روسـيا تعرض استضافة محادثات موسعة حول سوريا وخطة أنان أمام مجلس الأمن اليوم
جددت موسكو عرضها استضافة مؤتمر لـ«مجموعة العمل» حول سوريا بعد توسيعها، في الوقت الذي اكد فيه المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان من طهران أمس، ضرورة الدور الايراني «الايجابي» في حلّ الازمة السورية، الذي جددت أميركا رفضه.
انان الذي يطلع مجلس الأمن اليوم على نتائج محادثاته، انتقل من طهران الى بغداد حيث التقى أيضا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وحذر من انتقال العنف السوري إلى الدول المجاورة، وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد قدم اقتراحا لـ«إنهاء العنف تدريجا»، انطلاقا من المناطق التي شهدت اكبر قدر منه، بينما أكدت طهران دعمها خطته وشددت على وقف تسليح المعارضين في الداخل.
وواصلت القوات المسلحة السورية لليوم الرابع مناوراتها العسكرية بمشاركة وحدات من تشكيلات القوى الجوية التي نفذت مشروعا تكتيكيا عملياتيا بالذخيرة الحية في محاكاة لظروف المعركة الحقيقية حيث مثل الطيران المقاتل مهمات صد الضربات الجوية المعادية المفترضة وشارك الطيران القاذف في تنفيذ مهمات التأثير الناري على الأهداف المعادية وتدميرها في حين قامت المروحيات القتالية بتقديم الدعم الناري للقوات. وتضمن المشروع تنفيذ إنزال جوي خلف خطوط العدو المفترض. وحضر المشروع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد فهد جاسم الفريج يرافقه عدد من كبار ضباط القيادة العامة.
وحذر انان في مؤتمر صحافي عقده بعد مباحثاته مع المالكي من توسع اعمال العنف في سوريا لتصل قرب الحدود مع العراق. وقال «اجريت نقاشا جيدا مع رئيس الوزراء نوري المالكي وكان مثلنا قلقا جدا من اعمال العنف والقتل وابدى دعمه لخطة النقاط الست وآلية تطبيقها».
واضاف أنان «جئت الى المنطقة لمناقشة الازمة السورية واخذتني رحلتي الى دمشق وطهران والآن في بغداد، وحصلت على فرصة لمناقشة هذا الامر مع القادة لبحث... وقف القتل من اجل الشعب السوري وكذلك لضمان عدم انتقال الصراع السوري الى جيرانه». واكد انان «سأغادر الليلة وغدا (الاربعاء) سأوجز لمجلس الامن وانا متأكد من ان المجلس سيتخذ الاجراء المناسب، وكذلك سيتخذ قرارا في ما يتعلق بالمراقبين الذين تنتهي مهمتهم في 21 من تموز الحالي».
واضاف أنان «اعتقد اننا بحاجة الى ان نواصل ضغوطنا، ونحن بحاجة الى ان نفعل ذلك بصورة بناءة». كما قال «يجب ان نكون خلاقين من اجل وقف العنف، لقد حاولنا ذلك على المستوى الوطني، في 12 نيسان الماضي لكن (المحاولة) لم تنجح، والآن هناك جيوب عنف جدية حول العراق». وتابع قائلا «لقد شاهدنا الوضع المأساوي في سوريا وعمليات القتل ومعاناة الناس، رجالا ونساء واطفالا... هؤلاء الابرياء الذين علقوا وسط اعمال العنف». وأكد أن «جميع الذين تحدثت معهم، كانوا يشاطرونني نفس القلق والحاجة بالنسبة لنا اليوم هي وقف هذا القتل».
وفي طهران قال أنان إن «الأسد قدم اقتراحا ببناء مقاربة تدريجية في بعض المناطق حيث لدينا عنف شديد، لمحاولة احتواء العنف في هذه المناطق، وخطوة بخطوة، التدرج نحو انهاء العنف في انحاء البلاد».
وقال أنان إن «طهران قدمت دعمها لانهاء الصراع، ويجب أن تكون جزءا من الحل»، مضيفا «وجودي هنا يثبت أنني اعتقد ان ايران يمكنها لعب دور ايجابي، وعليها لذلك أن تكون جزءا من الحل في الازمة السورية»، مؤكدا أنه تلقى» التشجيع والتعاون» من الحكومة الايرانية.
واعلن وزير الخارجية علي اكبر صالحي عقب مباحثات مع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية «اننا ننتظر من انان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سوريا والمنطقة». واكد ان «ايران جزء من حل» الازمة السورية منتقدا بدون ذكرها الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا الملف ومنوها «بحيادية» انان.
وقال أمين المجلس الأعلى الايراني للامن القومي سعيد جليلي إن «السبيل الوحيد لحل الازمة السورية يجب ان يكون من قبل الشعب والحكومة السوريين ومن دون تدخل اجنبي». واضاف «ان تاريخ بعض الدول مثل اميركا في دعم الدكتاتوريين والممارسات اللاديموقراطية، يدل على ان هذه الدول لا يمكن ان تكون جزءا من حل الازمة السورية، وان شعوب المنطقة تعتبر الادارة الاميركية سببا في قسم هام من مشاكل المنطقة ولا تساعد على حلها».
ورأى جليلي «ان حل الازمة السورية يكمن في الديموقراطية وليس ارسال الاسلحة والاعمال الارهابية». وتابع ممثل قائد الثورة الاسلامية قائلا «ان الحوار السياسي في سوريا يجب ان يكون متزامنا مع وقف اطلاق النار، داعيا المراقبين الدوليين الى السعي لمنع تهريب الاسلحة وتسلل المسلحين الى سوريا».
لكن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال في تصريح صحافي «لا اعتقد ان بامكان احد ان يقول جديا ان ايران كان لها تاثير ايجابي على التطورات في سوريا».
وكرر كارني التعبير عن رغبته في ان يتم تطبيق خطة انان الاساسية، وقال «نعتقد انه من الضروري ان تدعم المجموعة الدولية الخطة، وان تطبق هذه الخطة وان يجري الانتقال الذي تدعو اليه هذه الخطة بدون الرئيس الاسد». واضاف «لا نزال متشككين جدا حيال رغبة الاسد في الوفاء بتعهداته» محذرا من ان «الاصطفاف خلف الاسد يعني الاصطفاف خلف طاغية ووضع بلادك على الجانب الخاطئ».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «من ناحيتنا يمكنني تأكيد أننا سنرحب بتنظيم جلسة اعتيادية لمجموعة عمل في موسكو.» وكرر بوغدانوف موقف روسيا بأن أي اجتماعات مماثلة في المستقبل يجب أن تشمل دولا أخرى لها نفوذ في الشأن السوري أي إيران والسعودية. وقال «تأسف موسكو لأن إيران والسعودية لم تحضرا في جنيف بسبب مواقف عدد من شركائنا».
كما أكد بوغدانوف تمسك موسكو باتفاق جنيف، ورفضها ما قامت به جهات غربية، من إعادة تفسير للاتفاق على أساس أجنداتها السياسية للأزمة السورية.
وأفاد مصدر في البحرية الروسية بأن روسيا أرسلت مدمرة إلى سوريا، ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر عسكري آخر قوله إن أربع سفن روسية أخرى في طريقها إلى سوريا أيضا. ونسبت «انترفاكس» إلى المصدر قوله إنه لا علاقة بين مهمة السفن والصراع في سوريا.
وقالت متحدثة باسم مجلس الامن القومي الأميركي ان «لدى روسيا قاعدة امداد وصيانة في مرفأ طرطوس السوري». واضافت «في الحالة هذه لا سبب لدينا للاعتقاد ان هذا التحرك (للسفن) ليس روتينيا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد