الاستمرار به وهذا ما لا يوصف بموازين العقل إلا بكلمة /الغباء/.. فمن لا يتعلم من التاريخ سيخسر الحاضر.. والتاريخ يقول.. لا يمكن للنار أن تشتعل في بيت جارك وتبقى أنت في مأمن.

وتابع المعلم .. لكن بعض الجيران أشعلوا النيران في سورية واستقدم بعضهم الإرهابيين من شتى انحاء العالم.. وهنا برزت المفارقة المضحكة المشينة.. ثلاث وثمانون جنسية تقاتل في سورية.. لم يشتك أحد ولم يشجب او يستنكر أحد ولم يغير موقفه أحد واستمروا في تسميتها وبكل صفاقة.. "الثورة السورية المجيدة".. وبضع عشرات من شباب مقاوم كانوا مع الجيش في بعض المناطق قامت الدنيا ولم تقعد واسموها تدخلا خارجيا...وطالبوا بخروج ما سموه القوات الأجنبية.. وبالحفاظ على السيادة السورية وعدم انتهاكها.

وقال المعلم.. وفي هذا السياق أؤكد أن سورية البلد السيد المستقل ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها وبالطرق التي تراها مناسبة.. دون الالتفات إلى كل الصراخ والتصريحات والبيانات والمواقف التي أطلقها كثيرون.. فهذه قرارات سورية بحتة... وستبقى سورية بحتة.

وأضاف المعلم.. رغم كل ذلك صمد الشعب السوري فتحركت العقوبات ضد قوته وخبزه وحليب أطفاله ليجوع ويمرض ويموت تحت نير هذه العقوبات.. وبالتوازي تم حرق ونهب المصانع ومعامل الغذاء والدواء والمستشفيات والمستوصفات وتخريب السكك الحديدية واستهداف الخطوط الاساسية للكهرباء حتى دور العبادة مسيحية كانت او اسلامية لم تنج من ارهابهم.. وعندما فشلوا في كل ذلك لوحت أمريكا بعدوانها على سورية وفبركوا مع من تتقاطع مصالحهم معهم من الغرب والعرب حكاية استعمال السلاح الكيميائي التي لم تقنع شعوبهم قبل أن تقنعنا.. ذلك أن دول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لا تتكلم للأسف إلا لغة الدم والحرب والاستعمار والهيمنة.. فالديمقراطية تفرض بالنار والحرية بالطيران وحقوق الإنسان بقتل الإنسان... فقد اعتادت أنها الآمر الناهي في العالم.. ما تريده يتحقق وما لا تريده لن يكون.. ونسيت أو تناست أن من فجر نفسه في نيويورك هو نفسه من فجر نفسه في سورية.. فالفكر واحد والمصدر واحد.. نسيت أو تناست أن هذا الإرهابي في الأمس كان في أمريكا واليوم في سورية وغدا لا أحد يدري أين سيكون... لكن الأكيد أنه لن يتوقف هنا.. فأفغانستان كانت خير مثال لمن يريد أن يتعظ...لمن يريد ... لكن أغلبهم لا يريدون لا أمريكا ولا بعض الدول الغربية المتحضرة التي جرت خلفها بدءا من عاصمة النور وصولا إلى مملكة لم تغب عنها الشمس فيما مضى.. رغم أنهم جميعا ذاقوا مرارة الإرهاب وفجأة أصبحوا "أصدقاء سورية" أربعة من هؤلاء الأصدقاء ملكيات استبدادية قمعية لا تعلم شيئا عن المدنية والديمقراطية.. والبعض الآخر كانوا مستعمرين لسورية نهبوها وقسموها من أكثر من مئة عام والآن اصبح هؤلاء مع غيرهم يعقدون المؤتمرات لتوطيد صداقتهم بالشعب السوري علنا ويحاصرونه ويفرضون عليه العقوبات ويدعمون الارهاب في سورية سرا.. ويرفعون الصوت خشية وقلقا على الوضع الانساني السيئء والمعاناة المعيشية للسوريين.

وقال المعلم.. إن كنتم تشعرون فعلا بالقلق على الوضع الانساني والمعيشي في سورية فارفعوا أيديكم عنا.. أوقفوا ضخ السلاح ودعم الإرهابيين .. ارفعوا العقوبات والحصار عن الشعب السوري وعودوا الى العقل وسياسة المنطق.. عندها نطمئنكم أننا سنكون بخير كما كنا دون قلقكم وخشيتكم الشديدة علينا.

وأضاف المعلم.. قد يقول قائل في نفسه الآن.. هل كل ما يجري في سورية هو صناعة خارجية... لا أيها السادة.. إن سوريين هنا في هذه القاعة ساهموا بكل ما سبق ونفذوا وسهلوا وشرعوا واختلفوا.. كل ذلك على دماء الشعب السوري الذي يدعون أنهم يمثلون تطلعاته فانقسموا سياسيا مئة مرة ولجأ قادتهم الميدانيون إلى أصقاع الأرض.. باعوا انفسهم لاسرائيل.. كانوا عينها التي ترى ويدها التي تخرب وعندما فشلوا تدخلت إسرائيل بنفسها لترفع عنهم ضربات الجيش العربي السوري وتساعدهم على تنفيذ ما ارادته لسورية منذ عقود طويلة.

وتابع المعلم .. كان شعبنا يذبح وهم في فنادق الخمس نجوم هذا ما قاله حتى اتباعهم على الأرض.. عارضوا في الخارج واجتمعوا في الخارج وخانوا سورية في الخارج وباعوا أنفسهم لمن يدفع أكثر في الخارج ويتكلمون باسم الشعب السوري.. لا أيها السادة.. من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فلا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه.. من يرد ان يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سورية ليعش ويشاهد وليودع أطفاله كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة فربما لن يعودوا بسبب قذيفة أطلقتها أدوات من في الخارج.. ليتحمل البرد والصقيع لاننا حرمنا من النفط.. ليقف ساعات طويلة ليحضر الخبز لبيته لأن العقوبات حرمتنا من استيراد القمح بعد أن كنا مصدرين له… من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاومه ويقف ثابتا في وجهه.. ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب.

وأكد المعلم.. إن الجمهورية العربية السورية دولة وشعبا قد قامت بكل ما طلب منها ولا تزال.. فتحنا أرضنا للصحفيين يتجولون كما يشاؤون وقد نقلوا الوقائع لكم في الخارج.. واقع لم يستطع كثير من وسائل الإعلام الغربية تحمله لأنه يخالف ما يريدون قوله وتصويره عن سورية والأمثلة كثيرة لا مجال لحصرها الآن.. سمحنا بدخول المنظمات الدولية الإغاثية لكن أدوات البعض في الداخل السوري ممن يجلس هنا هي من منعتها فتعرضت لإطلاق نار مرات عدة من قبل الإرهابيين.. أما نحن فكنا نقوم بواجبنا كدولة بحمايتهم وتسهيل مهمتهم.. أفرجنا كثيرا وبدفعات كبيرة عن معتقلين وحتى عن مسلحين مما أثار استياء شريحة من السوريين في الداخل إلا أنهم فهموا وقبلوا أن سورية أغلى من الجميع وكرمى لها يجب أن نسكت على الجرح ونكبر ونتسامى عن الضغائن والحقد.

وقال المعلم.. فماذا فعلتم أنتم يا من تدعون أنكم تتحدثون باسم الشعب السوري... أين هي رؤيتكم لهذا البلد العظيم... أين أفكاركم او برنامجكم السياسي... ما هي أدواتكم للتغيير على الأرض... عدا المجموعات الإرهابية المسلحة... إني على يقين أنكم لا تملكون أي شيء وهذا جلي للقاصي والداني خاصة في المناطق التي قام مرتزقتكم باحتلالها.. أو كما تقولون بعباراتكم ومصطلحاتكم الغريبة "بتحريرها".. هل حررتم فعلا الأهالي في هذه المناطق... أم اختطفتم ثقافتهم المعتدلة لفرض ممارساتكم القمعية المتطرفة... هل بنيتم المراكز الصحية والمدارس... أم دمرتم المستشفيات وسمحتم لشلل الاطفال أن يعود إلى سورية بعد أن عاش أطفالنا أصحاء منه لعقود... هل حافظتم وحميتم اثار ومتاحف سورية... ام قمتم بنهب المواقع التاريخية وتاجرتم بالآثار... هل أظهرتم التزامكم بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان... أم قمتم بقطع الرؤوس وبتنفيذ إعدامات علنية وعلى الملأ... باختصار أنتم لم تقوموا بأي شيء على الاطلاق سوى حشد الخزي والعار جراء التوسل للولايات المتحدة لشن عدوان عسكري على سورية.. حتى المعارضة التي نصبتم أنفسكم سادة وأوصياء عليها ترفضكم وترفض طريقتكم في إدارة أنفسكم قبل أن تفكروا في المشاركة بإدارة البلاد.. بلاد أرادوها طيفا واحدا.. لا أتحدث هنا أبدا عن طيف طائفي أو عرقي أو ديني فكل من يخالفهم هو آخر والآخر كافر مهما كانت ديانته أو ملته فقتلوا المسلم بكل طوائفه على حد سواء واستهدفوا وبشدة المسيحيين في سورية حتى الراهبات لم ينجون منهم وهن في ثياب الرهبنة فخطفوهن بعد أن ضربوا معلولا آخر مكان يتحدث لغة السيد المسيح ليجبروا مسيحيي سورية على الرحيل لكنهم أيضا فشلوا فكل السوريين مسيحيون حين تضرب المسيحية وكل السوريين مسلمون حين تستهدف الجوامع وكل السوريين من الرقة أو من اللاذقية أو من السويداء أو من حمص أو من حلب الجريحة حينما تستهدف إحدى المناطق التي ذكرت.. ذلك أن محاولاتهم بث الفتنة الطائفية والدينية كانت أبشع من أن يقبلها السوري العاقل.. باختصار أيها السادة لم تترك "ثورتكم السورية المجيدة" موبقة واحدة على وجه الأرض إلا وفعلتها.

وأضاف المعلم.. في مقابل كل هذه الصورة السوداء القاتمة كان النور دائما في آخر الطريق.. كان إصرار الشعب على الصمود وإصرار الجيش على حماية المواطنين وإصرار الدولة على التماسك والاستمرار.. ومع كل ما سبق كانت دول صديقة صادقة تقف معنا ومع الحق لأن الحق بين والباطل بين.. دول كروسيا التي أتوجه إليها باسم الشعب والدولة السورية بكل الشكر هي والصين لاحترامهما سيادة سورية وحرية قرارها.. فكانت روسيا صديقا صدوقا في المحافل الدولية.. تدافع وبقوة عن مبادئ الأمم المتحدة في سيادة الدول وحقوق الإنسان قولا وفعلا ومعها كانت الصين ودول البريكس وايران والعراق ودول عربية وإسلامية بالاضافة إلى بلدان افريقية ومن امريكا الجنوبية.. كانت جميعا بصدق تحمي تطلعات الشعب السوري لا تطلعات الحكومات الأخرى لما تريده في سورية.

وتابع المعلم.. نعم أيها السادة.. إن الشعب السوري طامح كغيره من شعوب المنطقة إلى مزيد من الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.. طامح إلى مزيد من التعددية والديمقراطية.. طامح إلى سورية أفضل.. سورية آمنة مطمئنة مزدهرة عفية.. لدولة مؤسسات قوية لا لهدم المؤسسات.. لحماية الآثار والتراث الوطني والمواقع الأثرية السورية لا تخريبها ونهبها وتدميرها.. طامح لجيش وطني قوي يحمي المال والارض والعرض ويدافع عن حدود البلاد وسيادتها واستقلالها لا لجيش من المرتزقة "حر" في خطف المدنيين ومقايضتهم بالمال أو تحويلهم لدروع بشرية.. "حر" في نهب المساعدات وابتزاز الفقراء والتجارة بالوطن.. "حر" في الإتجار بالأعضاء البشرية للنساء والأطفال وهم أحياء.. يأكل عناصره القلوب والأكباد ويشوون رؤوس البشر على الفحم.. يجندون الأطفال ويغتصبون النساء كل ذلك بقوة السلاح.. سلاح ترسله لهم دول تجلس هنا تحت مسمى.. "دعم الجماعات المعتدلة" فقولوا لنا بالله عليكم اين الاعتدال في كل ما ذكرت...

وتساءل المعلم.. وأين هي أصلا تلك العناصر المعتدلة التي تختبئون خلف مسمياتها الفضفاضة خاصة ما ظهر منها مؤخرا مدعوما إعلاميا وعسكريا تحت مسميات جديدة لجبهات قديمة خلعت جلدها ولبست آخر ابشع منه وادعت انها تقاتل الارهاب.. وبدأت وسائل الإعلام تزين صورة هؤلاء القدامى الارهابيين بعد أن ألبسوهم لبوسا جديدا تحت مسمى "الاعتدال".. لكنهم يعرفون كما نعرف أن تطرفهم وارهابهم واحد بمسميات مختلفة.. ويعرفون كما نعرف انهم تحت ذريعة دعم هؤلاء يرسلون السلاح في النهاية إلى القاعدة وتنظيماتها داخل سورية والعراق وغيرها من دول المنطقة..

هذه هي الحقيقة أيها السادة.. فلتستفيقوا جميعا.. إن الغرب يدعم وبعض العرب ينفذ لتصل الأسلحة الفتاكة لأيدي تنظيم القاعدة.. وبالتالي فإن الغرب يدعي محاربة الإرهاب علنا ويغذيه سرا.. ومن لا يرى هذه الحقيقة فهو إما جاهل أعمى.. أو أنه لا يريد أن يرى وراغب في استكمال ما يفعل.

وقال المعلم.. أهذه سورية التي تريدون بعد الاف الشهداء وفقدان الأمان والتدمير الممنهج... أهذه هي تطلعات الشعب السوري التي أردتم أن تحققوها... لا أيها السادة.. لن تبقى سورية هكذا ولن تكون ولهذا جئنا إلى هنا.. جئنا رغم كل ما فعله البعض منكم.. لننقذ سورية.. لنوقف قطع الرؤوس وأكل القلوب وبقر البطون.. جئنا لنعيد الأطفال والامهات إلى بيوت هجرهم الإرهاب منها.. جئنا لنحمي مدنية الدولة وتحضرها.. لنوقف زحف التتار والمغول إلى المنطقة.. جئنا لنمنع انهيار الشرق الأوسط كله.. جئنا لنحمي الحضارة والثقافة والتنوع والغنى.. لنحمي حوار الحضارات ولقاء الأديان في منبع الأديان.. جئنا لنحمي الإسلام السمح الذي تعرض للتشويه ولنحافظ على مسيحيي الشرق.. جئنا لنقول للسوريين في الخارج.. عودوا إلى بلادكم فالغريب غريب مهما كان قريبا والسوري أخ للسوري مهما اشتدت المحن.. جئنا لنوقف الإرهاب كما فعلت كل دول العالم التي ذاقت طعمه.. قلنا وما زلنا ان الحوار بين السوريين هو الحل لكننا وكما تفعل وفعلت كل دول العالم حين ضربها الإرهاب سعينا للدفاع عن شعبنا فهذا واجبنا الدستوري.. وأقول لكم من على هذا المنبر.. إننا سنستمر بضرب الإرهاب الذي أضر بكل السوريين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية.

وأضاف المعلم.. جئنا لنضع الجميع أمام مسؤولياته فطالما أن دعم الإرهاب مستمر من قبل دول بعينها تعرفونها كما أعرفها لن يكون هناك نجاح لهذا المؤتمر.. فالعمل السياسي والإرهاب لا يمكن أن يكونا على أرض واحدة.. فالسياسة تلتقي مع مكافحة الإرهاب ولا تنمو في ظله.. جئنا ممثلين للشعب والدولة.. نعم لكن فليعلم الجميع أن لا أحد في العالم.. والتجربة خير دليل على ما أقول.. لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم.. هذا حقهم وواجبهم الدستوري وما سيتم الاتفاق عليه هنا مهما كان سيخضع للاستفتاء الشعبي فنحن مخولون هنا بنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره ومن يرد أن يستمع لإرادة السوريين فلا ينصب نفسه ناطقا باسمهم.. هم وحدهم لهم الحق بتقرير قيادتهم وحكومتهم وبرلمانهم ودستورهم.. وكل ما عدا ذلك كلام لا محل له من الإعراب.

واختتم المعلم كلمته قائلا.. أخيرا أوجه كلامي لكل الحاضرين هنا وللعالم أجمع الذي يشاهدنا ويستمع إلينا.. نحن في سورية نحارب الإرهاب.. إرهاب دمر الكثير وما زال.. إرهاب وقفت سورية منذ الثمانينيات من القرن الماضي تصرخ لمكافحته وتشكيل جبهة موحدة ضده ولم يستمع إليها أحد.. إرهاب ذقتم لوعته في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والعراق وأفغانستان وباكستان واللائحة تطول.. وها هو يتمدد في كل مكان.. فلنتعاون جميعا لمكافحته ولنضع اليد على اليد لوقف فكره السوداوي الظلامي المريع وبعدها.. لنقف كسوريين وقفة رجل واحد ونضع سورية نصب أعيننا ونبدأ بإعادة بنائها انسانا وبنيانا.. فالحوار هو الأساس كما ذكرت ورغم شكرنا للدولة المضيفة إلا أننا نقول إن حوار السوري للسوري حقيقة هو على أرض سورية وتحت سمائها.. وقبل عام مضى في هذه الأيام طرحت الحكومة السورية رؤيتها للحل وأيضا لم يستمع إليها أحد.. كم كنا وفرنا من دماء الأبرياء لو حكمت بعض الدول لغة العقل على لغة الإرهاب والدمار... سنة كاملة ونحن ننادي بالحوار لكن الإرهاب كان مستمرا بضرب الدولة السورية.. مؤسسات وحكومة وشعبا رغم كل ذلك .. أن تصل متأخرا خير من ألا تصل.. وها نحن اليوم إما أن نتخذ القرار المصيري الكبير بمحاربة الإرهاب والتطرف والبدء بالعملية السياسية وخاصة أن الجميع هنا عربا وغربا وإما أن يستمر البعض منكم بدعم الإرهاب في سورية... هذا قراركم وقرارنا هنا.. فلنعزل الأيادي السوداء والوجوه الكاذبة التي تصافحكم وتضحك لكم في العلن وتغذي الفكر الإرهابي في الخفاء ليضرب سورية لكنه في النهاية سيمتد ليحرق الجميع.. هي لحظة الحقيقة والمصير فلنكن على قدرها.

لافروف: حل الأزمة في سورية يجب أن يتم على أساس التفاهم المتبادل بين الحكومة والمعارضة وهناك مسؤولية تاريخية على المشاركين في مؤتمر جنيف
من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة حل الأزمة في سورية وتسوية جميع المسائل المتعلقة بها على أساس التفاهم المتبادل بين الحكومة والمعارضة بعيدا عن أي تدخل أو حل خارجي مفروض لافتا إلى أن هناك مسؤولية تاريخية على المشاركين في مؤتمر جنيف 2.
وقال لافروف في كلمته خلال افتتاح المؤتمر إن الأزمة في سورية لا يمكن حلها بشكل سريع أو مبسط ولكن مؤتمر اليوم يعطي فرصة حقيقية للسلام الذي إذا استطعنا السير باتجاهه على أساس الاحترام والشراكة فإن ذلك سيكون لخير شعب سورية الصديق وللمنطقة والعالم.
وأضاف لافروف إن هذا المؤتمر هو قبلة أنظار المجتمع الدولي وهذا يعني أن هناك مسؤولية تاريخية تقع على عاتقنا وعملا يتطلب اتصالا وتعاونا وثيقا بيننا وهاجسنا أن نصل إلى نهاية المأساة في سورية التي تركت الكثير من الويلات والمعاناة للشعب السوري وتهدد بتدمير هذا البلد العريق وجيرانه في المنطقة التي تعيش فترة عصيبة.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تؤيد تطلعات الشعوب العربية لحياة أفضل ونمو مستدام وازدهار وحتى تكون التحولات الجارية إيجابية يجب على الجميع المساهمة في الحوار لمواكبة التحولات الداخلية للمجتمعات.
وشدد لافروف على أن محاولات فرض وصفات جاهزة للإصلاحات وتجارب الهندسة الاجتماعية تجعل أي تقدم عرضة للانتكاس داعيا كل الفاعلين إلى احترام المبادئء الأساسية للقانون الدولي ولا سيما احترام سيادة الدول مع عدم التدخل في شؤونها الداخلية وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.
وقال وزير الخارجية الروسي إن روسيا استندت منذ بداية الأزمة في سورية إلى مبدأ عدم فرض الحلول بالقوة والاهتداء إلى حلول عبر التوافق بين الأطراف السورية وهو ما كان أساس بيان جنيف.
وأضاف لافروف إننا نريد أن نصون سورية كدولة ذات سيادة وأن نحافظ على سلامة أراضيها وأن تكون دولة علمانية تضمن كل حقوق الجماعات وعلى هذا الأساس ينطلق الحوار اليوم بين الأطراف السورية والأمر يتطلب التوافق على معايير ملموسة للبيان الذي تم التوصل إليه في جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2118 وكافة الإجراءات التي تتيح للشعب السوري أن يحدد مستقبله باستقلالية.
وأكد لافروف ضرورة قيام كافة الأطراف الخارجيين بتشجيع السوريين على التوصل إلى هذا الوفاق دون أي مسعى لتخريب ذلك وفق ما ورد في بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2118.
وشدد لافروف على ضرورة مشاركة كل المجموعات المكونة للمجتمع السوري في هذا الحوار ومن بينها مجموعات المعارضة الوطنية في سورية التي لا تشكل في الوقت الحالي جزءا من الوفد مع أنها أبدت اهتماما بالمشاركة في المؤتمر داعيا إلى تصحيح هذا الوضع من خلال إدماج هؤلاء في الحوار حتى وإن لم يكن ذلك من اليوم الأول.
وجدد لافروف تأكيده على ضرورة مشاركة إيران في هذا الجهد المشترك لتحقيق السلام والأمن في سورية دون محاولات لتفسير بيان جنيف لصالح أحد الطرفين لافتا إلى أن التهديد بتحويل سورية إلى بؤرة نزاع دولية جدي وهناك من ينشر الفوضى والتهديد والتطرف والتعصب فيها بما يؤدي إلى تهجير المسيحيين الذين يعيشون هناك منذ أكثر من ألفي سنة إلى جانب أخوتهم بوئام وسلام.
وقال لافروف إننا نبني مشاركتنا مع منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل المنظمات ذات الصلة ونطلب من المؤتمر دعم الحكومة السورية والمعارضة من أجل تضافر جهودهم والسعي إلى مواصلة التقدم.
وأضاف لافروف إننا نسجل تعاون الحكومة السورية مع منظمة الأمن والتعاون ومع الأمم المتحدة ومنظمة الأسلحة الكيميائية ونعتقد أن التقدم مع إيران فيما يتعلق بالأسلحة النووية سيكون مساهما في إعلان منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ودعا لافروف إلى بذل الجهود لمعالجة الوضع الإنساني في سورية وتعزيز الثقة بين الطرفين وعدم استغلاله لوضع عراقيل مصطنعة وشروط مسبقة للتفاوض وألا تكون الجوانب المتعلقة بالأزمة موضوع رهانات ورؤية وحلول مصطنعة تقوض الحوار.

وزير الخارجية الصيني: حل الأزمة سياسي على أساس التوافق المتبادل ودون أي تدخل خارجي
إلى ذلك جدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعوة بلاده إلى حل سياسي سلمي للأزمة في سورية يكون مرضيا لجميع الأطراف فيها على أساس التوافق المتبادل ودون أي تدخل خارجي لافتا إلى أنه ما من حل عسكري للأزمة وهو ما ينبغي على الجميع أن يعترف به.
وقال يي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 إن الشعب السوري يريد أن يستتب السلم والأمن مجددا ولذلك لا بد من أن تصان الوحدة الترابية لسورية ومنع تشرذمها لأن استقرارها أساسي بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وسيساعد في كبح جماح انتشار الإرهاب والتطرف والرعب فيها.
ودعا يي جميع الأطراف الى أن يضعوا نصب أعينهم الحل السلمي ومراعاة مواقف ومصالح الجميع والظرف على الأرض والمساهمة في عملية سياسية شاملة للأطراف في سورية وواسعة النطاق تنظر باهتمام إلى التشكيلة الديمغرافية والتعددية في سورية وتحقق توازن مصالح كل المجموعات والأقليات وحقوق المرأة.
وشدد يي على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في سورية وتفادي أي تحريض على الكراهية بين الطوائف وتفادي فرض أي حلول سياسية من الخارج.
وقال يي.. "إن كل الأنظار موجهة إلى مونترو وكل محبي السلام يريدون لهذا المؤتمر أن يكون معلما أساسيا ومثالا بالفعل لتسوية سلمية للأزمة في سورية التي نتوقع لها أن تبدأ مرحلة جديدة".
وأوضح يي أن كل الأزمات يمكن أن تعالج وان مشاعر الكراهية يمكن ان تبدد طالما أن الصدق والرغبة في التعاون موجودان ولذلك نحن نريد للشعب السوري أن يحقق ذلك وأن يتم تجاوز أوجه الاختلاف وتحلي الجميع بالمرونة وصولا إلى التفاهم والوئام الذي هو الطريق الصحيح إلى الأمام من أجل وضع حد للعنف والقتال والبدء بمحادثات من أجل السلام.
وأضاف يي.. إنه ليس من اليسير على الأطراف السورية أن تجلس إلى طاولة الحوار وعليه لا بد من إدراك أهمية اجتماع اليوم ومواصلة الحوار بلا هوادة من أجل خلق الثقة والوصول إلى الحلول الوسطى التي ترضي الجميع وتيسر تحقيق السلم والمصالحة.
وقال يي.. "إنه يمكن إنشاء هيئة انتقالية على أساس المفاوضات ووضع إطار لها ولا بد من أن تكون هذه العملية هي الإطار المناسب لكي تساهم كل الأطراف بالحل السلمي آخذين بالاعتبار الظروف في الميدان واحترام رغبة السوريين في تغيير الوضع وصون المؤسسات السورية".
وأشار يي إلى أن الصين ملتزمة بالنهوض بهذه المحادثات والتسوية السياسية وموقفها دائما كان حياديا متوازنا وغير منحاز لأي طرف وهي تحترم كل المقترحات من أجل التسوية السياسية طالما أنها مرضية بالنسبة للأطراف السورية ووفقا لرغبة الشعب السوري.
وقال يي.. "إننا لكي نيسر ونسهل التسوية السلمية للأزمة السورية اقترحنا مبادئ هي معالجة الأزمة بالسبل السياسية وأن يحدد الشعب السوري مصيره والنهوض بالعملية التفاوضية والحوار وتحقيق الوحدة الوطنية ووصول المساعدات الإنسانية".
وأوضح يي أن الصين قدمت المساعدات الإنسانية لسورية والدول المجاورة بملايين الدولارات وهي تلتزم اليوم بتقديم عشرين مليون يوان إضافي وتناشد جميع الأطراف العمل وفقا لما اقترحه مجلس الأمن أي التعاون مع الأمم المتحدة لتنفيذ عمليات الإغاثة الطارئة مع تفادي ومنع أي تسيس أو عسكرة للقضايا الإنسانية.
ولفت يي إلى أن هذا المؤتمر هو انطلاقة مسار طويل وطالما أن كل الأطراف تحاول أن تهتدي إلى أرضية مشتركة وأن تمضي يدا بيدا فيمكن بالفعل سد الهوة وإفساح المجال أمام تسوية سلمية في سورية.

كي مون: لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية.. والسوريون أنفسهم هم من لديهم المسؤولية الأولى لتحديد مستقبل بلادهم
بدوره أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن لا بديل عن إنهاء العنف والحل السياسي للأزمة في سورية مشدداً على أن السوريين أنفسهم هم من لديهم المسؤولية الأولى لوضع حد للأزمة في بلادهم وتحديد مستقبل سورية وشكل النظام السياسي فيها وإعادة بنائها.
وأشار كي مون في كلمته خلال افتتاح المؤتمر إلى أن "مؤتمر جنيف2 يشكل فرصة لإبداء الوحدة وراء الحاجة إلى حل سياسي وتشجيع ومؤازرة الوفدين السوريين للتفاوض بنية حسنة من أجل إنقاذ بلدهم والشروع في انطلاقة لمستقبل جديد" موضحاً أن "الحكومة والمعارضة وبلدان المنطقة والمجتمع الدولي قاطبة تجتمع اليوم للاهتداء إلى حل سياسي يوقف التقتيل والدمار والتهجير".
وقال كي مون.. "كل السوريين والجميع في المنطقة المتأثرون بهذه الأزمة ينظرون إلى المجتمعين في مونترو لوضع حد لمعاناة لا حد لها وإنقاذ النسيج السوري الغني والدخول في عملية سياسية ومرحلة انتقالية وفقا لرؤية وضعت في بيان جنيف وبتأييد من الأمم المتحدة ومجلس الأمن" معتبراً أن "ممثلي الحكومة السورية والمعارضة أمام فرصة ومسؤولية هائلة لإسداء خدمة تاريخية للشعب السوري".
وقال كي مون.. "يجب أن يعاود السوريون الكلام مع بعضهم البعض واستعادة المفقود ومن الحيوي للسوريين رجالا ونساء أن ينخرطوا في جهد تشكيل وجه مستقبلهم المشترك" داعيا كل أعضاء المجتمع الدولي إلى بذل كل ما في وسعهم لمساعدة السوريين على تحقيق ذلك وحث "الطرفين السوريين ووفديهما على بلوغ تسوية شاملة على أساس بيان جنيف".
واعتبر كي مون أن "بيان جنيف1 حدد عددا من الخطوات الأساسية انطلاقا من تشكيل هيئة حكومية انتقالية تملك كل الصلاحيات التنفيذية وتشكل بالتوافق المتبادل".
ولفت كي مون إلى أن الأزمة في سورية التي وصفها بـ الكارثة باتت "شاملة حيث هناك قرى ومدن لم تعد قابلة للحياة كما تم تدمير المدارس والمستشفيات والأسواق وأماكن العبادة وغيرها والمتفجرات والسيارات الملغومة انفجرت في مناطق مختلفة" مضيفاً أن "انعدام القانون شجع المقاتلين الأجانب والمجرمين من كل البلدان والمجموعات الراديكالية على فرض رؤياها المدمرة والخطيرة" معتبراً في الوقت ذاته أن "كل الأطراف أظهرت عدم اكتراث تام بمسؤولياتها بمقتضى القانون الإنساني الدولي".
وبين الأمين العام للأمم المتحدة أن الملايين في سورية باتوا بحاجة للمساعدة الإنسانية ومحرومون من وصول الإغاثة كما أن الملايين أيضاً أصبحوا نازحين في وقت كانت سورية من قبل هي أرض اللاجئين من كل الخلفيات.
وقال كي مون.. "على الرغم من الضغوط الكبيرة أبدى جيران سورية سخاء وضيافة تثير الإعجاب وأنا ممتن للالتزامات التي قطعت في مؤتمر المانحين في الكويت الأسبوع الماضي ولكن إن استمر الصراع تصعب تلبية الاحتياجات الإنسانية كما هو ضروري".
ودعا كي مون "الحكومة والمعارضة الى إتاحة وصول الغوث الإنساني بلا معوق لكل المجتمعات المحتاجة إلى ذلك ولاسيما في المناطق المحاصرة" مشيراً إلى ضرورة أن يظهر الجميع رؤية إنسانية أكبر تتسم بالمرونة.
وختم الأمين العام للأمم المتحدة بالتأكيد على وجوب أن يبرهن العالم انه قادر على أن يتوحد ويآزر شعب سورية وهو ينطلق في مسالك نحو سورية المسالمة الديمقراطية والمستقلة مشدداً على أن سورية تستحق مستقبلاً من السلام والكرامة والاحترام المتبادل والتحرر من الخوف.

من جهته قال رئيس المجلس الرئاسي السويسري وزير الخارجية ديديه بورخالتر.. "ينبغي توفر إرادة سياسية واضحة تبتعد عن منطق الضغينة وتدخل في منطق الحوار من أجل إيجاد حل دائم للأزمة في سورية".
وأضاف بورخالتر.. "حتى تنجح جهود حل الأزمة في سورية لا بد من الاستناد إلى دعم ثابت وإرادة سياسية واضحة من الأسرة الدولية.. وسويسرا على استعداد للمشاركة في ذلك".
وأكد بورخالتر أن "حل الأزمة في سورية سياسي ويجب أن يترك المؤتمر آثارا فورية ومباشرة على الأرض ويجب الاستماع إلى نداءات السوريين وإشراك الجميع دون إقصاء أحد".

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن "المؤتمر هو اختبار لنا كي ندعم الشعب السوري من أجل حل معاناته وضمان عيشه بكرامة".

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...