توقعات 2007 في السياسة الأمريكية

24-12-2006

توقعات 2007 في السياسة الأمريكية

الجمل:   مع حلول نهاية عام 2006م بدأت تظهر الكثير من التعليقات والتحليلات الصحفية التي تتناول الأداء السياسي للإدارة الأمريكية الحالية خلال العام الماضي، ومحاولة الإسقاط على هذا الأداء من أجل محاولة القيام برسم صورة تخطيطية لما قد يحدث في العام القادم.
نشر موقع صحيفة انتي وار الالكترونية الأمريكية، عدة مقالات وتحليلات كانت جميعها تحاول الاستناد على تجربة العام الماضي، ومحاولة تقديم إجابة لما يمكن أن يحدث في عام 2007م الذي أصبحنا على عتبه بوابته.
• مقال جيم لوبي: وحمل عنوان (عاماً سيئاً للامبراطورية)، قال فيه:
بالنسبة لهؤلاء الذين اعتقدوا أن عملية الإظهار الذكي الدقيق، والطاغي المهيمن للقوة العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق سوف يصدم ويرهب ويردع بقية العالم (وعلى وجه الخصوص خصوم واشنطن) بما يؤدي إلى قبول الهيمنة الأمريكية باعتبارها أمراً واقعاً لا فكاك منه، أقول لهم جميعاً: لقد كانت سنة 2006م  سنة سيئة جداً، وذلك بسبب الآتي:
- انغرست أرجل الإدارة الأمريكية في الرمال المتحركة العراقية، وأصبحت هذه الإدارة تغرق أكثر فأكثر مع مر الزمن، بمعدل خسائر أسبوعية تبلغ 3 مليارات دولار و20 قتيلاً كل سبعة أيام.
- تصاعد أنشطة حركة طالبان، أكدت أن كل ما قامت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها بإنجازه، قد انتهى، وأصبح بلا معنى. وحالياً أصبحت الأمور المتدهورة على وشك الوصول الى نقطة الصفر، خاصة وأن القوات الباكستانية- الأمريكية قد انسحبت بالكامل من مناطق القبائل على طول الحدود الباكستانية- الأفغانية، الأمر الذي سوف يترتب عليه حصول حركة طالبان وتنظيم القاعدة على منطقة إسناد في غاية الأهمية، ومن المؤكد أن مناطق القبائل سوف تشكل المنطقة الخلفية التي سوف تنطلق منها جماعات طالبان والقاعدة لشن الهجمات ضد القوات الأمريكية وقوات الناتو العاملة في أفغانستان.
- في لبنان تغيرت التوازنات بعد حرب الصيف الماضية، وبعد أن استطاع حزب الله هزيمة القوات الإسرائيلية، أصبح الآن يشدد حصاره على حكومة قوى 14 آذار، وهي قوى برزت في الساحة السياسية اللبنانية، بعد حدوث (ثورة الأرز) التي دعمتها بقوة إسرائيل وأمريكا.
- قامت كوريا الشمالية بإجراء تجربتها النووية الأولى، وأصبحت دولة نووية، رغماً عن أنف الإدارة الأمريكية.
- اضطرت الإدارة الأمريكية للنازل عن الغلواء والعجرفة وأصبحت تتحدث عن ضرورة وأهمية طلب المساعدة من سوريا وإيران من أجل تحقيق الاستقرار في العراق، وحالياً أصبح من المؤكد أن الإدارة الأمريكية سوف تتلقى صفعة أخرى وذلك لأن هذه الدول لن تقبل تقديم المساعدة وفقاً للشروط والإملاءات الأمريكية.
- استطاعت روسيا تحقيق ما يشبه حالة السيطرة الكاملة على منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، وبرغم الثورات الملونة الثلاث التي دعمتها أمريكا، فقد تراجع النفوذ الأمريكي بشكل ملحوظ، وذلك لأن روسيا استطاعت أن تمدد شبكة المصالح الاقتصادية، على النحو الذي أدى إلى جعل دول آسيا الوسطى والقوقاز ترتبط ارتباطاً لا فكاك منه مع الاقتصاد الروسي.
- مفهوم القطب الواحد المسيطر على العالم، الذي تحاول أن تروج له الإدارة الأمريكية، فقد معناه بسبب قيام تجمع شنغهاي للتعاون والذي يضم روسيا، والصين، على نحو جعل من مفهوم القطبية الواحدة مجرد وهم أمريكي لا يتعدى حدود البيت الأبيض والكبيتول هيل (مبنى الكونغرس)، والبنتاغون.
- في أفريقيا تمثلت أبرز التطورات في الآتي
* لم ترتدع الحكومة السودانية بتحذيرات وتهديدات إدارة بوش، وقامت الحكومة السودانية بتوسيع الحرب ونقلها إلى داخل تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى.
* في الصومال استطاعت حركة اتحاد المحاكم الشرعية الإسلامية، السيطرة على كل المناطق ما عدا بعض المناطق الصغيرة النائية، وحالياً أصبحت الحكومة الانتقالية الصومالية المدعومة أمريكياً تعيش محاصرة داخل مدينة بيداوا في عزلة كاملة عن بقية أرجاء الدولة، وتزايدت عزلة هذه الحكومة أكبر، بسبب قيام قوات المحاكم الشرعية بتوجيه ضربة عسكرية للقوات الاثيوبية التي تعول عليها الإدارة الأمريكية في تقديم المساندة العسكرية من أجل القضاء على نفوذ الإسلاميين المتزايد في القرن الأفريقي.
- في أمريكا اللاتينية، تلقت الإدارة الأمريكية الصفعات الآتية:
* تزايد شعبية الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، واستحالة القضاء عليه أو إسقاطه.
* في المكسيك فوز المرشح أندريه لوبيز أوبراندور، المناهض والمعارض للسياسات الأمريكية الحالية في أمريكا الوسطى والجنوبية.
* في بوليفيا ونيكاراغوا، اكتسح الانتخابات المرشحون المدعومون من قبل هوغو شافيز، وخسر كل المرشحين المدعومين من قبل الإدارة الأمريكية.
ويختتم جيم لوبي تحليله قائلأ: لقد بدأ عام 2006م بالعديد من الإشارات السيئة للإدارة الأمريكية، وتمثل ذلك في اللكمة العنيفة التي تلقاها جورج بوش في الانتخابات الفلسطينية التي أدت إلى فوز حماس، وسقوط حركة فتح المدعومة أمريكيا.
• مقال سكوت هارتون: وحمل عنوان (هل بإمكان بوش بدء حرب أخرى):
واستعرض هارتون في هذا المقال الأداء في مسارح الحروب الأمريكية الدائرة حالياً في العراق وأفغانستان، والتداعيات المتوقع حدوثها خلال العام القادم من حيث عدد القتلى وتزايد النفقات.
كذلك استعرض سكوت أيضاً مسارح الحرب الأمريكية المحتملة على النحو الآتي:
- كوريا الشمالية: لن تستطيع الإدارة الأمريكية الدخول في أي مواجهة عسكرية في شبكه الجزيرة الكورية، وذلك لأن كوريا الشمالية قد استطاعت فرض الأمر الواقع بامتلاكها السلاح النووي.
- الشرق الأوسط: تضاءلت احتمالات قيام القوات الأمريكية بالدخول في مواجهة عسكرية في إيران، وكل ما يحدث حالياً هو قيام الإسرائيليين وعناصر اللوبي الإسرائيلي بممارسة ضغوط هائلة لدفع الإدارة الأمريكية من أجل مهاجمة إيران عسكرياً، وعلى ما يبدو فإن فشل هذه الجهود سوف يؤدي إلى محاولة الإسرائيليين اللجوء إلى تطبيق خطة بديلة، تهدف إلى مهاجمة سوريا وجنوب لبنان في وقت واحد، ثم توسيع الحرب بمهاجمة إيران، ومن ثم فرض الأمر الواقع على الأمريكيين، وذلك لأن أي هجوم إسرائيلي ضد إيران سوف يترتب عليه هجوم إيراني ضد القوات الأمريكية الموجودة في منطقة الخليج.. وحتى إذا لم يقم الإيرانيون بالرد على الاعتداء الإسرائيلي المحتمل، فإن الإسرائيليين لن يتورعوا عن استخدام الحيل الهادفة إلى توريط أمريكا في الحرب ضد إيران، ومن الأمثلة المحتملة، أن تقوم إسرائيل بتدبير هجوم ضد القوات الأمريكية، يدفع الإدارة الأمريكية إلى شن عملياتها العسكرية ضد إيران.
ويخلص الكاتب سكوت هارتون قائلاً: إن جورج بوش (الرئيس الأمريكي) وايهود أولمرت (الرئيس الإسرائيلي) قد وضعا الكثير من الخطط الهادفة إلى توسيع ميادين ومسارح الحرب الدائرة حالياً في أفغانستان والعراق، وأيضاً إلى شن المزيد من الحروب الجديدة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. ويضيف الكاتب قائلاً: إن تنفيذ هذه الخطط، لم يعد حصراً في يد الإدارة الأمريكية بل يتوقف على عدة عوامل أبرزها:
- إحراز النجاح في حربي أفغانستان والعراق.
- توافر الإمكانات المادية.
- التغلب على الرأي العام الأمريكي والغربي الذي أصبح أكثر رفضاً لفكرة الحروب.
- نفوذ وقوة اللوبي الإسرائيلي داخل الإدارة الأمريكية، وهو نفوذ أصبح مهدداً إذا تمت عملية تطهير عناصر جماعات المحافظين الجدد من البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية)، ووزارة الخارجية الأمريكية، والبيت الأبيض، وحتى إذا لم تتم عملية التطهير هذه، فإن كل الفترة المتاحة أمام رئاسة جورج دبليو بوش هي عامين، وهي فترة غير كافية لحسم الأمر، لا في أفغانستان ولا في العراق، ناهيك عن القيام بفتح جبهات حروب جديدة.
ويختم الكاتب حديثه قائلاً: لو دخل بوش في حروب جديدة، فسوف يكون قد زاد أخطاءه بنسبة 1000%.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...