سوريا:وحدات الجيش تبدأ الخروج من حماة واستمرار التصعيد في الضغوط الغربية

09-08-2011

سوريا:وحدات الجيش تبدأ الخروج من حماة واستمرار التصعيد في الضغوط الغربية

بدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجياً إلى مدينة حماة، في ظل جهود كبيرة تبذلها شركات القطاع العام على مدار الساعة لتنظيف المدينة من بقايا حواجز إسمنتية ومعدنية نصبتها العصابات المسلّحة في الشوارع.
 جاء ذلك بعد أن شارفت العملية العسكرية التي نفذتها وتنفذها عدة وحدات من الجيش السوري خلال الأسبوع الماضي على نهايتها، بحسب مصدر أمني، حيث تجري هذه الوحدات حالياً تمشيطاً دقيقاً ونهائياً لبعض الأحياء الضيقة والزواريب القديمة التي يُشتبه بوجود فلول تلك العصابات المسلّحة فيها.
وكشف المصدر الأمني عن أنه تم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والقبض على أعداد من المسلحين والمحرضين على التخريب وسيتم تقديمهم للعدالة.
وأكد مصدر عسكري مسؤول، في بيان بثته وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن وحدات الجيش بدأت بالخروج من حماة بعد إنجاز مهمتها النوعية لحماية حياة المواطنين المدنيين وملاحقة فلول عناصر التنظيمات الإرهابية.
في الغضون، فتحت بعض المحال التجارية والبقاليات الواقعة في أطراف المدنية، جزئياً وسط إقبال خفيف من المواطنين خوفاً من المسلحين الذين تؤكد الجهات الرسمية عدم وجودهم.
وتابعت يوم أمس شركة الكهرباء ومؤسسة المياه أعمالهما في تأمين مياه الشرب والكهرباء من دون انقطاع لكل أحياء المدينة. وعادت الاتصالات الأرضية والخليوية إلى حماة، بعد قيام ورشات الصيانة بإصلاح الكوابل والأبراج الخليوية التي قطعها وخرّبها المخربون.
كما يتم حالياً تأهيل المخافر الشرطية والدوائر الخدمية التي حرقتها وعبثت بها تلك العصابات المسلحة. وأكد مصدر مسؤول أن الدوائر الرسمية ستشهد عودة الموظفين إليها ومن جميع المناطق خلال أيام معدودة.
في الغضون، شيعت من مشفيي تشرين وحمص العسكريين أمس جثامين 7 شهداء من عناصر الجيش والقوى الأمنية قضوا برصاص التنظيمات الإرهابية المسلحة في حمص ودرعا إلى مثاويهم الأخيرة في مدنهم وقراهم.


 من جهة أخرى  اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، بحسب فرانس برس، أن  مواقف دول الخليج الأخيرة تجاه دمشق «مشجعة» وكانت «مصدر ارتياح» للأميركيين، كماأشار مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إلى أن الاتحاد الأوروبي يثمن تعاون المملكة السعودية لإدانة العنف . في سورية، منوها، بحسب وكالة أنباء «آكي» إلى «أن من شأن الموقف السعودي أن يساهم في تصعيد الضغط» على سورية.
واستدعت كل من السعودية والكويت والبحرين، الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، سفراءها في سورية أمس «للتشاور»، بعد يوم واحد من كلمة وجهها ملك السعودية إلى «الأشقاء» في سورية لوقف «سفك الدماء».

كما صعدت الدول الغربية أمس من حملتها على سورية بالتزامن مع نجاح قوات الجيش العربي السوري في فرض الأمن والاستقرار في حماة ومع استكمال القيادة السورية لمسيرة الإصلاحات.
وبعدما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية أمس أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على سورية، رجحت مصادر أوروبية مطلعة لوكالة الأنباء الإيطالية «أكي» أن تشمل تلك العقوبات الجديدة إضافة أسماء جديدة تمنع من السفر وتجمد أرصدتها في أوروبا وتعلن خلال الشهر الجاري.
إلا أن دول الاتحاد الأوروبي توافقت على الإبقاء على سفرائها لدى دمشق، فـ«مسألة سحب السفراء من بلد ما أمر يعود إلى الدول الأعضاء، ولكننا نرى أن وجود سفراء أمر يساعدنا في تقييم الوضع»، على حد تعبير المصادر.
يأتي ذلك بعدما لعبت الدول الأوروبية في مجلس الأمن وبالأخص فرنسا وبريطانيا وألمانيا دور رأس الحربة في المساعي لاستصدار قرار بحق سورية، على مدى أكثر من شهرين، إضافة إلى ضغطها داخل الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على مسؤولين سوريين وشركات،
فيما لا تزال تضغط لفرض عقوبات اقتصادية يمكن أن تشمل حظراً على النفط والغاز والمصارف السورية، الأمر الذي ترفضه بعض الدول في الاتحاد.
ولفت في هذا الصدد استنساخ الحكومة الألمانية لتصريحات إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حول شرعية رؤساء الدول، حيث صرح الناطق بلسانها أن الرئيس بشار الأسد سيفقد شرعيته في الحكم إذا لم ينه، بحسب زعمه، القمع العسكري للمحتجين المدنيين.
في حين خطت وزارة الخارجية الألمانية خطوة أبعد معربة عن اعتقادها أن «الرئيس الأسد فقد شرعيته بالفعل»!!، وقال المتحدث بلسانها ديرك أوجوستين: إن بلاده ما زالت على اتصال بدول المنطقة وترحب بزيادة الضغوط على دمشق، وقال: «تشديد تركيا للضغوط أمر ايجابي جدا.. وكذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والسعودية أصبحت تنتقد الوضع في سورية بشكل متزايد».
في الغضون أدانت كل من فرنسا وإيطاليا سورية بسبب ما وصفتاها بممارسة العنف ضد المتظاهرين، متجاهلين كلياً ما ترتكبه تنظيمات إرهابية مسلحة من أعمال إجرامية ترقى لجرائم بحق البشرية جمعاء.
وتلاقت كلتا الدولتين على التقليل من الإصلاحات التي تشهدها البلاد، وزعمت وزارة الخارجية الفرنسية أن إعلان دمشق مؤخراً إجراء انتخابات «مناورة لصرف الانتباه».

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...