من حوار مع البابا بندكتوس السادس عشر عن العلمانية ودكتاتورية النسبية
÷ تنبأ الكاتب البريطاني ألدوس هاكسلي في روايته عن المستقبل «أفضل العوالم»، أن التزوير سيكون العنصر الحاسم للحداثة. في الواقع المزيف، مع حقيقته الباطلة ـ أو مع غياب الحقيقة ـ لم تعد لأي شيء أهمية في النهاية. لا حقيقة، ليس هناك أي وجهة نظر.
في الواقع، صارت الحقيقة في هذه الأثناء مفهوما شخصيا بحيث لم يعد في الإمكان إيجاد مقياس صحيح عام. يبدو أن تمييز الأصيل من المزيف قد أبطل. كل شيء قابل للتفاوض إلى حد ما. هل هذه هي النسبية التي تحذّر منها بإلحاح؟
} من الواضح اليوم أن مفهوم الحقيقة موضع شك. وقد تم استغلاله كثيراً، هذا صحيح. فباسم الحقيقة، برر بعضهم التعصب والضراوة. عندما يقول شخص ما: هذه هي الحقيقة، أو حتى: أملك الحقيقة، فإن هذين القولين يخيفاننا. لا نملك أبداً الحقيقة، وفي أفضل الأحوال هي تملكنا. لا أحد يعترض على انه ضروري التحلي بالحكمة والحذر في المطالبة بامتلاك الحقيقة. ولكن أن نلغيها ببساطة باعتبارها بعيدة المنال، فهذا له نتائج مدمرة كل التدمير.
في الواقع، يصر اليوم الكثير من الفلاسفة على القول بأن الإنسان غير قادر على معرفة الحقيقة. وإذا كان الأمر كذلك، فلن يكون قادراً أيضاً على معرفة القيم الأخلاقية. ولن يكون لدينا أي مقاييس. ولا يعود علينا إلا ان نفطن لكيفية تدبير أمورنا، ولا يبقى في أحسن الأحوال إلا رأي الأكثرية كمقياس يؤخذ به. ومع ذلك، برهن التاريخ بكفاية إلى أي مدى يمكن ان تكون الأكثريات هدامة في أنظمة كالنازية والماركسية، كانت خاصة معارضة للحقيقة.
÷ لقد صرحت في خطابك في افتتاح مجمع الكرادلة الانتخابي: «إنها تنشأ ديكتاتورية النسبية التي لا تعترف بأي شيء كأنه نهائي، ديكتاتورية تعطي فقط كمقياس أخير الأنا الشخصي والرغبات».
} لهذا السبب، يجب أن نتحلى بالشجاعة لنقول: نعم، على الإنسان ان يبحث عن الحقيقة، فإنه قادر على معرفتها. ومن البديهي ان تكون الحقيقة في حاجة إلى مقاييس تسمح لنا بأن نتحققها، ونضمن أنها ليست مزوّرة. وعلى الحقيقة ان تسير دائماً جنبا إلى جنب مع التسامح. ولكن الحقيقة تظهر لنا عندئذ في هذه القيم الثابتة التي أعطت البشرية عظمتها. علينا ان نتعلم التواضع من جديد وأن نمارسه، لأنه يسمح لنا بأن نعترف بالحقيقة وأن نقبل بها كمقياس أخير.
أن لا تسود الحقيقة بالقوة، بل بقدرتها الخاصة، لهو المضـمون الرئيـسي لإنجـيل يوحنا. قدّم يسوع نفسه أمام بيلاطس بأنه الحق، وشاهد للحق. لا يدافع عن الحقيقة بمساعدة فيالق، إنما بجعلها ظاهرة بواسطة آلامه، وبالطريقة عينها يضع الحقيقة موضع التنفيذ.
ديانة المجتمع العلماني
÷ في العالم الذي أصبح اليوم نسبيا، أخذت وثنية جديدة تسيطر شيئاً فشيئاً على فكر الإنسان وعمله. فإلى جانب الكنيسة، وقد أصبح هذا واضحا منذ زمن طويل، لم تنشأ فقط فسحة حرة، أو فراغ، إنما نوع من معاداة للكنيسة. حتى بابا روما عليه ان يدان، كتبت صحيفة ألمانية، لأنه أهان بمواقفه الدين المرعي الإجراء اليوم في هذا البلد، أي «ديانة المجتمع العلماني». هل هذه ولادة «نزاع ثقافي» جديد كما قال مارشيللو بيرا؟ فالرئيس السابق لمجلس الشيوخ الايطالي يتكلم على «خوض العلمانية في قتال شرس ضد المسيحية».
} من الواضح تماماً أن تعصبا جديدا بدأ ينتشر، وان هناك مقاييس فكر محبوكة جيداً يجب ان تفرض على الجميع، ومن ثم يتم نشرها تحت عنوان التسامح السلبي. على سبيل المثال، عندما يقولون: بسبب التسامح السلبي، يمنع وضع الصلبان في الأماكن العامة. في الواقع، نختبر إلغاء التسامح لأنه يحرم الدين والإيمان الكاثوليكي حق التعبير بطريقة واضحة.
على سبيل المثال، عندما نريد باسم عدم التمييز ان نرغم الكنيسة الكاثوليكية على تغيير موقفها من العلاقات الجنسية المثلية، وسيامة النساء، هذا يعني أن الكنيسة لم تعد تستطيع أن تعيش هويتها الخاصة، وبدلاً من هذا، نجعل ديانة سلبية ومجردة مقياساً استبدادياً على الجميع أن يرضخوا له. فنعتبرها الحرية فقط لأنها تحرر من القيم كافة التي كانت قائمة حتى الآن.
في الواقع، يؤدي هذا التطور شيئاً فشيئاً، إلى المطالبة المتعصبة بدين جديد يدعي انه صالح للجميع لأنه عقلاني، أو بالاحرى انه العقل بالذات، دين يعرف كل شيء، ويحدد الإطار المرجعي لنا جميعا ولكل فرد منّا.
أن يلغى التسامح باسم التسامح، لهو تهديد حقيقي نواجهه. يكمن الخطر في أن العقل ـ أي ما نسميه العقل الغربي ـ يؤكد أنه اكتشف ما هو صحيح، ويثير ادعاء توتاليتاريا هو عدو الحرية. أعتقد أن علينا ان نندد بشدة بهذا الخطر. لا أحد يضطر إلى ان يصير مسيحيا. ولكن لا يجوز ان يضطر أحد إلى أن يحيا بموجب «الدين الجديد» كأنه الدين الذي وحده يحدد كل شيء ويفرض نفسه على البشرية كلها.
÷ إن العدوانية التي تقدم فيها هذه الديانة الجديدة نفسها، وصفتها مجلة دير شبيغل بأنها «حملة الملحدين الصليبية». إنها حملة صليبية تستهزئ بالمسيحية إذ تعتبرها «الهوس بالله». وتصف الدين بأنه لعنة، وسبب كل الحروب. فأنت نفسك تحدثت عن «عدوان ثاقب على الكنيسة». تمارس ضغوطات، حتى بدون نظام شمولي، لإجبارك على التفكير مثل الجميع. قلت، إن التهجمات على الكنيسة تظهر، «إلى أي مدى يمكن ان يكون هذا التطابق ديكتاتورية حقيقية».
} الحقيقة انه تم تقديم أشكال سلوك وفكر محددة وكأنها وحدها منطقية، وعلى مستوى الكائن البشري. ترى المسيحية نفسها عرضة لضغوط تعصب جعلتها في الدرجة الأولى عرضة للسخرية ومن ثم أرادت ان تسلبها المجال الحيوي، باسم عقلانية ظاهرية.
من الأهمية بمكان، أن نعارض بالمطلق مثل هذه المطالبة من مثل هذا النوع من العقلانية. هذه الأخيرة ليست العقل بحد ذاته، انما هي تقييد العقل بما تمكن معرفته بواسطة علوم الطبيعة، باستثناء كل ما يتخطى هذا الحد. صحيح، انه حدثت في التاريخ حروب دينية، وأن الدين قاد أيضاً إلى العنف...
جناز شيطاني
÷ ولكن، لا نابليون، ولا هتلر، ولا الجيش الأميركي في فيتنام خاضوا معارك من أجل الإيمان. بالمقابل، منذ سبعين سنة بالضبط، قادت أنظمة ملحدة في الغرب والشرق العالم إلى الخراب، في زمن بعيد عن الله، سماه الكاتب الأميركي، لويس بغلي «جناز شيطاني».
} تظل بالأحرى قوة الخير العظيمة صحيحة كل الصحة. أطلق سراح هذه القوة عبر الدين بفضل أسماء عظيمة من مثل فرنسيس الأسيزي، ومنصور دي بول، والأم تريزا، وغيرهم. وتجتاز قوة الخير العظيمة التاريخ وتضيئه. بالمقابل، أدت الايديولوجيات الجديدة إلى نوع من الضراوة والاحتقار للكائن البشري، وقد كان غير الممكن تصوّر شيء من هذا القبيل في ما مضى، لأنه كان هناك دوما احترام صورة الله في الإنسان. فبدون هذا الاحترام، يصنف الإنسان ذاته بمثابة مطلق، ويصبح كل شيء مسموحاً له، فيصير حقا مدمراً.
÷ من جهة، يمكن القول إن على الدولة بحجة المساواة بين الجميع، ان تسرّع محو الرموز الدينية في الأماكن العامة، بما فيها صليب المسيح. هل يستقيم هذا المنطق؟
} من جهة أولى، علينا ان نطرح السؤال الآتي: لماذا على الدولة أن تحظر الصليب في الأماكن العامة؟ لو تضمن الصليب رسالة لا يفهمها آخرون ولا يتحملونها، لكان ذلك بالأحرى مقلقاً. إنما يتضمن الصليب رسالة تقول بأن الله نفسه يتألم، وهو يظهر لنا حنانه بآلامه، وانه يحبنا. هي رسالة لا تعتدي على أحد. هذه هي نقطة.
ومن جهة ثانية، هناك بالطبع هوية ثقافية لأساس بلداننا. هوية تنشئ المواطنين بطريقة إيجابية، تدعمهم من الداخل، وتحدد دوما القيم الإيجابية وبنية المجتمع الأساسية. بفضلها، تدحر الأنانية وتصبح ثقافة الإنسانية ممكنة. يجوز ان أقول ان مثل هذا التعبير الثقافي الذاتي لمجتمع ما، والذي يغذي ذاته بطريقة ايجابية، لا يمكنه ان يسيء إلى الذين لا يشاطرونه هذا الاقتناع، ومن ثم، على هذا التعبير ألا يحظر.
مساجد وبرقع
÷ في سويسرا، لم يصوّت المواطنون على منع بناء المساجد، انما على منع بناء مآذن في المساجد. في فرنسا، حظر البرلمان على المسلمات ارتداء البرقع. هل هذان الأمران يفرحان المسيحيين؟
} هم المسيحيون متسامحون. وبهذا المعنى، يعتبرون ان كلاً مسؤول عن المفهوم الذاتي لنفسه. نشعر بعرفان جميل تجاه بلدان الخليج العربي التي بعض النساء فيها لا يضعن الحجاب طوعاً، إنما يكرههن رجالهن على وضعه، وهو في الواقع إكراه في حق المرأة. إذا كان الحال كذلك، فلا يمكننا أن نوافق فيه. أما إذا كنّ يرغبن في وضع الحجاب طوعا، لا أرى لماذا يمنعن.
÷ في ايطاليا، اقتبل سر العماد المقدس 80 في المئة من عدد السكان، وفي البرتغال وبولونيا 90 في المئة وفي مالطا الصغيرة 100 في المئة. في ألمانيا، أكثر من 60 في المئة لا يزالون ينتمون إلى الكنيستين المسيحيتين: الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستنتية، كما ينتمي قسم كبير آخر إلى جماعات مسيحية اخرى. الثقافة المسيحية الغربية هي دون شك أساس النجاح والرفاه في أوروبا. ومع ذلك، تسمح اليوم الأغلبية بأن تسيطر عليها أقلية من موجهي الرأي العام. حالة غريبة، كي لا نقول حالة انفصام.
} هذا الأمر يكشف مشكلة جوهرية. إلى أي حد لا يزال الناس ينتمون إلى الكنيسة؟ من جهة، يريدون أن ينتموا إليها، لا يريدون أن يضيعوا هذا الأساس، ومن جهة اخرى، نشأوا متأثرين داخلياً بالفكر الحديث. تطبع الحياة كلها بتعايش إرادة مسيحية أساسية وفلسفة جديدة تعايشا غير مختمر، تعايشا يخلق نوعا من الانفصام، ومن الانقسام في الوجود. علينا أن نسعى إلى العمل بحيث إن بقدر ما تتوافق الكنيسة والفكر الحديث، بقدر ما يتأقلمان.
على الوجود المسيحي أن لا يصبح عنصراً بدائياً، احتفظ به بطريقة أو بأخرى، وأعيشه بطريقة ما إلى جانب الحداثة. انه بالاحرى شيء حيّ، حديث، يعمل ويكوّن مجمل حداثتي، ويشملها.
أن يلزم جهد روحي كبير في هذا المضمار، هذا ما أعربت عنه أخيراً بتأسيس «المجلس البابوي للتبشير الجديد». فمن الأهمية بمكان ان نحاول ان نعيش ونفكّر في المسيحية بحيث تقبلها في ذاتها الحداثة الحسنة والحقيقية، وفي الوقت عينه تنفصل وتتميز عمّا أصبح معاديا للدين.
÷ موضوعياً، الكنيسة الكاثوليكية أكبر منظمة في العالم، فهي مزوّدة بشبكة مركزية تعمل جيداً وتمتد في كل أنحاء العالم. وهي تضم ملياراً ومئتي مليون عضو، وأربعة آلاف أسقف، وأربعمئة ألف كاهن، وملايين الرهبان. تملك الكنيسة الكاثوليكية آلاف الجامعات، والأديار، والمدارس، والمؤسسات الاجتماعية. وفي بلد مثل ألمانيا، انها، بعد الدولة، من أكبر الموظفين. وهي ليست علامة امتياز، مع مبادئ توجيهية ثابتة فقط، انما لها هويتها الخاصة وعبادتها الخاصة، وقدس الأقداس، الإفخارستيا. وبعد، فهي مشرّعة «من علُ» ويمكنها ان تقول عن ذاتها: نحن الأصل، ونحن حماة الكنز. ماذا يمكننا ان نضيف؟ أليس من الغريب والمشكك ان لا تستفيد هذه الكنيسة أكثر بكثير من هذه الإمكانات التي لا مثيل لها؟
} بالطبع، علينا ان نطرح السؤال على أنفسنا. انه اصطدام عالمين روحيين: عالم الإيمان والعالم العلماني. المسألة هي معرفة ما إذا كانت حركة العلمنة صحيحة. أين يستطيع الإيمان ان يتخذ أشكال الحداثة؟ وأين عليه ان يتخذها؟ وأين عليه إبداء مقاومتها؟ يجتاز هذا الصراع الكبير اليوم العالم أجمع.
يقول لي أساقفة من العالم الثالث إن العلمانية موجودة عندهم، وهي تطابق أشكال حياة قديمة جداً.
غالباً ما يتساءل المرء كيف يمكن ان لا يكون عند المسيحيين المؤمنين حق الإيمان، القوة ليضعوا إيمانهم موضع العمل بشكل أقوى على الصعيد السياسي. علينا قبل كل شيء أن نسهر في أن يضع المسيحيون الله دوما نصب عيونهم، وأن يعترفوا بالكنز الذي يملكونه. ومن ثم، يستطيعون من تلقاء أنفسهم، وبقوة ايمانهم الشخصي، أن يواجهوا العلمنة، ويمارسوا تمييز الأرواح. هنا، في هذا السياق الكبير، تكمن مهمة عصرنا الحقيقية الكبرى. لا يسعنا إلا أن نأمل أن قوة الإيمان الداخلية الحاضرة في البشر تكتسب أيضاً قوة في الحياة العامة، وهي تطبع الفكر علنا، لكي لا يقع المجتمع، بكل بساطة، في هوة لا متناهية.
هل استنفدت المسيحية؟
÷ هل من الممكن أيضاً التفكير، انه بعد مرور ألفيتين من الزمن استنفدت المسيحية بكل بساطة، كما حدث لثقافات اخرى عظيمة في تاريخ الحضارات؟
} يمكن التفكير في ذلك، إذا نظرنا سطحيا إلى هذه الأمور واكتفينا بتفحص العالم الغربي. ولكن إذا أمعنا النظر ـ وهذا ما أصبح ممكنا لي بفضل زيارات الأساقفة من جميع انحاء العالم، وبفضل لقاءات اخرى كثيرة ـ رأينا ان المسيحية تنمي اليوم إبداعاً جديداً للغاية. في البرازيل مثلا، ازدياد كبير في البدع، غالبا ما تكون مشبوهة، لأنها تعد الأغلبية بالرخاء والنجاح الداخلي. ولكن، في المقابل، هناك صحوة كاثوليكية جديدة، دينامية حركات جديدة، مثل جمعية «نذيري الإنجيل»، شبان وشابات تحمسوا لمعرفتهم المسيح كابن الله، وبأنهم حملوه إلى العالم. قال لي رئيس أساقفة ساو باولو، إن حركات جديدة تنشأ هنا دائما. إذاً، هناك قوة تجديد وحياة جديدة. لنفكر أيضاً في ما تعنيه الكنيسة لأفريقيا. غالبا النقطة الثابتة والمستقرة وسط الاضطرابات ودمار الحروب، هي الملجأ الوحيد حيث لا يزال بعض الإنسانية، حيث يُصنع شيء ما للبشر. فالكنيسة تجتهد في إطالة العمر، ومعالجة المرضى، وجعل الأطفال يبصرون النور وتساعدهم على تلقي تربية إنسانية. الكنيسة قوة حياة تخلق من جديد الحماسة لتفتح آفاقاً جديدة.
حتى في الغرب، نشهد انطلاقة مبادرات كاثوليكية جديدة، لربما أقل وضوحا، إنما لا يمكن تجاهلها، مبادرات غير صادرة عن بنى أو عن بيروقراطية، فالبيروقراطية أصبحت بالية ومتعبة. هي مبادرات تأتي من الداخل، من فرح الشباب. ربما تأخذ المسيحية وجها آخر وشكلاً ثقافياً آخر. وهي ليست في مركز إصدار الأوامر للرأي العام العالمي، فهناك يحكم أشخاص آخرون. فالمسيحية قوة الحياة، وبدونها لا تستطيع الأشياء الاخرى أن تستمر. أنا في غاية التفاؤل، بسبب ما أرى وما أختبر، إذ تجد المسيحية نفسها أمام دينامية جديدة.
بيتر سيفالد ـ ترجمة الخوري الدكتور انطوان شبير
يصدر عن دار الفارابي ـ بيروت
إضافة تعليق جديد