ماذا استفادت سوريا من نقل المازوت إلى لبنان عبر أراضيها؟
أثار دخول أول قافلة محمّلة بالمازوت الإيراني إلى “لبنان” قادمةً من ميناء “بانياس” السوري جدلاً في الأوساط السياسية اللبنانية لا سيما الأحزاب والشخصيات المعادية لـ”دمشق” و “طهران” و”حزب الله”.
في المقابل ظهرت علامات استفهام في الشارع السوري حول سبب التسهيلات الحكومية لنقل المحروقات من الباخرة الإيرانية الراسية في “بانياس” إلى “لبنان” في وقتٍ يعيش فيه السوريون أزمة محروقات لا تقل حدّة عمّا يواجهه اللبنانيون.
وبينما عزا الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” سبب اللجوء إلى “سوريا” من أجل رسوّ الباخرة في موانئها ونقل المحروقات براً عوضاً عن استقدام الباخرة إلى “لبنان”، بأنه لا يريد إحراج الحكومة اللبنانية في ظل التهديدات الأمريكية بسيف العقوبات، فإن “الحزب” بأي حالٍ من الأحوال مدرجٌ على قوائم العقوبات الأمريكية كذلك الحال بالنسبة للنفط الإيراني، وكان بمقدوره استقدام الباخرة إلى الموانئ اللبنانية وتحمّل مسؤوليتها كما فعل حين لزّم توزيعه لشركة معاقبة أمريكياً بالأصل، علماً أن أحداً في “لبنان” لن يستطيع رفض المازوت الذي بات سلعة نادرة في البلاد التي تعيش أسوأ أيامها منذ عقود.
لكن خيار الحزب لقي موافقةً من “دمشق” وبحسب حديث “نصر الله” فإن الحكومة السورية قدّمت تسهيلات وصهاريج لنقل المحروقات، ما يشير إلى حماس سوري للعب هذا الدور، في وقتٍ تستعيد فيه “دمشق” تدريجياً حضورها الإقليمي لفك العزلة التي طالت خلال سنوات الحرب.
الحضور السوري في إرسال المحروقات إلى “لبنان” جاء عقب حضورٍ مماثل في اتفاق توريد الغاز والكهرباء للبلد الجار، المشروع الذي منح الحكومة السورية فرصةً للجلوس على طاولة حوارٍ وتنسيق مع حكومات “لبنان” و “الأردن” و “مصر”.
ويبدو أن “دمشق” لا تريد أن تتخلى عن مساعدة “بيروت” على الرغم من عداء فريقٍ من الساسة اللبنانيين للحكومة السورية ودعواتهم لمقاطعتها طوال السنوات الماضية، فقد سبق مسألتا نقل المازوت الإيراني وتوريد الغاز المصري، إعلان وزارة الصحة السورية تلبية طلب وزير صحة “لبنان” السابق “حمد حسن” في آذار الماضي وإمداد “لبنان” بـ 75 طناً من الأوكسجين لمساعدته في مواجهة جائحة كورونا.
إجراءات أعطت “دمشق” حضورها مجدداً في البلد الجار في وقتٍ تخلّى فيه كثيرون عنه وبدأ آخرون بفرض إملاءاتهم عليه، وهو حضورٌ فرض العودة لفتح قنوات مع “سوريا” من اللاعبين المعنيين بالملف اللبناني والذين لن ينجحوا بحكم الجغرافيا بتجاهل “سوريا” لدى أي مشروع لإنقاذ “لبنان” الأمر الذي دفع “الإدارة الأمريكية” إلى منح استثناء من العقوبات لـ”لبنان” عند استيراده الغاز والكهرباء عبر الأراضي السورية، فهل يكون “لبنان” بوابة خرق الحصار على “سوريا”؟
سناك
إضافة تعليق جديد