سوريا توافق على انتقال فلسطيني مخيم الهول الى مخيمات دمشق

الجمل ـ خاص : علمت (الجمل) أن الحكومة السورية وافقت على انتقال اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في مخيم الهول بالحسكة للإقامة في المخيمات الفلسطينية الموجودة بدمشق شرط أن يكون لهم أقارب في هذه المخيمات.
وكانت سوريا سمحت أوائل الشهر الجاري لـ 250 لاجئ فلسطيني بالدخول إلى أراضيها بعد أن تقطعت بهم السُبُل على الحدود العراقية ـ الأردنية إثر مغادرتهم بغداد بسبب تدهور حالة الأمن وتعرضهم لمضايقات وتهديدات مختلفة، ورفض السلطات الأردنية السماح لهم دخول أراضيها.   ونقل وزير شؤون اللاجئين الفلسطيني الدكتور عاطف عدوان لـ(الجمل) عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع استعداد سورية للنظر في موضوع اللاجئين في مخيم الهول ومساعدة من له أقارب في دمشق لينتقل للإقامة معه وذلك خلال اللقاء الذي جمع اليوم الشرع ووزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام والوزير عدوان. وأوضح عدوان أن (هذا الأمر بحاجة إلى دراسة لنعرف من له أقارب ومن ليس له أقارب) مشيراً أن (الأخوة في السفارة الفلسطينية سيتابعون ذلك).
وفيما يتعلق باللاجئين الذين ليس لهم أقارب في مخيمات دمشق قال عدوان: تحدثتُ مع السيد نائب الرئيس بخصوصهم حيث أبدى استعداد سورية لتقديم كل ما يلزم لمساعدتهم وتخفيف معاناتهم، وأضاف: سيتم النظر في حالتهم، مفضلاً أن لا يخوض في التفاصيل.
وبخصوص اللاجئين الذين غادروا العراق مؤخراً وقارب عددهم المئة ومازالوا على الحدود قال عدوان: إن موقف سورية واضح وهو أنه لا مجال لاستقبال أي أحد جديد، ناقلاً في الوقت نفسه عن الشرع استعداد بلاده لتقديم كل مساعدة ممكنة لهم، قبل أن يشير إلى طلبه من نائب الرئيس (قيام سورية بتقديم مساعدتها للفلسطينيين في العراق خاصة أن لها علاقات طيبة مع القوى السياسية على الساحة هناك) مشيداً بموقف الشرع الذي أوضح أنه (سيكون لسورية سفارة في العراق ستعمل ما تستطيع لخدمة الفلسطينيين هناك).
ورداً على سؤال، وصف وزير شؤون اللاجئين الفلسطيني اجتماع اليوم مع الشرع بالإيجابي جداً (فقد شرحنا له الأوضاع الفلسطينية في الداخل، وعرضتُ أمامه مشكلة اللاجئين في مخيم الهول وشرحت له المعاناة التي يعيشونها، وطلبتُ منه المساعدة، وتقديم ما تستطيع سورية تقديمه للأخوة الفلسطينين الموجودين على الحدود حالياً)،
وقال الوزير عدوان إن الشرع أكد استعداد سورية تدريب ضباط شرطة فلسطينيين من الحاصلين على بكالوريوس في الحقوق متوقعاً أن يكون الأمر في وقت قريب.
وعن زيارته التي قام بها إلى مخيم الهول أول أمس قال الوزير عدوان: إنه كان لها أثر طيب في نفوس الإخوة الموجودين في المخيم، خاصة أنهم يُزارون للمرة الأولى من قبل مسؤول فلسطيني حكومي ليتفقد أحوالهم، قبل أن يؤكد على تقديرهم العالي للقيادة السورية ولمساعدتها لهم ما ترك فيهم أثراً طيباً.
ومن المقرر أن تنتهي غداً زيارة وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام وزميله وزير شؤون اللاجئين الدكتور عاطف عدوان إلى دمشق والتي التقوا خلالها كبار المسؤولين السوريين.
وتطرقت محادثات الوزير صيام خلال زيارته إلى: إتمام مشروع الاعتراف السوري بجواز السفر الفلسطيني، وإمكانية قيام سورية بتدريب ضباط الشرطة الفلسطينيين، وتطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والضغوط الممارسة على الحكومة الفلسطينية بهدف إفشالها وكيفية التصدي لها.
وخلال زيارته سورية، تفقد الوزير عدوان مخيم الهول في الحسكة المخصص لإقامة اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا مكان إقامتهم في العراق بعد تدهور أوضاعهم الأمنية هناك، وتعرضهم لتهديدات مختلفة.
يُذكر أن الوزير صيام (47 عاماً) يمثل حركة "حماس" في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وعضو القيادة السياسية للحركة في قطاع غزة، ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
وأعتقل صيام أربع مرات إدارياً خلال الأعوام ( 1989-1990-1991-1992)، و أبعد إلى مرج الزهور بجنوب لبنان لمدة عام، واعتقله جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني في العام 1995 على خلفية انتماء السياسي.
وانتخب صيام عضواً للمجلس التشريعي الفلسطيني عن قائمة حركة حماس في دائرة غزة في الانتخابات الأخيرة، والتي حصل فيها على أعلى أصوات الناخبين على مستوى الأراضي الفلسطينية.
أما الوزير عاطف عدوان فقد حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية من الجامعات البريطانية بين عامي 1983 – 1987، كما حصل على درجة الأستاذية ( بروفيسور) في العلوم السياسية عام 2001.
والدكتور عدوان ضابط بقوات التحرير الشعبية من عام 1969م وحتى عام 1975، واعتقل بتهمة العمل الفدائي عام 1971م لمدة ثلاث سنوات، كما اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال والسلطة بتهمة الانتماء إلى حركة حماس.
أُبعِد الدكتور عدوان إلى مرج الزهور عام 1992م، بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، وهو يشغل منصب عضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1996.
عمل د. عدوان مستشاراً سياسياً واقتصادياً للشيخ  أحمد ياسين لعدة سنوات، ومنذ أكثر من عشرين عاماً يعمل بنشاط مستمر في العمل الدعوي والإسلامي، وكتب 18 كتاباً في تخصصات العلوم السياسية ، إضافة إلى كتبه عن حياة قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكذلك في التاريخ الإسلامي.

الجمل