شُبّه لهم
وهاته الحسناء فارعة الطول عارية الصدر ترفع علم الحرية التي أطلقتها الثورة الفرنسية، لم و لن تخطر في بلادنا يوماً، ولن تلقمنا حلمتها أبداً، لأن من عادتنا تحجيب الحرية خوفاً عليها من ذكوريتنا البدوية.. فنحن أمة تناسلت من عشائر البدو وذؤبانها التي سميت باسمها إحدى جمعنا الثورجية، أملا بالعثور على الماء في رمال الصحراء ، ولم نجد غير السراب و الدماء، منذ أجهض آباؤنا ثورة اليتيم محمد بن عبدالله (ص) غبّ وفاته وأبقوا على منحة جمع أربع حرات مخدرات ( من خِدر) تحت أفخاذنا .. وتتحدثون عن إمرأة الحرية يا أولاد.. التحجب: حجاب للعقل وحجاب على اللسان والقلب والعينيين..
وهاذا البوعزيزي الذي أحرق روحه لشدة توقه إلى امرأة الحرية التي رآها في كتب المدارس التونسية المتأثرة بالثقافة الفرنسية: إمرأة عارية الصدر بعلم أحمر وثديين يكاد بياض حليب الحرية ينفر منهما ويستدعي رائحة أمه وطفولته قبل أن يتعلم النطق في بلاد الصمت، فما الذي حصل بعدها؟ هرب رأس النظام وبقي هرم النظام وقانون الطوارئ وقاعدة الأسطول الأميركي السادس.. وفي مصر سقط الخائن وتحطمت أضلاعه واستمر مجلسه العسكري يجر نقالته التي تتحرك بقوة قانون الطوارئ بين إملاءات واشنطن ورغبات تل أبيب.. وفي ليبيا احتل القذافون الصغار منابع النفط لصالح المستعمرين الكبار.. والسودان الذي استقل الثوار بنصفه الجنوبي وراحوا يتقاتلون على الحصص بعدما أقاموا أول سفارة لهم في القدس المحتلة.. أما اليمنيون فما زالت قبائل القات تجلس في ساحة بني ساعدة تمضغ وتبصق بانتظار أن تُجلس واشنطن أحداً منهم على كرسي الرئاسة بدلاً من حليفها الذي لم يعد صالحا فأحرقته ولم يرض أن يتزحزح عن رماده.. وفي العراق الشقيق أنتم تعرفون حكاية الحرية من صدامها إلى بوش..ها.. وفي سورية انتهى طلاب الحرية إلى الاستقواء بالأعداء.. فإلى أين أنتم ماضون وعن أية حرية تتحدثون!؟
الحرية تنبع من داخل الفرد ولاتأتيه من خارجه ، هكذا يقول الدرس الأول لثورة الثورات التي انطلقت من عقل جان جاك روسو وقيادة روبسبير وقلب دانتون، وليس من جعجعة العرعور وشيوخ الوهابية وورثة العثمانية، فإلى أين تظنون أنكم ذاهبون؟
هوامش:
ـ لست أعترض على الحجاب كزي نسائي، وإنما أحتج على ثقافة التحجب الإسلامي ـ البعثي ـ الشيوعي..
ـ هل هي مؤتمرات حرية سورية أم وكالة سيارات أميركية ـ ألمانية، يمولها سنقر ـ عبود، نكاية بمخلوف ؟!
ـ نصاصي وإمعات صاروا أبطالاً على الورق في بضعة ساعات بسبب غباء بعض أجهزة الأمن وخوفها.
ـ منذ حروب الردة لم أقرأ أو أسمع عن ثورة في التاريخ احتاجت إلى كل هذا الكذب والدجل الإعلامي.
ـ إظهر يا قاتلي، فقد صدقت تهديدك وتعبت بانتظارك، وقنطت من نهوض هذه الأمة.. تعال فدمي يكاد ينفر من عروقي قبلما تذبحني ..
نبيل صالح
التعليقات
مساعدة abou nabiiil في فك الطلاسم
سلمت يداك أيها النبيل وأنت
أنا سوري ؟
الحرية مفهوم نسبي
مليناااااااا
هذه الجملة تختصر كل شيء أيها النبيل
سلمت يانبيل
إشراقة أمل
إشراقة أمل
مقتبس من مداخلة مواطن سوري في
quick guide for dummies
الجدوى
سؤال برسم السيد نبيل
ما أروعك يا سيد نبيل، حتى
صرخة..
هزلت
الله ينور عليك
على طريقتك يا نبيل.هامش :
و أنا أيضاً مثل صديقنا
كفانا مسلحين في حمص
أحب الحرية ولكن ...
كل ثورة وكل تغيير يبدأ في
Pagination
إضافة تعليق جديد