خدعةإسرائيلية تسبق لقاءنتنياهوـ ميتشل
استبقت إسرائيل اللقاء المرتقب بين رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الأسبوع المقبل في لندن بإطلاق خدعة دبلوماسية، أعلنت بموجبها وقف طلبات استدراج العروض لبناء وحدات سكنية جديدة حتى بداية العام 2010، من دون أن يعني ذلك وقف العمل في المشاريع القائمة، وهو ما بدا من نفي نتنياهو وجود أي اتفاق مع وزيري الدفاع والإسكان حول تجميد الاستيطان.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الاسكان الإسرائيلية كوبي بليش وقف الحكومة استدراجات العروض بالرغم من معارضتها تجميد الاستيطان. وأضاف أنّ «الوزارة لم تعلن عن أي استدراج عروض منذ أشهر، وذلك بقرار حكومي». ووضع وزير الإسكان ارييل اتياس وقف استدراج العروض في خانة المساعي الرامية للتوصل إلى «تفاهم مع الإدارة الأميركية واتفاقية سلام شامل». وأوضح الوزير الإسرائيلي أنه «لا يوجد اتفاق حول تجميد أعمال البناء في الكتل الاستيطانية» وإنما هناك «فترة انتظار» للبدء في تنفيذ أعمال بناء جديدة وفقا لتفاهمات مع الإدارة الأميركية.
اما نتنياهو، فعلق على ما نقل عن أتياس بإصدار بيان أكد فيه أنّه «ليس هناك، ولن يكون هناك أي اتفاق بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الاسكان حول تجميد أعمال البناء الجديدة»، لافتاً إلى أنّ البناء في الانشاءات الجديدة سيستمر، بما يمكن إسرائيل من استكمال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة. وأوضح أن الحديث لا يدور عن تجميد كامل للاستيطان، كما طلبت إدارة الرئيس باراك أوباما، وانما إشارة إلى أنّ إسرائيل تتطلع إلى تسوية للتباين في وجهات النظر مع الحليف الأميركي.
وفي رام الله، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنّ «على إسرائيل وقف أنشطتها الاستيطانية كلها من دون استثناء»، معتبراً أنّ «كل ما تفعله (إسرائيل) هو مناورات. وقد بتنا معتادين على هذا النوع من الخداع».
في غضون ذلك، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن عضو بلدية الاحتلال في القدس المحتلة يائير غباي إن البلدية ستعمل على إسكان مستوطنين في بؤر استيطانية في قلب الأحياء العربية في القدس الشرقية، فيما تم إرجاء إقامة البؤرة الاستيطانية في فندق «شيبرد» في حي الشيخ جراح القريب من البلدة القديمة بسبب معارضة حكومة بريطانيا التي تملك عقارات قربه.
إلى ذلك، كشف تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) أن منظمات المستوطنين الإسرائيليين، تحاول بجهود مضنية السيطرة على حي الشيخ جراح بسبب موقعـه الاستراتيجي.
وذكر التقرير، الذي وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة، أن المستوطنين يصادرون الممتلكات الفلسطينية بمساعدة السلطات الإسرائيلية من خلال نظام معقد من الآليات القانونية والإدارية والمؤسسية، حتى يتم نقل أو تأجير هذه الممتلكات بينما يقوم بعض المستوطنين الآخرين باستخدام النظام القانوني الإسرائيلي، ويزعمون ملكية هذه الممتلكات لأشخاص أو جمعيات يهودية قبل العام 1948، ودائما ما يحصلون على أحكام في صالحهم من قبل القضاء الإسرائيلي.
ورفض الجناح الأكثر تشددا في حكومة نتانياهو ما أعلن عن وقف في طلبات استدراج العروض. وقال نائب وزير الخارجية داني ايالون من حزب «إسرائيل بيتنا»، «آمل أن تكون هذه شائعة لا أساس لها لان هذا القرار غير مقبول».
بدورها، قللت حركة «السلام الآن» المعارضة للاستيطان من أهمية وقف العطاءات لبناء المستوطنات، مشيرة إلى أنّ حكومة نتنياهو ستواصل 60 في المئة من أعمال البناء. وقالت المسؤولة عن ملف الاستيطان في الحركة هاجيت أوفران إنّ «اسرائيل أوقفت استدراجات العروض منذ تشرين الثاني العام 2008 سواء في الضفة الغربية أو في القدس الشرقية»، لكنها أوضحت أنّ «وقف استدراجات العروض لا يتعلق بأعمال البناء الجارية لأكثر من ألف منزل».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد