نصر الله: النصر ينتظر المقاومة في غزة
تم منتصف ليل أمس التسلم والتسليم بين العام ٢٠٠٨ الذي انتهى مضرّجاً بالدم الفلسطيني في غزة والعام ٢٠٠٩ الذي يطل حاملاً »أمانة« صون ثوابت القضية الفلسطينية في مواجهة محاولة تصفيتها، عدا أنه سيكون مثقلاً منذ اليوم الأول بالملفات والهموم المحلية »الموروثة«. ومع ذلك، فإن اللبنانيين لا يملكون إلا أن يأملوا أن تحمل السنة الجديدة معها »مفاجآت سارة« لهم، خلافاً لمقدماتها غير المشجعة، لعلها تعوض ما فاتهم خلال السنوات القليلة الماضية التي بلغت فيها الأزمة الداخلية ذروتها السياسية والأمنية قبل أن ينجح اتفاق الدوحة في تحقيق نوع من »ربط النزاع«.
وقد عكس خطاب الأمين العام لـ»حزب الله« السيد حسن نصر الله في اليوم الأخير من العام ،٢٠٠٨ ثقته بحرارة أقدام المقاومين الصامدين في قطاع غزة المحاصر بين ناري الاحتلال وتواطؤ »الأشقاء«، ولذلك كانت نبرته هادئة ولكنها واثقة من أن المقاومين في غزة سيكسرون أهداف الحرب الإسرائيلية المفتوحة عليهم، وبالتالي دعوة الفلسطينيين ومناصريهم في كل أصقاع الأرض الى الاستعداد لمواجهة تداعيات الإخفاق الإسرائيلي الثاني من نوعه خلال سنتين، بعدما منيت حربهم ضد لبنان بالفشل في صيف العام .٢٠٠٦
وبدا واضحاً أن السيد نصر الله كان يحاول عكس معطيات ميدانية تؤكد خروج »حماس« وفصائل المقاومة في القطاع من مرحلة استيعاب الصدمة الأولى نحو إعادة تماسك بنيتها القيادية تنظيمياً وسياسياً وعسكرياً، فضلاً عن تحكمها بالقدرة الصاروخية واستعداداتها العالية لأية مواجهة برية، من دون إغفال ما يمكن أن تخبئه وقائع الأيام المقبلة ميدانياً.
وفي موازاة الخطاب السياسي الواثق بقدرات المقاومة الفلسطينية وخياراتها، كان لبنان الرسمي ينتقل أيضا الى موقع المبادرة، حيث تجاوز الرئيس ميشال سليمان دعوة القمة العربية للانعقاد فوراً، مجدداً التذكير بأنه »أبلغ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السبت الماضي موافقته غير المشروطة على القمة«، ومشيراً الى »استعداد بيروت لاستضافة القمة إذا بقيت التباينات قائمة حول مكان الانعقاد«، فيما كانت التحركات السياسية والشعبية المنددة بالمجزرة الإسرائيلية وبمواقف بعض الأنظمة العربية تتواصل في الشارع اللبناني وفي مخيمات الشتات الفلسطيني على أرض لبنان.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما سجل حتى الآن في قطاع غزة هو انتصار للمقاومة وفشل لإسرائيل، مستعيداً التطابق بين مجريات حرب تموز ٢٠٠٦ والعدوان على غزة. وقال خلال المجلس العاشورائي ليل أمس: الإسرائيليون قالوا إنهم استفادوا من عبر حرب تموز على لبنان، ولكن تبين أن المقاومة في غزة هي التي استفادت منها، لافتا الانتباه الى أن أولمرت وباراك وليفني يتهربون من تحديد هدف معلن وواضح للعدوان لأنهم يخافون من الفشل، ولكنه أشار الى أن هناك هدفاً مضمراً للحرب يتمثل في القضاء على حكومة حماس وفصائل المقاومة قبل شروع الإدارة الأميركية الجديدة في التحضير لمؤتمر دولي يشارك فيه الأميركيون والإسرائيليون والأوربيون و»عرب الاعتدال« للوصول الى تسوية مذلة.
وشدد نصر الله على أن المقاومة الفلسطينية استوعبت الضربة الأولى وخرجت منها متماسكة، لافتا الانتباه الى انه كان مفترضا حسب المخطط الإسرائيلي المتواطئ مع بعض العرب أن تؤدي الضربة الجوية الاولى الى انهيار حكومة حماس وفصائل المقاومة، بحيث تطلب قيادة المقاومة من العرب التدخل لوقف المعركة، وبعدها تبدأ العملية البرية لتواجه وضعا منهارا وصعبا ويائسا، ولكن بنية المقاومة وقيادتها بقيت متماسكة فاستعادت المبادرة وبدأت بإطلاق الصواريخ بمعدل ٥٠ الى ٧٥ صاروخاً في اليوم، وهذا إنجاز مهم. وأضاف: غزة المستضعفة تضع الآن ٢٠٨ مدن ومستوطنات إسرائيلية و٦٣٥ ألف إسرائيلي في مدى الخطر. وإذ أشار الى أن سلاح الجو عاجز عن حسم المعركة، اعتبر أن الهجوم البري هو سيف ذو حدين بالنسبة الى الإسرائيليين، فهو سيف لهم لو نجحوا وسيف عليهم لو فشلوا، وما يجعلهم يترددون هو خوفهم من الفشل. وتابع: من خلال ما أعرف أنه متوافر لدى المقاومة، من حق الإسرائيليين أن يقلقوا ويترددوا في دخول غزة. وأكد أنه إذا واصل المجاهدون على هذا المنوال فإن النصر ينتظرهم.
وقال إن »ما سمعناه خلال اليومين الماضيين من المسؤولين المصريين من تبريرات وحجج واهية لا يقنع أحداً في العالمين العربي والإسلامي ولا يقنع صاحب عقل ولا صاحب ضمير، وهذه التبريرات والحجج ليست لها أي قيمة سياسية أو أخلاقية أو دينية«، مجدداً دعوة الشعوب العربية الى مطالبة الحكومة المصرية بفتح معبر رفح.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد