تنظيم عسكر طيبة:

14-12-2008

تنظيم عسكر طيبة:

الجمل: برغم النشاط المكثف الذي تقوم به حركة طالبان وتنظيم القاعدة فقد برز على خلفية أحداث مومباي الأخيرة اسم تنظيم «عسكر طيبة»، باعتباره لاعباً جديداً يتميز بالخطورة الشديدة في مسرح شبه القارة الهندية.
* سردية عسكر طيبة:
تشير المعلومات المتوافرة حتى الآن إلى أن تنظيم عسكر طيبة من التنظيمات التي برزت إلى سطح الأحداث خلال الأسابيع الماضية، ومن أبرز المعلومات المتوافرة نشير إلى الآتي:
• تم تأسيس التنظيم بواسطة الثنائي حافظ محمد سعيد وظفار إقبال.
• تم تأسيس التنظيم داخل محافظة كونار الأفغانية.
• توجد قاعدة التنظيم حالياً في باكستان وفي منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان والصين.
هذا، وتقول المعلومات بأن التنظيم بدأ ضمن الجناح العسكري لتنظيم أصولي إسلامي مسلح آخر يجمل اسم «مركز الدعوة والإرشاد»، ولاحقاً تحول التنظيم إلى تنظيم «جماعة الدعوة» وعندها قام الجناح العسكري في التنظيم بالانفصال عنه مطلقاً على نفسه اسم «عسكر طيبة».
* الملامح العامة لتنظيم عسكر طيبة:
يمكن التطرق إلى الملامح العامة من خلال النقاط الآتية:
• القيادة: حافظ محمد سعيد.
• الأهداف: استقلال منطقة حامو – كشمير من الهند وبناء كيان إسلامي في المنطقة إما بالانضمام إلى باكستان إذا تحولت إلى نظام الخلافة الإسلامية أو بإقامة الخلافة في منطقة حامو – كشمير، ومواصلة العمل العسكري الجهادي لإخضاع باكستان والهند لحكم نظام الخلافة الإسلامية.
• مسرح العمل: يمارس التنظيم عملياته العسكرية وفعالياته الأخرى في بلدان شبه القارة الهندية: أفغانستان – باكستان – الهند، أما في سيرلانكا- بوتان – نيبال، فإن التنظيم ليس له وجود بسبب عدم وجود مسلمين في هذه البلدان التي يقطنها حصراً الهندوس والبوذيون.
• المذهبية والعقيدة: يلتزم عناصر التنظيم وقيادته المبادئ المذهبية الآتية:
- اعتماد النزعة الجهادية الإسلامية في العمل.
- اعتماد النزعة الأصولية الإسلامية السنية في التفكير.
- اعتماد مبدأ توحيد الحركة الإسلامية المعاصرة كاستراتيجية.
- اعتماد مبدأ العمل من أجل فصل حامو – كشمير عن الهند أولاً وقبل كل شيء.
* معطيات خبرة التنظيم التاريخية:
تقول التسريبات الاستخبارية بأن تنظيم عسكر طيبة قد وجد رعاية واهتمام الأجهزة الأمنية الباكستانية والأمريكية، كما تقول المعلومات أن عناصر التنظيم وقيادته قد تلقت تدريباتها الأولية خلال النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي على يد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الباكستانية.
التنظيم الأم (مركز الدعوة والإرشاد)، كما تقول المعلومات، هو بالأساس فرع لتنظيم باكستاني يحمل اسم «طائفة أهل الحديث». ولما كان زعيم تنظيم عسكر طيبة الحالي البروفيسور في كلية الهندسة والتكنولوجيا بمدينة لاهور الباكستانية حافظ محمد سعيد –الذي ترك كرسي البروفيسور وتحول إلى الجهاد- هو نفسه زعيم التنظيم الأم فإن المعلومات تقول أنه يتولى حالياً قيادة التنظيمين بحيث:
• يتولى منصب الزعيم الحقيقي لكن السري غير المعلن لتنظيم مركز الدعوة والإرشاد، الذي يركز عمله على جمع المال والتبرعات وما شابه ذلك من الأنشطة المدنية الاجتماعية – الاقتصادية "البريئة".
• يتولى منصب الأمير المجاهد في تنظيم عسكر طيبة وهو المسؤول عن العمليات العسكرية التي يقوم بها التنظيم.
على هذه الخلفية، فإن هناك شكوكاً قوية بأن التنظيم الحقيقي الذي يحمل اسم «طائفة أهل الحديث» ما زال موجوداً، ولكنه يعمل في الساحة من خلال تنظيمين فرعيين هما:
• تنظيم مركز الدعوة والإرشاد وهو يمثل الجناح المدني.
• تنظيم عسكر طيبة وهو يمثل الجناح العسكري.
تقول المعلومات بأن الجناح المدني قد استطاع أن ينفذ حملة بدأت عام 2002م استطاع بموجبها:
• القيام بعمليات جمع التبرعات داخل وخارج منطقة شبه القارة الهندية.
• تجنيد الآلاف من العناصر الإسلامية في باكستان والهند وأفغانستان وعلى وجه الخصوص أبناء منطقة حامو – كشمير.
• بناء الكثير من الجوامع ومقرات العبادة.
• إنشاء العشرات من التنظيمات الخيرية.
هذا، وتقول التقارير بأن الجناح المدني قد استطاع أن ينفذ واحدة من أكبر عمليات جمع التبرعات في شبه القارة الهندية عندما استطاعت الجمعيات الخيرية التابعة له من استغلال وتوظيف كارثة الزلزال الذي ضرب إقليم حامو – كشمير في العام 2005م مما أدى إلى حصول التنظيم على ملايين الدولارات.
تشير التقارير أن الجناح المدني قد استطاع أن يمدد أذرعه إلى داخل بلدان الاتحاد الأوروبي وبلدان الخليج العربي إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أما الجناح العسكري الذي يحمل اسم عسكر طيبة فقد استطاع أن يوظف الإمدادات والأموال بشكل دقيق ونجح في تحقيق الآتي:
• اختراق أجهزة الأمن الباكستانية وبناء قواعده داخل باكستان.
• اختراق أجهزة الأمن الهندية وبناء قواعده داخل الهند.
• تجنيد العناصر ذات التأهيل العلمي والعسكري.
هذا، وتشير التحليلات إلى أن الجناح المدني والجناح العسكري اللذان يديرهما البروفيسور حافظ محمد سعيد سيقومان بتنفيذ المزيد من الأنشطة الفائقة الخطورة وذلك لأن التنظيم بالأساس قد نجح في المرور بالأطوار الأولى والثانية التأسيسية الخطرة التي يمكن أن تتأثر بالضربات الموجهة إليها بواسطة أجهزة مكافحة التمرد أو غيرها من الاستهدافات الأخرى.
حلل الخبراء حرب العصابات، الأسلوب العسكري الذي نفذ به تنظيم عسكر طيبة عملية مومباي الأخيرة وكانت الاستنتاجات كما يلي:
• تم تنفيذ الضربات ضمن منظومة موحدة تتطابق تماماً مع أسلوب ضربات القنابل العنقودية.
• بدأت سلسلة الضربات بشكل أربك الخبراء فقد تم فصل بؤرة المركز عن الأطراف وفي الوقت نفسه تم فصل الأطراف عن بؤرة المركز.
تشير التوقعات إلى نظرية فصل المركز عن الأطراف المتزامن مع فصل الأطراف عن المركز إذا نجحت تعميماتها فإن مناطق شبه القارة الهندية الثلاث ستواجه خطراً حقيقياً. وإضافة لذلك تقول المعلومات أن تنظيم عسكر طيبة قد استطاع أن يتغلغل ضمن الحركات الأصولية الأخرى كحركة طالبان وتنظيم القاعدة، وهو أمر سيترتب عليه أن يصبح حافظ محمد سعيد الزعيم الممسك بخيوط اللعبة في شبه القارة الهندية.
تقول المعلومات بأن تنظيم عسكر طيبة لم يكتف بتنفيذ عملية مومباي وإنما نفذ العديد من العمليات الأخرى منها تفجير عربة قطار والهجوم على البرلمان الهندي هذا وبسبب الطبيعة المعقدة للصراع في هذه المنطقة ونجاح التنظيم في تجهيز المسرح بما جعله بشكل عابر للحدود ومتنقلاً بين الحدود فإنه بالفترة المقبلة ستشهد المزيد من العمليات. وإضافة لذلك، فهناك توقعات شبه مؤكدة بأن تنظيم عسكر طيبة، قد أصبح يطبق نظرية استراتيجية التنظيم العنقودي وهناك الكثير من التنظيمات المشابه له لوحظ ظهورها في شبه القارة الهندية منها: عسكر عمر، عسكر الجبار... وما شابهها، التي تقوم (بالإضافة إلى 90 تنظيم آخرين) بتنفيذ سيناريو الخلايا النائمة التي يمكن أن تنخرط في النشاط المسلح متى طلب منها ذلك الأمير البروفيسور حافظ محمد سعيد.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...