مسؤول إسرائيلي زار الأردن سرا للمطالبة بالضغط على عباس
اكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية الاربعاء عقد اول اجتماع رسمي بين وزيرين مشاركين في حكومتي رئيسي الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض والاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما زار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد الأردن سرا بهدف مطالبة الملك عبد الله الثاني بالضغط على الفلسطينيين ليوافقوا على عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك لتبديد مخاوف الملك الأردني من تأثير عدم التوصل إلى اتفاق لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على مصير الأردن.
وجاء اجتماع وزير التعاون الاقليمي في الحكومة الإسرائيلية سلفان شالوم بالقدس الغربية مع باسم خوري وزير الاقتصاد في حكومة فياض بهدف بحث مشاريع اقتصادية وتحسين الاوضاع الحياتية للمواطنين الفلسطينيين.
وفيما صرح خوري بأن الهدف من الاجتماع تغيير الواقع الاقتصادي للفلسطينيين وبحث المشاريع الاقتصادية المشتركة والحصول على تصاريح لرجال الاعمال الفلسطينيين لدخول اسرائيل، قالت الإذاعة الاسرائيلية الرسمية إن الرجلين بحثا إزالة العقبات البيروقراطية وتصدير مشتقات الحليب من مناطق السلطة عن طريق إسرائيل وتقديم العلاج الطبي للمرضى الفلسطينيين في المستشفيات الإسرائيلية وإقامة مناطق صناعية مشتركة.
واوضحت الاذاعة الاسرائيلية بأن الجزء الاول من الاجتماع كان ثنائيا بين الوزيرين فقط قبل ان ينضم اليهما أعضاء اللجنة الاقتصادية الإسرائيلية ـ الفلسطينية المشتركة.
وشددت مصادر فلسطينية على ان اجتماع الوزيرين الفلسطيني والاسرائيلي يعتبر الاول من نوعه بين وزير في السلطة الفلسطينية مع وزير في حكومة نتنياهو التي تسعى لسلام اقتصادي مع الفلسطينيين.
وكانت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية اكدت الاربعاء ان الاجتماع جاء بهدف بحث قضايا اقتصادية مشتركة بين الجانبين، وبعض المشاريع الاقتصادية التي سبق وتم الاعلان عنها في فترات سابقة، مثل: المنطقة الصناعية في جنين، ومشروع غور الاردن، ومشاريع اقتصادية اخرى مشتركة، وكذلك قضايا العلاج في مستشفيات اسرائيل.
وبشأن زيارة عوزي اراد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الى الاردن كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' امس الأربعاء أن أراد زار الأردن مطلع الأسبوع الحالي، في أعقاب وصول معلومات إلى مكتب نتنياهو عبّر خلالها الملك الأردني عن قلق عميق جراء الجمود المتواصل في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضافت أن الملك الأردني أجرى في الأسابيع الماضية محادثات مع عدد من زعماء الدول، بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، شدد خلالها على أن نافذة الفرص لاستئناف المفاوضات آخذة بالانغلاق.
ورأى الملك عبد الله الثاني أنه يجب إرغام حكومة نتنياهو على تجميد البناء في المستوطنات وإلا فإنه لن يتم استئناف المفاوضات، كما عبر عن تخوفه من تأثير عدم التوصل إلى اتفاق لحل الصراع على مصير الأردن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إنه تم إيفاد أراد إلى الأردن لتبديد مخاوف عبد الله الثاني ،حيث شدد أمام المسؤولين الأردنيين الذين التقاهم على أن نتنياهو يعي الظروف الخاصة التي يواجهها الأردن. وأوضح أنه خلافا للفلسطينيين فإن نتنياهو مستعد لاستئناف المفاوضات.
ويرفض الفلسطينيون استئناف المفاوضات وعقد لقاء بين عباس ونتنياهو طالما لم تعلن الحكومة الإسرائيلية عن تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية ،فيما لا تزال إسرائيل ترفض هذا المطلب من جانب الفلسطينيين والإدارة الأمريكية.
ويجري مبعوثان من جانب نتنياهو هما مستشاره السياسي يتسحاق مولخو ومدير مكتب وزير الدفاع مايك هرتسوغ محادثات في واشنطن مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية حول تجميد الاستيطان، ويتوقع أن يلتقيا مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل خلال الأسبوع الحالي.
وأفادت 'يديعوت أحرونوت' بأن أراد ألغى في نهاية الأسبوع الماضي زيارة للسويد كان يفترض أن يلتقي خلالها وزير الخارجية كارل بيلدت، وذلك احتجاجا على امتناع حكومتها عن الاستجابة لطلب إسرائيل بالتنديد بالتقرير الذي نشرته صحيفة 'أفتون بيلدت' السويدية واتهمت فيه الجيش الإسرائيلي باستئصال أعضاء أسرى فلسطينيين بعد مقتلهم للمتاجرة بها.
وكان يفترض أن يسافر أراد إلى ستوكهولم في ختام زيارة قام بها إلى برلين، حيث كان يرافق نتنياهو ليلتقي مع بيلدت، وفقا لاتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والسويدي منذ شهرين.
كذلك كان يفترض أن يلتقي اراد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي تواجد في ستوكهولم، لكنه هاتف بيلدت وأبلغه بإلغاء زيارته إلى السويد إثر الظروف الناجمة عن نشر التقرير الصحافي وتوتر العلاقات بين الدولتين.
وليد عوض
المصدر: القدس العربي
إضافة تعليق جديد