عام الدم
رهينة الموت ومستقبلك تراب، أنت يا الذي تفترس بني جنسك على سجادة صلاتك، معتقداً أن ما تسلبه من حياتهم ستضيفه إلى عمرك البائس.. يا آكل الأكباد في حمص وشارب الدماء على جسر العاصي، هندٌ جدتك وجدك الحجاج، أتبتغي حرية أم إمارة سلفية.. وماذا بعد القتل غير وطن للمقابر يرعاه أمراء الموت...
والجامعة التي لم تجمعنا يوماً، تعيدنا إلى بداية الدائرة، متجاهلة أن التظاهر كان طلباً للإصلاح وليس من أجل التظاهر.. وأنها بعملها تهدر دماءنا المسفوحة، وتنعش أعمال المجرمين، وتلبي أهواء الأمريكيين، وتمنح رقبتها لوكالة القطريين أرباب الإسرائيليين، الذين حرقوا الأنظمة بالثورات ثم فرغوها من الملح والسكر بتسليمها للعسكر الذين لا يحتوي قاموسهم على كلمة حرية. تماماً كما فعل المستعمرون قبل ستين عاماً، عندما سلموا ثورتنا لعسكرنا الذين لا يفهمون سوى طاعتنا خالصة من اعتراضاتنا.. فكيف إذا جاؤوا بالعسكر المتأسلمين كما يحصل الآن في بلاد التونسيين والليبيين والمصريين ... إن ما يجري على الأرض العربية يتماهى مع القانون الذي يفتي بتزويج المغتصب من المعتدى عليها كحل نهائي للعدالة «الارتوازية» التي أغناها صاحبنا محمد الماغوط بكتاباته ولم يغتني بها شعبه..
والوضع في سورية اليوم أن النظام لن يتمكن من إعادة إنتاج نفسه في ظل المتغيرات الدولية والفورات العربية، لذلك حتى أهل النظام ومؤيدوه لم يعودوا موافقين عليه، وإنما صاروا جزءاً من فريق الإصلاح، بينما المطالبون بالإسقاط، شاؤوا أم أبوا، باتوا جزءاً من الأجندات الدولية المستثمرة في الأراضي السورية..
أما بالنسبة للمواطن السوري، فإن الفرد الذكي هو الذي يعرف أن تفكيره غير كامل، وبالتالي فإن قراره غير نهائي، لذلك يعمل حثيثاً من أجل الوصول إلى الكمال على خريطة الوطن الزمنية. بينما الغبي السوري هو من يعتقد بكماله، ويجره اعتقاده هذا إلى افتراض نقص الأخر الذي يخالفه!!
وفيما يخصني لم يكن انحيازي يوماً لفريق من اللاعبين بقدر ما كنت مهتماً بنظافة اللعبة، لذلك يمكنني القول أني ناهضت النظام فيما مضى لنفس الأسباب التي تجعلني انتقد المتمردين عليه اليوم، وأولها كثافة الكذب المفضوح ووحشيته التي تلغي الآخر الذي لا يوافقهم، ولي أسوة في أبي طالب الذي لم يدخل في الإسلام يوماً على الرغم من أنه ، بسلوكه وعمله، كان في مقدمة المسلمين الذين ساهموا في انطلاقة الإسلام الذي خطفه "الإسلافيون" من يد الإصلاحيين ولم يعيدوه حتى الساعة ..
نبيل صالح
التعليقات
حب الوطن
حب الوطن...و الموضة
بخصوص المبادرة العربية
كلي فضول لمعرفة رأيك بشغبك السابق
سوريا!!!
الليل حزين ...الليل سكون
اسمحلي اقتبس منك هالجملة
حمد بن جاسم!!! ( هامش من خارج النص )
حمد بن جاسم!!! ( هامش من خارج النص )
الكلمات الأخيرة للسيد:
ليل
........
ولو!!!!
خبصتها بالأخر
تنبيه لنبيل
طفل الأنبوب الإنكليزي
لافض فوكم!
عذرا على مروري المتأخر ولكن
خابت آمالنا
العزيز نبيل،تتصارع الأفكار و
dreem
إلى أخي دايخ في زمان بايخ
Pagination
إضافة تعليق جديد