موسكو: البرلمان يفوّض بوتين إطلاق عملية جوية دعماً للأسد وبدء التنسيق الاستخباراتي في مركز بغداد
وافق مجلس الاتحاد الروسي (البرلمان) بالإجماع على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين بإطلاق عمليات عسكرية جوية دعماً للنظام السوري بناء على طلب رسمي من الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مدير الديوان الرئاسي سيرغي إيفانوف، للصحافيين، بعد جلسة مغلقة لمجلس الاتحاد الروسي، إن القرار يسمح باستخدام القوات الجوية الروسية في سوريا، مؤكداً أن الحديث يدور عن عمليات للقوات الجوية الروسية فقط، ولا يشمل إرسال جنود على الأرض لأن هذا الأمر غير وارد.
وأكد إيفانوف أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي توجّه بطلب إلى روسيا لتقديم مساعدات عسكرية إلى دمشق، مشيراً إلى أن استخدام القوات الروسية في سوريا لا يخالف القانون الدولي، مشيراً إلى أن "الهدف العسكري للعملية يتمثّل فقط في دعم القوات السورية من الجو في عملياتها ضدّ الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش".
وأوضحت الرئاسة السورية أن إرسال القوات الجوية الروسية إلى سوريا "تمّ بطلب من دمشق عبر رسالة أرسلها الأسد لبوتين تتضمّن دعوة لإرسال قوات جوية روسية في إطار مبادرة الرئيس بوتين لمكافحة الاٍرهاب".
وأشارت الرئاسة على صفحتها على موقع "فايسبوك" إلى أن "العلاقات بين الدول تحكمها المواثيق والقوانين الدولية والاتفاقيات التي تتم بين هذه الدول لتحقيق مصالح شعوبها وضمان سلامة أراضيها".
ورأى ايفانوف أن التفويض ضروري " لحماية مصالح روسيا القومية وليس تحقيق طموحات سياسية خارجية" خصوصاً مع ازدياد أعداد المواطنين الروس ومواطني رابطة الدول المستقلة المنضمين إلى "داعش".
وأضاف أن موسكو ستُبلغ شركاءها بالقرار، وتُقدّم كذلك "معلومات خاصة" على مستوى وزارات الدفاع من خلال مركز بغداد.
وكشف مسؤول روسي أن موسكو أرسلت خبراء عسكريين إلى مركز التنسيق الذي أنشئ مؤخراً في بغداد للتنسيق بين الضربات الجوية وعمل القوات البرية في سوريا.
ولم يذكر المسؤول عدد الخبراء الذين تم إرسالهم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المركز يُستخدم في تبادل المعلومات بشأن الضربات الجوية المحتملة في سوريا.
وفي سياق متّصل، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن الهدف العسكري الرئيسي لروسيا في سوريا هو "مكافحة الإرهاب ودعم السلطات الشرعية في سوريا في مواجهة الإرهاب والتطرّف".
وقال بيسكوف إن موسكو ستكون البلد الوحيد الذي سيُشارك في العمليات ضدّ "داعش" في سوريا "بشكل شرعي" وتلبية لطلب من الحكومة الشرعية، موضحاً أن إجراء مثل هذه العمليات يمكن فقط بعد الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي أو بطلب من الحكومة الشرعية لبلد ما.
كما ذكرت وكالة "انترفاكس" أن عمليات الجيش الروسي في دمشق سيكون لها "إطار زمني محدّد بوضوح".
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها قوات روسية في مكافحة الإرهاب خارج حدود البلاد، وكانت آخر مرة منح البرلمان الروسي بوتين حقّ نشر قوات في الخارج عندما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في العام 2014.
وكالات
إضافة تعليق جديد