محادثات تمهد للقاء المعلم- كوشنير
قالت مصادر متطابقة في دمشق أمس ان وزير الخارجية وليد المعلم سيلتقي السفير الفرنسي في دمشق ميشال دوكلو في إطار «الإعداد الجيد» للقاء المرتقب للأول مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
في غضون ذلك، أشارت مصادر سورية الى «عدم توافر رؤية واضحة لدى باريس تتضمن عناصر ملموسة» إزاء علاقتها مع دمشق والى وجود «تقاطعات مشتركة» إزاء لبنان والعراق، وسط إدراك الطرفين عدم وجود «تطابق كامل» إزاء كل قضايا الشرق الأوسط.
وأوضحت المصادر المتطابقة ان الجانبين السوري والفرنسي «اتفقا من حيث المبدأ» على حصول لقاء المعلم – كوشنير وانهما لم يعلنا ذلك رسمياً تحسباً لأي طارئ باعتبار ان الاسبوع المقبل سيشهد عدداً من الخطوات المتعلقة بلبنان سواء في المشاورات الحاصلة في نيويورك ام في ما يتعلق بجلسة البرلمان لانتخاب رئيس جديد يوم الثلثاء المقبل. وقالت مصادر مطلعة إن التقويم الفرنسي للموقف السوري يقوم على اعتبار انه «ليس سلبياً» في الفترة الأخيرة وان خطاب دمشق «غير تصعيدي» تجاه لبنان، مشيرين الى ان «استئناف الحوار مع دمشق، مشروط بلعب الأخيرة دوراً إيجابياً في انتخابات الرئاسة اللبنانية».
ولوحظ ان المسؤولين السوريين تقصدوا في الفترة الاخيرة عدم الدخول علناً في تصريحات تصعيدية في شأن لبنان، بعدما تجنب الرئيس بشار الأسد ذكر لبنان في خطاب القسم في 17 تموز (يوليو) الماضي. وحرص السوريون على عدم الدخول مع أي طرف في أسماء المرشحين للرئاسة اللبنانية واقتصر موقفهم على ضرورة ان يكون «الرئيس الجديد مقبولاً من جميع الأطراف» ويحظى بالتوافق اللبناني وفق الأسس الدستورية في لبنان.
وعلم أيضاً ان تعليمات صدرت من عواصم غربية الى ممثليها في دول شرق أوسطية بعدم «الوقوع في فخ تداول أسماء المرشحين للرئاسة، مقابل التركيز على العملية وأسسها فقط». ورأت المصادر المتطابقة ان اللقاء المقرر بين المعلم وكوشنير سيكون «خطوة جديدة» ضمن سلسلة من خطوات الانفتاح المتدرج التي اتخذها الجانبان في الفترة الأخيرة وان حصول اللقاء في نيويورك كان «حلاً وسطاً يرضي الطرفين» باعتبار ان المرحلة الحالية «لا تحتمل» حضور الوزير الفرنسي الى دمشق. وأعربت المصادر عن الاعتقاد بأن «التحول» في خط باريس – دمشق بدأ لدى حصول السفير دوكلو في أيار (مايو) الماضي على تعليمات تسمح له بإجراء «حوار ديبلوماسي» مع سورية في شأن المداولات التي كانت قائمة لإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في مجلس الأمن قبل صدورها بموجب القرار 1757.
وتمثلت الخطوة الثانية بإرسال الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي «برقية تهنئة» الى الرئيس بشار الأسد تضمنت الاستعداد لـ «العمل سوياً» من أجل تحقيق الاستقرار والأمن لكل دول المنطقة والحفاظ على سيادتها. ولاحظت المصادر «دوراً إيجابياً» من دمشق لأنها «لم تعرقل» توجه جميع الأفرقاء اللبنانيين الى اجتماعات سان كلو قرب باريس وانها «رحبت علناً بالمبادرة الفرنسية».
وقابلت باريس «الإيجابية السورية» بأن أوفدت السفير جان كلود كوسران الى دمشق لاطلاعها على نتائج اجتماعات سان كلو وطلب الدعم للتحرك الفرنسي من دون الدخول في التفاصيل. وقالت المصادر ان شهر آب (أغسطس) شهد «زخماً كبيراً» في الخطاب الفرنسي وقال كوشنير في مقابلة صحافية ان بلاده مستعدة لـ «انفتاح مدهش» مع دمشق في حال لعبت دوراً بناء في الاستحقاق الرئاسي اللبناني قبل ان يعرب ساركوزي عن الأمر ذاته في خطابه مع سفرائه في العالم.
لكن المصادر أشارت الى ان «الخطوة الأهم» حصلت عندما قال كوشنير في بيروت وعبر وسائل إعلام لبنانية ان باريس مستعدة لـ «انفتاح مفاجئ» مع سورية اذا لم تتدخل في الموضوع اللبناني، ولفتت الى ان باريس باتت تبدي «استعداداً مشروطاً لانفتاح يتناول كل القضايا» في الشرق الأوسط وتحسين العلاقات السورية مع أوروبا. وقالت المصادر المتطابقة ان الديبلوماسيين الفرنسيين يحرصون على القول في اجتماعات أوروبية ان باريس «تريد من دمشق ألاّ تتدخل في الانتخابات الرئاسية»، مشيرة الى ان ما قاله مسؤول سوري أول من أمس من ان مبادرة الرئيس نبيه بري «لبنانية صرفة» أمر إيجابي على أساس ترك اللبنانيين يعملون على تحقيق توافق داخلي.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد