مارك تاليانو : "سورية لا تستسلم"
الجمل ـ *بقلم هيثير كوتين ـ ترجمة رنده القاسم:
"مارك تاليانو" مدرس سابق، و ناشط و كاتب كندي زار سوريه عام 2016، و التقى بسوريين يعيشون تحت قصف الولايات المتحدة منذ سنوات...وألف كتابا تحت عنوان "أصوات من سورية"....
الحرب في سورية هي حرب الناتو، و الناتو لم يضرب سوريه بقصف مميت لا يرحم فحسب، بل سيطر على كل وسائل الإعلام، خادعا الملايين من الناس في العالم حول غزو الناتو الدموي لسورية الذي لم يسبق له مثيل.
يقول تاليانو: "تُقَدم لك الحرب في سورية عبر شبكة محنكة من الوكالات الحكومية المتشابكة التي تنثر البروبوغندا على كل من الجمهور المحلي و الأجنبي".
قابل امرأة من الولايات المتحدة تعيش في سوريه. لقد رأت الإرهابيين التكفيريين، المسلحين من الولايات المتحدة و تركيا، و هم يدمرون منزلها و قرية كاملة في كسب.. اغتصبوا نساء في عمر الكهولة، و نبشوا عظام القبور و ألقوها للكلاب الجائعة..
هيلاري ن مكروهة في سورية لأنها من سهل نقل السلاح من القوى الدمى للولايات المتحدة في ليبيا إلى الجيش التركي الذي هاجم فيما بعد سورية. و هي كلينتون من قام بحملة من أجل نشر أكاذيب الناتو عن سورية عبر وسائل الإعلام الغربية ، بتسمية إرهابيي القاعدة و قتلة تكفيريين آخرين ب "معتدلين" مع تدميرهم لقرى و مدن سورية و قتلهم و تشويههم لعشرات الآلاف من الشعب السوري.
لقد قامت هي و مروجو بروبوغندا الولايات المتحدة /الناتو على تشويه سمعة الحكومة السورية الشرعية ذات السيادة....
قابل "تاليانو" الكثير من الأشخاص: رجلا ممنونا لقدوم الروس من أجل مساعدة سورية... و آخر يقول بأن وصف الأحداث في سورية ب "الحرب الأهلية" كذب : "أُرسل الإرهابيون من قبل حكومتكم.... إنهم القاعدة ..جبهة النصرة.. وهابيون ..سلفيون... طالبان و جهاديون متطرفون أرسلهم الغرب و السعوديون و قطر و تركيا.. "أوباماكم " ،و أي كان وراءه أو فوقه، يدعم القاعدة و يقود حربا بالوكالة في بلدي"
مارك تاليانو واحد من أقوى الأصوات لأجل سورية إذ يقول: "سوريه ترفض الخضوع.. و لهذا عُلّمَ الغرب كرهها و تعلم بقية العالم أن يحبها و يحترمها" .. شهادات أصدقائه و أفلام الفيديو تشير إلى الفظاعات ؛ أشخاص مخطوفين يوضعون في أقفاص و يستخدمون كدروع بشرية في ساحات البلدة ، و مع ذلك سوريه لا تزال ترفض الاستسلام...
"تم التخطيط للحرب السورية من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2005، و لم يسمح للجنود السوريين و الشرطة و لا حتى بحمل السلاح إلى أن قام "المتظاهرون السلميون" بقتل مئات من الشرطة و الجنود".
و أشار تاليانو إلى أن هجوم الولايات المتحدة على نظام المياه في العراق في التسعينات كان نموذجا لنفس الحملة اللاشرعية في سورية، و اقتبس من وثيقة لوكالة استخبارات الدفاع عام 1991 تحت عنوان " قابلية العطب في معالجة مياه العراق" و التي تقول:
"لن ينهار كامل نظام معالجة المياه في العراق دفعة واحدة.. إن الانهيار الكامل لنظام معالجة المياه يحتاج على الأغلب لستة أشهر أخرى على الأقل".
و كما رفض العراق الانحناء لإرادة الولايات المتحدة ، يكتب تاليانو: "أصرت سوريه على اختيار طريقها و رفضت أن تكون تابعة للقوات الرأسمالية التي تقودها الولايات المتحدة و تنهب ثروات العالم لصالح طبقة الأقلية العابرة للحدود القومية. و انتهاكا للقانون الدولي، تقوم دول الناتو بهذا الغزو المسمى"تغيير النظام" لدول ذات سيادة "
و يشيد مارك تالينو بصحفيين سوريين و صفحات فيسبوك كشفوا النقاب عن الحقيقة . و أشار إلى "ستيفن غوانز" الذي قال بأن اقتصاديات كل الدول التي تعرضت لغزو الولايات المتحدة/الناتو كانت على الأغلب ملكية عامة. و ذكر أسماء صحفيين شجعان مثل : فينيسا بيلي، مايكل تشوسودوفسكي، إيفا بارتليت، غالي حسن، كاثرين شاكدام، تيم أنديرسون و آخرون كتبوا عن جرائم الناتو.
كتب نافذ أحمد :" بلغ مجمل عدد القتلى جراء الغزو الغربي في العراق و أفغانستان منذ التسعينات حوالي أربعة ملايين (مليونين في العراق ما بين عامي 1991 و 2003، و يمكن أن يصل إلى ما بين ستة ملايين و ثمانية ملايين إذا أدخلنا في الحسبان التعداد الأعلى الذي يتم تجنب ذكره في أفغانستان) .. فالولايات المتحدة و المملكة المتحدة ترفضان حساب أرقام الموت بين المدنيين جراء العمليات العسكرية، إذ يعتبرونها لا علاقة لها بالموضوع"
و إضافة إلى الجرائم الجماعية و تدمير موارد الطعام ، و مراكز الرعاية الصحية ، و المدارس و البيوت ، توجد قائمة من الثروات الأثرية المدمرة من سورية القديمة، يقول تاليانو:
"رسائل التيار الرئيس الإجرامية خلقت حالة من الإستغباء السياسي ، عن طريق تشويش الجماهير بالكذب"... إنهم ينظمون الخداع، مجلس النواب في الولايات المتحدة أقر المادة رقم HR5181 تحت عنوان "مواجهة البروبوغندا الأجنبية و التضليل" ، و الذي يدعو لمواجهة أي تضليل للحقيقة يتسرب من سورية .تمول الولايات المتحدة مجموعات "مجتمع مدني" للقيام بعمل تضليل رسمي....و " الوقف القومي من أجل الديمقراطية" و السي آي ايه و الموساد ....الخ ، إضافة إلى مؤسسات تمولها الأقلية الحاكمة ، كلها جزء لا يتجزأ عن الإرهابيين ، إنها مصادر المعلومات من أجل تقارير وسائل الإعلام.
أخبر الدكتور جوزيف سعده ،من معلولا، مارك تاليانو بالقول: "دمر الإرهابيون الوهابيون سوريه بتدمير كل شيء فيها مثل المعامل، و أي شيء يعمل على بناء الثقافة . و هم مدعومون من قبل حكومة أميركا و الحكومات الأوربية".
"أصوات من سورية" كتاب صغير برسالة كبيرة. من الأفضل استخدامه من قبل مجموعة نشطاء معنيين من أجل النقاش و نشر الحقيقة حول السياسة الخارجية للناتو و الولايات المتحدة في سورية...و يمكن تناوله في صف مدرسي أو نادي لقراءة الكتب.
مارك تاليانو كندي ، و يملك معلومات عسكرية موثوقة حول مؤامرة الناتو. ينتقد بشدة جرائم حكومته، و جرائم الطبقة الحاكمة التي تدفع قواها الضخمة من أجل إسقاط حكومة بشار الأسد المنتخبة شرعيا. و علنا تقوم الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و كندا بتوفير الدعم العسكري و الاقتصادي للقاعدة و النصرة و الإرهابيين . و الممالك الغنية بالنفط في قطر و السعودية و أبو ظبي تمول و تسلح الجيوش الدمى و فرق الموت التي تسعى لتدمير سيادة سورية.
مارك تاليانو صوت متحمس للسلام، و تبديد الكذب، و التضامن مع شعب سوريه... و يقول: "في حين يدعم الغرب الوهابين المتطرفين في السعودية، فإن تعاليم الإسلام تناقض هذه الأيديولوجية ، و بالتأكيد تناقض جرائم الإرهابيين المرتزقة غزاة سورية".....
عن موقع Global Research
الجمل
إضافة تعليق جديد