صناعة الكابلات السورية بين تحدي الانهيارات الاقتصادية وثبات الوجود
شهدت صناعة الكابلات في سورية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية حتى انها حسب القائمين على هذه الصناعة تنافس وتضاهي صناعات الدول الاخرى غير ان انفتاح الاسواق والازمة المالية العالمية ارخت بذيولها على هذه الصناعة ليس فقط على مستوى سورية وانما على مستوى العالم وللوقوف على نقاط القوة والضعف بهذه الصناعة قال المهندس عبد الكريم خلوف مدير عام شركة كابلات دمشق تجاوزنا مرحلة الخطر من تأثيرات الازمة المالية العالمية ووصلنا حاليا الى مرحلة استقرار حتى في البورصات العالمية وان المتغيرات مقبولة.
وبين خلوف ان صناعتهم على تواصل مع امثالها في هذه الصناعة في الخارج وهناك تبادل للخبرات والوقوف على اخر التطورات بهذا المجال وان وضع الصناعة جيد في السوق معتبرا ان السوق تستوعب العام والخاص وهناك ثقة لدى المواطن في منتجهم الذي يمتاز بالجودة العالمية والسعر المناسب.
ونفى خلوف وجود اي اشكالات او معوقات مبينا ان ارباحهم في عام 2008 وصلت الى 704 ملايين ضمن هذه الظروف والمعطيات الصعبة وانهم يسعون مستقبلا لتطوير هذا المنتج بشكل افضل.
المهندس مصطفى جويد مدير عام كابلات حلب اوضح ان صناعة الكابلات لا تقبل الغش وعلى مصنعي الكابلات التقيد بالمواصفة العالمية وفق السندرات المتبعة مثل ASTM الامريكي أو VDE الالماني او IC البريطاني مشيرا الى انه يجب تطبيق هذه الانظمة للمحافظة على الانسان والاقتصاد الوطني وذلك لأن عدم التطبيق يؤدي اما الى قتل الانسان او التأثير على الاقتصاد الوطني من خلال ما يلحق بالاجهزة التي تحترق نتيجة عدم تطبيق المواصفة .
وسمّى المهندس جويد عام 2008 عام القهر الاقتصادي والانهيارات الاقتصادية غير المتوقعة التي اصابت كافة المصنعين والمستهلكين معا الامر الذي ادى الى افلاس عدد كبير من الشركات المحلية والعالمية مبينا تأثر بعض الشركات التي تستخدم اسلوب العقلنة لتأمين مستلزماتها الانتاجية اي قوتها اليومي او خطتها الشهرية اول بأول دون الرجوع الى نظام المخازين الاحتياطية التي تتعلق بنظام المحاسبة.
المدير الاقليمي لمجموعة السويدي زياد الغزالي اوضح ان صناعتهم واجهتها صعوبات في فترة التأسيس غير انهم استفادوا من التحول الاقتصادي في سورية وان تجربتهم خلال سنة التأسيس وسنتين من الانتاج كانت ناجحة 100٪ من خلال ارقام العوائد على رأس المال المستثمر حيث تعتبر عوائد مرتفعة. واشار الى ان تجربة خمس سنوات لا يقال عنها انها اوصلتهم لنجاحات معتبرا انهم بدؤوا من حيث انتهى الاخرون .
وقال نحن موجودون في السوق السورية بقوة حيث تملك الشركة اكبر حصة موضحا ان 21٪ من انتاجهم للسوق المحلية و 79٪ يتم تصديره الى العراق والأردن ولبنان واليمن وانكلترا وايطاليا ورومانيا بالاضافة الى بنين ونيجيريا .
وكشف الغزالي ان لدى المجموعة ستة مصانع كابلات منتشرة في المنطقة العربية وافريقيا.
محمد مأمون ملط المدير التنفيذي لشركة حوامل الكابلات اوضح ان هذه الصناعة قد تأثرت بالازمة المالية العالمية غير انه في سورية كان التأثير اقل، كاشفا عن وجود تراجع بنسبة 60٪ اضافة لوجود عوامل اخرى اثرت في هذه الصناعة كالتنافس غير الشريف وعدم وجود حماية على ما تحصل عليه هذه الصناعة من شهادات الايزو والجودة العالمية حيث توجد شركات كبيرة في هذا المجال.
واكد ملط ان هذه الصناعة تعاني من بعض التعقيدات الادارية في مسألة الحصول على تراخيص لمشاريع جديدة في الصناعة مبينا في الوقت ذاته مدى تطور وتنافس الصناعة السورية في مجال الكابلات للصناعة الاوروبية كونها تمتاز بالجودة والمتانة مبينا ان 63٪ من منتجاتها تصدر الى الخارج. واقترح ان يكون هناك تسهيلات في المعاملات والتراخيص الصناعية وضرورة حماية المنتج المحلي من التنافس غير الشريف .
وفاء فرج
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد