سياسيون شيعة لبنانيون يسوّقون أنفسهم في واشنطن
الجمل: يرى البعض في لبنان أن هناك ثلاثة نقاط تعتبر من الجوانب الهامة والعوامل الضرورية لمستقبل لبنان، هي:
- إن لبنان يحتاج إلى قيام المجتمع الدولي بتقديم الدعم والتأييد للحكومة المركزية، ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
- إن البناء السياسي اللبناني يجب أن يتضمن السياسيين الشيعة الجدد.
- أن يقوم اللبنانيون المهاجرون، بتقديم الدعم المالي للحكومة المركزية اللبنانية، وأيضاً أن يلعبوا دوراً في تحفيز المؤسسات الدولية والحكومات الغربية لكي تقدم الدعم والمساندة للحكومة اللبنانية.
هذه النقاط الثلاث، طرحها مصباح الأحدب، عضو مجلس النواب اللبناني، وذلك في الندوة التي قدمها في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وشاركه في التقديم أيضاً جميل مروه، رئيس تحرير صحيفة بيروت ديلي ستار.
ركّز مصباح الأحدب في بداية حدثيه على إبراز ظاهرة وجود معسكرين في السياسة اللبنانية، هما:
- معسكر 8 آذار الذي يتزعمه حزب الله، والمؤيد لسوريا وإيران.
- معسكر 14 آذار الذي يتزعمه تيار المستقبل، والمؤيد لأمريكا وفرنسا وإسرائيل.
كذلك، أشار (الأحدب) إلى أن لبنان أصبح يواجه حالياً مسارين محتملين، هما:
- مسار يقود لبنان إلى أن يظل وكيلاً (بروكسي)، وساحة للحرب والقتال، للمواجهات في الشرق الأوسط، والتي تتضمن كل من الصراع العربي- الإسرائيلي، والأجندة السورية والإيرانية.
- مسار يقود باتجاه التركيز على بناء مؤسسات الدولة والاقتصاد.
وأضاف الأحدب قائلاً: إن معسكر 8 آذار ظل هو الأقوى والمتفوق على معسكر 14 آذار، طوال هذه الفترة، لأنه ظل ميدانياً على الأرض يعتمد على أتباعه، يقومون بتسيير البلد وفقاً لمصالحهم.
المشهد الذي حاول رسمه (الأحدب) بمعهد واشنطن عشية يوم 16 آب الماضي (بعد محاضرة فيليب زيليكوف بيوم واحد) ولا ندري إن كان معهد واشنطن حليف الإيباك وإسرائيل، قد وجه للضيفين اللبنانيين الدعوة بالاستماع والمداخلة في محاضرة زيليكوف أم لا.. ولكن ندوة زيليكوف قد تمت تحت مؤتمر فاينبرج فاوندرز بمعهد واشنطن، وأيضاً تمت الإشارة إلى نفس الشيء بالنسبة لمحاضرة جميل مروه والأحدب، وعلى ما يبدو فإن (برنامج الملتقى كان واحداً).
وقديماً قالوا: (إذا عُرف السبب، بطل العجب)... فقد ورد في حديث (الأحدب): «..إن البناء السياسي اللبناني يجب أن يبدأ بتضمين السياسيين الشيعة الجدد... خلال العشرين عاماً الماضية قوّض السوريون هياكل وبنيات العائلة والعشيرة، ولكن هذه الهياكل والبنيات مازالت موجودة في ذاكرة الناس، والسياسيين الشيعة الشباب الذين يتقاسمون ويتشاركون في وجهات النظر.. تحالف 14 آذار (أي تيار المستقبل) يجب أن يتم دعمهم ومساندتهم وترقيتهم..». والجدير ذكره أن (الأحدب) قد تحدّث في المحاضرة نفسها قائلاً: «..ليس كل الشيعة يتفقون مع حزب الله، نعم، البعض يريد أن يربط لبنان بأجندة أخرى، ولكن الآخرين يريدون أن يكون لديهم بلداً حديثاً منفتحاً على العالم، وخالياً من الصراعات، وتجدر الملاحظة إلى أنه كانت هناك مشاركة شيعية في مؤتمر فندق بريستول عام 2005م، والذي طالب سوريا بمغادرة لبنان، وطالب حزب الله بالتخلي عن سلاحه».. وذكر الأحدب في هذه النقطة بالذات قائلاً: «..إن هؤلاء الشيعة ليس لديهم ملايين الدولارات لكي ينفقوها، ولا حكومة..».
إن الهجوم على سوريا مايزال تجارة رابحة لبعض السياسيين والصحفيين.. وعلى ما يبدو، فإن رسالة ومضمون حديث (الأحدب).. قد وصلت إلى معهد واشنطن، والذي لابدّ أن يكون قد نقلها إلى الإيباك، وسوف يكون (المانحون) قد عرفوا أن هناك سياسيين (جدد) شيعة، يؤيدون تيار المستقبل، ويعارضون حزب الله، و(ليس لهم ملايين الدولارات)..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد