حفريات عاد الصيف يا دمشق...أزمات مرورية وتضييع لوقت الناس
تبدأ دوائر خدمات دمشق مشروعاتها المختلفة بداية الصيف وعند انفتاح أبواب الموسم السياحي كبرنامج سنوي بات شبه ثابت لهذه المؤسسات عبر تنفيذ الحفريات واستبدال الإسفلت وخطوط الخدمة من صرف صحي وكهرباء وهاتف ومياه وغيرها من أعمال البنى التحتية التي تسبب الكثير من الإرباكات والإزعاجات للمواطنين وتؤدي إلى تفاقم أزمات المرور المتأزمة أساساً.
تقوم هذه المؤسسات بتنفيذ الأعمال المذكورة رغم التوجيهات التي تصدر عن الجهات الوصائية ومنها ما يصدر عن المحافظ والتي تنصب كلها على ضرورة برمجة الموازنات التقديرية وزمن بدء المشروعات الخدمية وتخصيص الاعتمادات وصرفها خلال الربع الأول من كل عام على أن تنجز هذه المشاريع نهاية الشهر السادس في الحد الأقصى إلا أن هذه التوجيهات تذهب أدراج الرياح سنة تلو الأخرى ووتيرة الأعمال وزمن تنفيذها دون أي تغيير بذرائع وحجج مختلفة.
ويبدو أن إدارة المدينة لا تريد أن تتعلم من تجارب السنين.
فإطلاق أعمال الحفر والقشط مع بداية الصيف يزيد من انتشار الغبار في المدينة ونظراً لأن معظم الأعمال التي تقوم بها مديرية الخدمات الفنية مباشرة تتم خارج أي اعتبار للسلامة البيئية فإن الأوساخ تتناثر قرب الأعمال ولاحظنا في الآونة الأخيرة اهتماماً أفضل لمتعهدي القطاع الخاص بمسائل السلامة من الشركات الحكومية.
ويرى أحد سائقي المكروباص على خط جرمانا أن أعمال الحفر على الطريق وخاصة قرب كفرسوسة تعرقل حركة السير وخاصة مع قطع الطريق لمنع مرور السيارات ما يزيد الازدحام على الطريق فتصطف عشرات السيارات خلف بعضها البعض وترفع أصوات أبواقها دون جدوى .
وعلى الرغم من أن المكروباصات على خط جرمانا تستخدم هذا المحور للخروج إلى المتحلق الجنوبي للهروب من ازدحام السير ولسرعة الوصول إلى مناطقها إلا أن محور سيرها الأساسي يمر بعيدا عنه لكن الازدحام يدفع تلك المكروباصات للهروب من ذلك الطريق، ويضيف سائق المكروباص: هذا الازدحام يكلفنا من الوقت الضائع نحو خمس عشرة إلى عشرين دقيقة تقريبا أي ما يعادل (سفرة) وفق مصطلحات سائقي المكروباصات.
ورغم عرض الطريق في كفرسوسة إلا أن الازدحام لا يطاق وخاصة بسبب عدد السيارات الكبير الذي يمر من الطريق ويصف أحد سائقي المكروباص على خط المليحة الوضع بالمتعب وخاصة مع ازدحام السير على إشارة المرور نتيجة قطع السير لتنفيذ أعمال الحفريات.
وتنطلق مكروباصات خط المليحة من البرامكة باتجاه دوار كفر سوسة مروراً بمشفى المجتهد باتجاه باب شرقي وصولاً إلى طريق الغوطة باتجاه المليحة في الطريق الذي شهد في الأسابيع الماضية ازدحاماً شديداً نتيجة قيام آليات المحافظة بكشط الطريق وتأهيله وتزفيته.
وفي مدخل مدينة دمشق إلى الغوطة في ريف دمشق وخاصة طريق الغوطة الشرقية هم آخر عانى منه السائقون والركاب على حد سواء ومنهم سليمان الذي يقود سيارته الخاصة من دمشق إلى جرمانا الذي يضطر في كثير من الأحيان إلى الخروج باكرا بعد أن لاقى سابقا الكثير من المصاعب نتيجة ازدحام السير على طريق المليحة حيث يختار هذا الطريق للوصول إلى وسط العاصمة إلا أن المفاجأة التي صادفها حين وجد أن السيارات تسير في جانب واحد من الطريق فقط على حين يغلق الجانب الآخر لمصلحة عمليات التزفيت التي تتم في وقت الذروة المرورية على الطريق صباحاً فيتأخر الجميع عن أعمالهم أو منازلهم على حد سواء.
ويضيف سليمان إن الطريق يخدم عدداً كبيراً جداً من القرى والمناطق على خط الغوطة إضافة إلى جرمانا والمليحة ما يعني مرور مئات السيارات الخاصة والعامة على الطريق والتي تعاني من الازدحام جراء إغلاق الطريق من قبل آليات المحافظة للقيام بالتزفيت.
انتشار أعمال الحفريات والتأهيل على عدد من مداخل العاصمة دمشق وطرقاتها إضافة إلى أعمال التزفيت وكشط الطرقات داخل العاصمة يدفع الكثير من الركاب ومستخدمي الطريق والسكان إلى السؤال عن سبب عدم قيام المحافظة بتلك الأعمال في وقت من العام لا يكون الموسم السياحي على أشده فيه أو في الوقت الذي تنخفض فيه الكثافة المرورية على الطرق.
وعلى الرغم من أهمية العمل في تزفيت الطريق وتجميل المداخل والحفريات لمصلحة تمديد أو إصلاح شبكات الخدمات العامة من مياه وهاتف وكهرباء فإن الكثير من مستخدمي الطريق يطلبون أن تنفذ مثل هذه الأعمال في غير وقت الذروة المروية منعا للازدحام وخاصة على الطرق التي تشهد كثافة مرورية عالية خاصة في هذه الأيام من العام حيث تلتهب حرارة الجو.
المهندس عبد الفتاح إياسو مدير التخطيط والتنظيم العمراني أرجع تأخر تنفيذ المشروعات إلى بداية الصيف والذي يتزامن مع بدء الموسم السياحي إلى الخطة السنوية الموضوعة للمحافظة ولدوائر الخدمات تحديداً والتي تتضمن استبدال الزفت المهترئ والأرصفة والأسيقة وأعمال الشركات الأخرى مثل شركة الكهرباء والصرف الصحي ضمن جدول متكامل في عمليات البنى التحتية بعد استكمال أعمال الشبكات بحسب المناطق العمرانية ومن خلال متعهدين مختلفين.
وعزا الأمر أيضاً إلى الفترة الزمنية المحدودة التي تجري فيها الأعمال والمشاريع والتي تقتصر على أربعة أشهر حيث ينتهي موسم الشتاء في الشهر الثالث لتبدأ بعدها التنفيذ خلال أشهر نيسان وأيار حزيران وتموز وبحسب أولويات المشاريع.
وأعاد التأخير أيضاً إلى الأمور العقدية المبرمة مع الشركات المنفذة فهناك مشروعات تستغرق ثلاثة أشهر وأخرى ثمانية وبعضها سنة قائلاً: لا أستطيع أن أقطع المشروع في شهر محدد وأعود لأستكمله بعد حين وأن المشروع يجب أن يبقى مستمراً ضارباً مثالاً عقدة الشام التي أنجزت في سنة واصفاً إياها بالزمن القياسي مقارنة مع مشاريع أخرى.
وبرر التأخر أيضاً باستكمال بعض الأخطاء التنفيذية للشركات المنفذة وإلى عدم قيام المحافظة باستلام بعض المشاريع بسبب الأخطاء الحاصلة ضارباً مثالاً الأعمال الجارية على محور المتحلق الجنوبي بسبب الأخطاء وسوء التنفيذ في بعض المواقع قائلاً: إن الأعمال تنتهي وتنجز خلال أيام معدودة.
وأشار من جهة أخرى إلى قيام المحافظة بتأجيل تنفيذ إزالة المخالفات وأعمال الهدم في مناطق عديدة إلى الشهر السابع نهاية العام الدراسي ومراعاة لطلاب المدارس.
وختم: إن تغيير الأطاريف ومنسوب الريكارات وغيرها من الأعمال مشكلة موجودة في كل الشوارع.
صالح حميدي- فادي مطلق
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد