عشاء سري في نيويورك: وزراء عرب مع ليفني
في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للرد على ما اعتبره «افتراءات وأكاذيب» الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حول حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على القطاع، وجدت وزيرة العدل تسيبي ليفني نفسها شريكة مأدبة بحضور عدد من كبار الشخصيات العربية بينهم كما اشار موقع اخباري اسرائيلي.
وقد شجعت هذه المأدبة مسؤولين إسرائيليين على القول بأن القضية الفلسطينية لم تعد تشغل حتى بال وزراء الخارجية العرب، الأمر الذي سيسهل على إسرائيل اجتياز الحملة الديبلوماسية الفلسطينية الحالية من دون مصاعب.
وكان موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي، قد نشر مساء أمس الأول، خبر تلبية ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، حفلاً مغلقاً في نيويورك مع عدد من كبار المسؤولين العرب، غالبيتهم من دول لا تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل.
وكشف الموقع أن ليفني زارت نيويورك الأسبوع الماضي، وحضرت مأدبة عشاء مغلقة بحضور وزراء خارجية ورجال سياسة عرب كبار من دول عربية، بينها دول لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل.
وأشار الموقع إلى أن المأدبة لم تقتصر على تناول الطعام، بل شهدت مداولات في قضايا إقليمية مختلفة. بدءاً من محاربة الإرهاب وصولاً إلى الاتصالات الإسرائيلية الفلسطينية.
وبحسب الموقع، فإن ليفني وصلت نيويورك يوم الاثنين الماضي، في زيارة استمرت 24 ساعة فقط، تلبية لدعوة تلقتها لحضور حفل رسمي يقيمه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته، المتوقع تنافسها على الرئاسة، هيلاري كلينتون.
والجزء المثير للاهتمام في زيارة ليفني هذه، هو أنه بعد حفل آل كلينتون تمت دعوتها إلى حضور مأدبة عشاء مقلصة ومغلقة أمام وسائل الإعلام، دعي إليها أيضا زعماء وديبلوماسيون عرب موجودون في نيويورك لمناسبة انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب الموقع، حضر المأدبة مدعوون يقل عددهم عن 20 شخصاً كان بينهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، وزير الخارجية المصري سامح شكري، وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ خالد الصباح، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد.
لكن مصدرا مسؤولا في وزارة الخارجية اللبنانية اكد ليل امس أن «باسيل لم يلتق أو يجتمع بأي مسؤول إسرائيلي في أي اطار كان على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك»، مستغرباً «أن يعطى خبر مدسوس من هذا النوع أية أهمية».
بدوره، نفى العربي، في بيان، «بشكل قاطع ما رددته بعض وسائل الإعلام أنه قابل أو اجتمع بوزيرة العمل الإسرائيلية تسيبي ليفني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة». وأضاف البيان أنه «إذ يؤكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه لم يلتق بأي مسؤول إسرائيلي، فإنه يدعو وسائل الإعلام إلى تحري الدقة عند نقل مثل هذه الأخبار غير الدقيقة والتي لا أساس لها من الصحة».
وشارك أيضاً في المأدبة الأمير السعودي تركي الفيصل، الذي لم يتردد في السابق في إبداء تعاطفه مع ليفني علناً، حينما أثنى عليها أثناء مؤتمر ميونيخ الأمني.
وحضر المأدبة إلى جانب المسؤولين العرب، ديبلوماسيون غربيون كبار، بينهم وزير الخارجية الكندي جون بيرد، ومبعوث الأمم المتحدة السابق للشرق الأوسط تيري لارسن.
وكانت الوزيرة ليفني الشخصية الإسرائيلية الوحيدة التي دعيت إلى هذا اللقاء، الذي جرى بعيداً عن أعين وسائل الإعلام.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن ديوان وزيرة العدل رفض التجاوب مع توجه «والا» والرد على أسئلة في هذا الشأن. كما أن مشاركين آخرين في المأدبة رفضوا الرد على الأسئلة. وفي اليوم التالي، عادت ليفني إلى إسرائيل لقضاء عطلة رأس السنة العبرية.
وأضاف الموقع أنه عدا مصر، كل الديبلوماسيين العرب الكبار الذين تواجدوا في المأدبة يمثلون دولاً شريكة في «التحالف الدولي ضد داعش».
ومن المهم الإشارة إلى أنه قبل أربعة أشهر، وبعد انهيار المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إثر قرار تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التقت ليفني سراً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن. وأثار ذلك اللقاء أصداء وردود فعل متناقضة في إسرائيل، حذر بعدها نتنياهو ليفني من مغبة إجراء اتصالات من وراء ظهره. وقيل حينها إن نتنياهو فكر في إقالة ليفني.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد