المشروعات الاستراتيجية الجديدة بين دول التحالف الإقليمي
الجمل: بدأت في العاصمة الأمريكية واشنطن بعض المشاورات والاتصالات الهادفة إلى إقامة تحالف إقليمي رباعي، يضم: العراق، الأردن، مصر، وإسرائيل. بحيث يعمل تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
• التحالف الإقليمي- الطبيعة والخصائص:
توجد عدة أنواع من التحالفات في البيئة الدولية المعاصرة، أبرزها التحالفات الإقليمية، والتحالفات الدولية.. كذلك هناك عدة تصنيفات للتحالفات، فهناك تحالفات اقتصادية، وتحالفات عسكرية، وغير ذلك.
التحالفات تهدف لتثبيت العلاقات والروابط عن طريق المعاهدات والنصوص القانونية التي تلقي بالمسؤولية على كل طرف من أطراف التحالف.. كذلك تختلف وتتفاوت قوة التحالفات بحسب مضمون وطبيعة الروابط التحالفية، فهناك روابط استراتيجية، وهناك روابط تتعلق فقط بمجرد التفاهم والتشاور.
• التحالف الرباعي «المحتمل»:
التشاور والتفاهم بين الأردن وإسرائيل هو أمر موجود وقائم منذ فترة ما قبل حرب تشرين، وبعد حرب تشرين 1973، انضمت مصر بحيث أصبح التشاور والتفاهم ثلاثياً، وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة، لم يعد في (الأمر حرج) لا بالنسبة للأردن، ولا بالنسبة لمصر، وأصبح كل طرف منهما يتصرف وفق ما حددت له إسرائيل من واجبات وأدوار داخل وخارج المنطقة.
بعد أن وضعت إسرائيل الأردن ومصر في جيبها، أصبحت تتطلع للمزيد، ولاحت الفرصة بعد حرب الصيف الماضي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وذلك بقيام إسرائيل بالمشاركة في مؤتمر العقبة «للتشاور والتفاكر» الذي ضم مزيداً من الأطراف العربية الجديدة.
• أهداف ومزايا الحلف الرباعي:
إن وجود تحالف رباعي يضم هذه الأطراف هو أمر بالغ الخطورة، وتقول بعض التوقعات بأن يأخذ هذا التحالف شكلاً غير معلن، بحيث تتفق الأطراف على ما هو أكثر من مجرد التشاور والتفاهم، وتقوم أمريكا بمتابعة وتنسيق الأجندة، و«محاسبة» من يقصر في أداء الواجبات و«الوظائف» الملقاة على عاتقه.
وأبرز التوقعات لأجندة واهتمامات برنامج عمل هذا التحالف يمكن أن تتمثل في الآتي:
- التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
- التعاون في مجال المعلومات الاستخبارية.
- التعاون الاقتصادي.
- التعاون العسكري.
وهناك الكثير من البنود الأخرى التي يمكن إدراجها ضمن قائمة الأجندة، كذلك هناك الكثير من البنود التي يعد إدراجها ضمن الأجندة تحصيل حاصل، لأنها بالأساس موجودة وقائمة على أساس اعتبارات الأمر الواقع، فمثلاً يوجد تعاون استخباري بين مصر والأردن وإسرائيل، وأيضاً يوجد تعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
أما التعاون الاقتصادي فهو موجود بين إسرائيل والأردن ومصر بموجب اتفاقية الـ(كويز).
السلع الإسرائيلية اصبحت تأخذ طريقها للأسواق العربية في غاية السهولة وبشكل أكثر من عادي، برغم «المقاطعة العربية الشاملة» والخطر الذي تم فرضه بواسطة الجامعة العربية.. وتوجد بوابتين لعبور السلع الإسرائيلية للأسواق العربية، هما:
- البوابة الأردنية: تقوم الشركات الإسرائيلية بإرسال منتجاتها لبعض الوكلاء التجاريين الأردنيين، بحيث يتم تغيير علامات وشهادات منشأ البضاعة بحيث تصبح دول المنشأ هي الأردن، أو أي دولة أخرى غير محظورة عربياً، كتركيا مثلاً، ثم يتم بعد ذلك شحن هذه السلع الإسرائيلية للأسواق العربية التي ترتبط بعلاقات تجارية واقتصادية مع الأردن.
- البوابة المصرية: وتقوم الشركات الإسرائيلية بإرسال منتجاتها إلى وكلائها في مصر، ثم يتم تغيير علامات وشهادات المنشأ، وبعد ذلك يتم إرسال هذه المنتجات بكل سهولة إلى أسواق السودان، وليبيا، ودول المغرب العربي.. بحيث يتم تقبلها باعتبارها منتجات مصرية.
وعموماً، لقد بدأت العلاقات بين الأردن وإسرائيل تتطور أكثر فأكثر، خاصة بعد عملية غزو واحتلال العراق.. وذلك على خلفية حركة انتقال تدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة العابرة للأردن، من إسرائيل باتجاه العراق، وبعض بلدان الخليج العربي.
والآن أصبحت هناك الكثير من (المشروعات الاستراتيجية) الضخمة والتي يصحب إنكارها أو إخفاءها، من أبرزها مشروع تمديد خط أنابيب نقل النفط شمال وجنوب العراق، والخليج، عبر الأردن، إلى إسرائيل.. وهو مشروع يتطلب وجود خلفية قانونية دولية تمهد له، وتهيئ الرأي العام العربي والدولي لقبوله..
كذلك هناك مشروعات الربط الكهربائي وإمداد إسرائيل بالغاز عبر خطوط أنابيب نقل الغاز القادمة من خليج السويس المصري.
لقد جاء الحديث عن التحركات الهادفة لإقامة هذا التحالف بشكل متزامن مع المعلومات المتداولة بواسطة أجهزة الإعلام والقائلة بأن مشروع قانون النفط العراقي الجديد قد تم إبداعه في الـ(برلمان) العراقي.. تمهيداً لإجازته والمصادقة عليهن وبعد ذلك سوف يكون نفط شمال العراق قد أصبح بالكامل تحت قبضة وسيطرة وتصرف (مسعود البرازاني) والذي ظل منذ فترة طويلة يهيئ ويرتب لوضع نفط شمال العراق تحت تصرف الشركات النفطية الغربية ذات الصلة الوثيقة بإسرائيل.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد