موسكو: نزداد قوة ونستطيع تأمين الاستقرار في أي منطقة ومقداد ييدأ مباحثاته في بكين
أعربت موسكو عن استغرابها من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بشأن رفض روسيا الحوار مع المعارضة السورية في السابق.
وأكد مصدر في الخارجية الروسية أن وصف فابيوس لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس ائتلاف الدوحة معاذ الخطيب في ميونخ بأول لقاء مع المسؤولين الروس، «غير صحيح»، مشيراً إلى عقد لقاء بين الخطيب وغيره من أعضاء المعارضة وبين المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي للشرق الأوسط في 15 كانون الأول الماضي.
وقال المصدر: من المعروف جيداً أن روسيا تقوم بعقد لقاءات مع جميع أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية من دون استثناء، مضيفاً: إن موسكو ستواصل جهودها بهدف واحد، هو وقف كل أشكال العنف ومعاناة المواطنين ومساعدة السوريين على تحديد مستقبلهم عبر الحوار الواسع.
وأعاد المصدر الدبلوماسي الروسي إلى الأذهان أن الخطيب تلقى دعوة لزيارة موسكو، معرباً عن أمل موسكو في أن تحذو فرنسا وغيرها من الشركاء حذو روسيا في التعاون مع كل الأطراف في سورية على أساس بيان جنيف، في إشارة إلى العزلة التي تفرضها الدول الغربية على السلطات السورية.
وسبق لفابيوس أن صرح أول من أمس أن الجانب الروسي سبق أن رفض إجراء مباحثات مع الائتلاف المعارض لكنه وافق حالياً على ذلك، مشيراً إلى أن بلاده واظبت على دعوة مختلف القوى، ولاسيما روسيا، للحوار مع ممثلي الائتلاف «الديمقراطيين»، على حد تعبيره.
في سياق منفصل، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال ألكسندر بوستنيكوف اعتقاده أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي شاهد تدريبات القوات الروسية في البحر المتوسط «شعر بأن القوات المسلحة الروسية التي تزداد قوة تستطيع تأمين الاستقرار في أي منطقة عند الضرورة».
وعندما أعلنت موسكو في كانون الأول الماضي، عن مناوراتها، كانت التقارير تشير إلى وجود حاملتي الطائرات الأميركية أيزنهاور والفرنسية شارل ديغول قرب السواحل السورية، وسط تسريبات عن خطط لإنشاء تحالف دولي تقوده بريطانيا للتدخل عسكرياً في الأزمة السورية، وهو ما تعارضه روسيا بوضوح.
واختتمت البحرية الروسية في الأسبوع السابق مناورات بدأتها في شرق البحر المتوسط منذ 19 كانون الثاني، وقادها بوستنيكوف بمشاركة أكثر من 20 سفينة حربية و3 غواصات تعمل إحداها بالطاقة النووية، وعدد من طائرات سلاح الجو بعيد المدى ووحدات من مشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة.
وفي حينه، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن تلك المناورات حققت أهدافها من ناحية إبراز القوة العسكرية في منطقة بحرية بعيدة.
من جهتها جددت الصين أمس تمسكها بضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمة السورية وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وبيان جنيف وعدم السماح بالتدخل الأجنبي بالشؤون الداخلية السورية، في وقت جددت فيه إيران تأكيد دعمها للشعب السوري وتعزيز صموده في مواجهة آثار العقوبات الاقتصادية الجائرة، معتبرة أن التطورات الميدانية والسياسية تسير لمصلحة الشعب السوري.
وعقد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، الذي بدأ الإثنين زيارة إلى بكين تستمر أربعة أيام جلسة محادثات مع نظيره الصيني تشاي جيون في مقر الخارجية الصينية في بكين.
وعرض المقداد على الجانب الصيني البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية والخطوات التنفيذية التي تقوم بها الحكومة السورية في هذا الإطار كما تبادل الجانبان السوري والصيني الآراء والتصورات حول الأزمة في سورية وطرق حلها.
وجدد الجانب الصيني «تمسكه بضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمة في سورية وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وبيان جنيف وعدم السماح بالتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية».
وأعرب المقداد عن شكره للجانب الصيني للمواقف التي تتبناها الصين فيما يخص الأزمة في سورية.
وفي ختام المباحثات استعرض الجانبان الأمور ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
والاثنين قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في إفادة صحفية إن المقداد «سيكون في الصين خلال الفترة من الرابع إلى السابع من شباط وإنه سيلتقي بنائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون».
وأضافت: «يجيء هذا في إطار مساعي الصين للتوصل لحسم سياسي فيما يتعلق بالقضية السورية».
وفي طهران أكد سعيد لو معاون الرئيس الإيراني خلال لقائه سفير سورية في إيران عدنان محمود أن العدوان الإسرائيلي على أحد مراكز البحث العلمي في سورية يؤكد الارتباط الوثيق بين المجموعات المسلحة وإسرائيل لضرب مرتكزات القوة لسورية وشعبها الذي يمثل محور المقاومة في المنطقة.
وجدد لو دعم إيران للشعب السوري وتعزيز صموده في مواجهة آثار العقوبات الاقتصادية الجائرة التي تستهدف المساس بحياته ومتطلبات عيشه الكريم، داعياً الوزارات المعنية في إيران إلى الإسراع في تنفيذ الاتفاقات وتوريد المواد والسلع التي تحتاجها سورية وخاصة في ظل الحصار الاقتصادي غير المسبوق الذي يتعرض له الشعب السوري من الغرب والولايات المتحدة وأدواتهم في المنطقة.
وأكد الجانبان خلال اللقاء أن التطورات الميدانية والسياسية تسير لمصلحة الشعب السوري في استعادة أمنه واستقراره والحفاظ على سيادته الوطنية والانخراط في الحوار الوطني الشامل وفق البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية.
كما بحث الجانبان متابعة تنفيذ الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والمالية والطبية التي تم إبرامها خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي إلى طهران والتبادل السلعي وتوريد احتياجات السوق السورية من المنتجات وكذلك تأمين احتياجات إيران من زيت الزيتون والحمضيات والمنتجات القطنية.
من جانبه أكد محمود المتابعة المباشرة بين المؤسسات والوزارات في البلدين لتذليل أي عقبات أمام وصول السلع والمنتجات والمواد التي تحتاجها الأسواق فيهما مشيراً إلى أهمية عامل الزمن في انجاز الاتفاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد