دمشق تذكر إدارة بوش بأكاذيبها حول العراق
عرضت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش على الكونغرس أمس شريطاً مصوراً يثبت أن كوريا الشمالية ساعدت سوريا على بناء مفاعل نووي، موضحين أنّ واشنطن أطلعت إسرائيل على مضمونه قبل الغارة التي شنتها الأخيرة على سوريا في أيلول الماضي، فيما سارعت دمشق إلى نفي هذه المعلومات، مذكرة بسجل الإدارة الأميركية في «اختلاق الأكاذيب».
ونقلت صحيفتا «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الوثيقة المصورة تظهر وجود عدد من الخبراء الكوريين الشماليين في قاعدة سرية سورية، لافتين إلى أنّ الشريط أقنع الحكومة الإسرائيلية وإدارة بوش بأن بيونغ يانغ كانت تساعد سوريا في بناء مفاعل شبيه بأحد المفاعلات النووية الذي ينتج البلوتونيوم في كوريا الشمالية.
وأشار المسؤولون إلى أنّ الشريط لعب دوراً حاسماً في تحديد قرار إسرائيل ضرب هذه المنشأة في السادس من أيلول الماضي، موضحين أن الشريط يظهر أن تصميم نواة المفاعل السوري هي نفسها لمفاعل «يونغبيون» الأهم في كوريا الشمالية. واعتبروا أنّ هناك «تشابهاً بارزاً من الداخل والخارج» للمفاعل الكوري، بما في ذلك شكله والفتحات الخاصة بقضبان الوقود.
ورأى خبير بالأسلحة النووية أن الشريط «يظهر التورط (الكوري الشمالي) بشكل كبير جداً»، فيما أشارت مصادر استخباراتية إلى أن المنشأة السورية لم تكن تعمل بطاقتها الكاملة لدى تدميرها، وأنه لم يتوافر اليورانيوم للمفاعل أو دلالات على إمكان إنتاج الوقود النووي.
من جهته، رأى رئيس «معهد العلوم والأمن الدولي» ومفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة ديفيد ألبرايت أن «غياب دليل كهذا يثير الشك في ما إذا كان هذا المفاعل جزءاً من برنامج تسلح فاعل»، موضحاً أنّ «الولايات المتحدة وإسرائيل لم تحددا وجود أية منشآت لفصل اليورانيوم أو أخرى لإنتاج أسلحة نووية». واعتبر أن «الانخراط الناجح لكوريا الشمالية في المحادثات السداسية يعني أنه من غير المرجح أن تكون زودت سوريا بمنشآت أو مواد نووية من جديد بعد تدمير المفاعل السوري».
إلى ذلك، نفى السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري هذه المعلومات، مشدداً على أن «لا تعاون سورياً ـ كورياً شمالياً من أي نوع كان في سوريا»، فيما وضع السفير السوري لدى بريطانيا سامي الخيمي الاتهامات في إطار «المناورة السياسية» استبقاءً للمحادثات مع بيونغ يانغ بشأن برنامجها النووي.
وقال الخيمي «إنهم يريدون فقط ممارسة مزيد من الضغط على كوريا الشمالية. هذا هو سبب هذه القصة»، مشدداً على أن «التعاون بين كوريا الشمالية وسوريا ليس له أية علاقة (ببناء) منشأة نووية، بل يتركز أساساً على الاقتصاد».
وأضاف الخيمي «للأسف فإن سيناريو التقاط وإعادة التقاط صور يشبه ما حدث قبل الحرب على العراق عندما كانت الإدارة الأميركية تحاول إقناع العالم بأن العراق يمتلك أسلحة نووية»، مشدداً على أنه «بدلا من عرض تلك الصور السخيفة، كان يجب على الإدارة الأميركية أن تركز كل جهودها من أجل تطهير منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل، بدءاً بإسرائيل أوثق حلفائها».
بدوره قال السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى إنّ الاتهامات الأميركية «غير منطقية ومنافية للعقل»، مشيراً إلى أنّها «تتماثل مع القصة الخاصة بأسلحة الدمار الشامل العراقية»، وأنّ «هذه الإدارة (الأميركية) لديها سجل يتعلق باختلاق الأكاذيب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد