تقرير كورديسمان حول الحرب الإسرائيلية - اللبنانية والدروس المستفادة

18-03-2008

تقرير كورديسمان حول الحرب الإسرائيلية - اللبنانية والدروس المستفادة

الجمل: بعد فترة طويلة نسبياً من التركيز على الملف العراقي والملف الإيراني عاد الخبير الاستراتيجي الأمريكي البارز أنطوني كورديسمان (الحائز على كرسي أورليه بوركه في الإستراتيجية) إلى ملف صراع إسرائيل – حزب الله.
* معطيات تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية:
أنطوني كورديسمان سبق أن أعد تقرير الميزان العسكري بين سوريا وإسرائيل، قام هذه المرة بإعداد تقرير كبير في حدود 63 صفحة حمل عنوان «دروس الحرب الإسرائيلية - اللبنانية». وقد نشر التقرير الموقع الإلكتروني لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية. ويقسم مضمون التقرير إلى:
• المحاذير التوضيحية وملخص العمل.
• الإستراتيجية الكبرى.
• الدروس المستفادة (5 دروس).
* استعراض محتويات التقرير:
• المحاذير التوضيحية: وتتمثل في:
* البيانات والتقارير يغلب عليها عدم الوضوح.
* وجود الخلافات العميقة في إسرائيل حيث لم يتم حل الاتهامات والاتهامات المضادة التي حدثت بفعل تقرير فينوغراد.
* يفرض حزب الله السيطرة على المعلومات في عملياته وكل البيانات والمعلومات يستخدمها كأسلحة سياسية.
* الناتج يتم التوصل إليه على أساس اعتبارات الجوانب السياسية والردعية النابعة من السياسة اللبنانية والتوترات بين إسرائيل، سوريا، لبنان، والبلدان العربية.
• ملخص العمل:
* خاضت إسرائيل حرباً اختارتها عندما لجأت إلى اختيار التصعيد من طرف واحد، عندما حولت هجوم حزب الله الصغير المحدود (في 12 تموز 2006م عندما اختطف الجنديان الإسرائيليان) إلى حرب كبيرة.
* حرب القصف الجوي ليوم واحد انزلقت إلى حملة كبرى استغرقت 33 يوماً.
* بلغ إجمالي مسافات الطيران التي قطعتها الطائرات الإسرائيلية خلال الحرب حوالي 15500 كيلومتراً وعدد الأهداف التي شنت عليها الهجوم حوالي 7000 هدف.
* أطلق الجيش الإسرائيلي حوالي 100 ألف قذيفة دبابات ومدفعية وخصص حوالي 15 ألف جندي للهجمات في لبنان خارج نطاق القوات التي كانت مخصصة وبلغ حجمها حوالي 30 ألف جندي إسرائيلي.
* تلقت إسرائيل حوالي 3970 صاروخاً من حزب الله بالمقابل لهجومها بمعدل يتجاوز الـ100 صاروخ في اليوم وارتفعت في اليوم الأخير إلى حوالي 250 صاروخاً.
* خسرت إسرائيل حوالي 119 جندياً و41 مدنياً، إضافة إلى حوالي 900 جندي إسرائيلي تم قتلهم خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
* خسر حزب الله بين 70 إلى 600 مقاتل (لا توجد معلومات) وتقول تقديرات مختلفة أن المدنيين هم بين 900 – 1100، إضافة إلى خسارة 115 ألف منزل و10 مليار دولار من الناحية الاقتصادية.
• الإستراتيجية الكبرى: وتحت عنوان موحد يمثل النتيجة الأساسية، حدد كورديسمان بوضوح شديد النتيجة وهي: الفشل قبل بدء الحرب:
أولاً: على الجانب الإسرائيلي:
* ضعف الإستراتيجية الكبرى: وتتمثل في الآتي:
* الفشل في حساب التكلفة – العائد إزاء التصعيد قبل وخلال الصراع.
 * الفشل في التحديد الحصري الدقيق للخصوم.
 * الفشل في فهم طبيعة الدولة اللبنانية ورد فعل الدول الخارجية.
* الفشل في تحديد وتوصيف الناتج الإستراتيجي المؤكد قبل الدخول في الحرب.
* التقدير غير الواقعي للقدرات التكتيكية الذاتية المعتمدة على قوة الطيران.
 * الافتقار إلى تخطيط وتحديد الحملة البرية.
 * لا توجد خطة من أجل عمليات الاستقرار.
* فك الارتباط بين الإجراءات الدبلوماسية والحرب والتركيز على إنهاء الصراع.
*الغايات الإستراتيجية الرئيسية: وتتمثل في الآتي:
* تدمير حزب الله الذي ينظر إليه الإسرائيليون باعتباره "القيادة الغربية الإيرانية" قبل أن تحصل إيران على القدرات النووية.
* الحفاظ على مصداقية الردع الإسرائيلي بعد الانسحاب من طرف واحد الذي نفذته إسرائيل في عام 2000 من جنوب لبنان.
* إجبار لبنان على التصرف وإنهاء وجود حزب الله لـ"دولة داخل الدولة".
* تدمير أو إعاقة حزب الله اللبناني كقوة عسكرية وعلى الأقل مجرد استمراره كقوة سياسية في الساحة اللبنانية
* إعادة الجنديين الإسرائيليين أحياء دون القيام بأي مساومة حولهم مقابل السجناء الموجودين في إسرائيل.
ثانياً: على جانب حزب الله اللبناني:
* الغايات الإستراتيجية: وتتمثل في:
 * البقاء والتكيف مع التصعيد الإسرائيلي.
* إسقاط أكبر عدد من الضحايا الإسرائيليين في منطقة جبهة المقدمة، وكسب معارك الاستنزاف المحدودة.
* إظهار القدرة على إمكانية توجيه الضربات ضد الداخل الإسرائيلي باستخدام الأسلحة الصاروخية القصيرة والطويلة المدى.
* الهيمنة والسيطرة على معركة الإعلام وحرب الإدراك والكفاح من أجل التأييد والدعم السياسي الدولي.
 * تعزيز موقف ما بعد الحرب داخل لبنان وفي العالم الإسلامي.
* إبراز القيادة السياسية والحفاظ على سلامة معظم الأسلحة والكادر الرئيسي.
* الحيلولة دون أن يؤدي وقف إطلاق النار أو استخدام الجيش اللبناني أو التطورات الدولية إلى نزع أسلحة حزب الله واحتواءه.
* القائد في الحرب: وأشار إلى أداء السيد حسن نصر الله في الحرب بإبراز بعض مقتطفات من خطاباته التي كان يلقيها بشكل دوري خلال فترة الحرب والعمليات العسكرية.
* انتصار حزب الله المحدود: الإجراءات الفورية التي أعقبت الحرب:
 * لم يكن حزب الله يتوقع أن اختطاف الجنديين سيؤدي إلى الحرب.
* أدرك حزب الله بأن إكمال النصر سيتحقق عن طريق إعادة البناء والتعمير.
 * القبول بخطة الحكومة اللبنانية التي تضمنت سبعة نقاط.
 * الموافقة على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان.
* الموافقة يعلى القرار الدولي بنشر 15 ألف جندي أممي في جنوب لبنان.
* إيقاف مقاتلي حزب الله عن القيام بالهجمات ضد القوات الإسرائيلية وإبقائهم حصراً داخل لبنان.
* إغلاق 14 موقعاً في المناطق المجاورة لمزارع شبعا وإغلاق نقاط التفتيش ونقل الأسلحة وإزالة التحصينات.
* التحول إلى المعركة السياسية داخل لبنان والانتشار العسكري في العمق اللبناني وإعادة بناء قوة أكبر من حيث عدد المقاتلين المتزايد والحصول على المزيد من الأسلحة بما يفوق 40 ألف صاروخ ومقذوف.
هذا، وبالنسبة للناتج الاستراتيجي يشير تقرير الخبير كورديسمان إلى الآتي:
• أولاً: لم يربح أحد ولم يكسب أحد، ولتوضيح ذلك يشير إلى النقاط الآتية:
* تأثير الحرب على قوة الردع الإسرائيلي ما يزال غير واضح.
* الضعف العسكري الإسرائيلي ظهر بوضوح، ولكن إسرائيل سعت من أجل تصحيحيه.
* كسب حزب الله بعض المصداقية ولكن التأثير الداخلي والخارجي كان مختلطاً.
* استدار حزب الله إلى الداخل، واستطاع إنشاء عمق أكبر، وأعاد تسليح نفسه (40 ألف صاروخ) ولكنه لم يحتفظ بموقعه في الجنوب.
* أصبح لبنان لا يمثل دولة عادية فالجيش اللبناني غير قادر على تحقيق الأمن وأكثر ضعفاً، وأكثر انقساماً.
* لم تنجح الأمم المتحدة في تحقيق الأمن.
* ظلت سوريا وإيران تقومان بنفس الدور الذي كان قبل الحرب.
* الصراع الآخر المجاور (إسرائيل – حزب الله) أكثر توتراً وحدة.
• بالنسبة للدروس الإستراتيجية الرئيسية يشير كورديسمان إلى:
* بالنسبة للقرارات المتعلقة بالإستراتيجية الكبرى إزاء طبيعة الخصم والبيئة العملياتية والقدرات وإنهاء الصراع من الممكن القول بأنها كانت قرارات حرجة في مقابلة الجوانب التالية:
 *تطبيق إستراتيجية حاسمة ضمن حرب خط لها أن تكون محدودة النطاق.
 * الاستعداد لتصعيد الصراع والنواتج البديلة وتطبيق الخطة (ب).
 * الاستعداد لإنهاء الصراع.
ويتمثل منظور كورديسمان إزاء هذه الجوانب بأن مصدر الحرج والإرباك للقرارات كان يتمثل في عدم الاستقرار لهذه الجوانب.
* عدم القيام بمواجهة الخصم وفق شروط المواجهة التي يريدها وهو ما فعلته إسرائيل عندما اندفعت لإشعال المواجهة مع حزب الله.
* المصداقية والمسؤولية وذلك في إشارة إلى أن الحرب أضعفت مصداقية إسرائيل وكشفت عدم مسؤولية قيادتها.
* المحاربة في المناطق المدنية ومشكلة العدد الكبير من الضحايا.
* المدنيون كانوا في خط الدفاع الأول.
* عدم القدرة على تجنب محدودية الاستخبارات والاستهداف وتقديرات خسائر الحرب.
* التمعن في تغيير وتحويل القوة.
* التمعن في الردع، التقصد، والأبعاد السياسية والإدراكية، والمذهبية والإعلامية الخاصة بالحرب.
* اختبار وفحص وتعريف وتحديد "التناسب". بكلمات أخرى، يقصد كورديسمان بهذا المفهوم التناسب بين الأقوال والأفعال والإمكانيات والخطط، واستخدام اقتصاد القوة والتصرف الصحيح في المواقف الصحيحة.
* الأبعاد غير المعلنة لتقرير كورديسمان:
يعتبر أنطوني كورديسمان أحد أهم الناشطين في حقل البحوث والدراسات الإستراتيجية في العالم وفي الولايات المتحدة، وبرغم الأسلوب "الناعم" الذي يتعاطى فيه كورديسمان مع إسرائيل والإدارة الأمريكية فإن بحوثه تكتسب أهمية كبيرة لجهة المنهج والأسلوب العلمي، وتأثيرها في الرأي العام وفي توجهات الإدارة الأمريكية، وبعض مراكز الدراسات الأخرى.
لم يقم كورديسمان بإعداد هذا التقرير من فراغ أو لمجرد القيام بتحليل حدث تاريخي معاصر، ولكنه كما لاحظنا أكد على:
• توصيف معطيات خبرة صراع إسرائيل – حزب الله.
• تحديد المفاصل الرئيسية لتحليل تطور الصراع.
• تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف.
• تحديد كيفية عمل وتشغيل ماكينة حرب إسرائيل – حزب الله.
• تقييم النواتج الإستراتيجية.
نلاحظ أن كورديسمان قد ساعد الإسرائيليين بهذا التحليل على الصعود تسعة درجات في السلم المكون من عشرة، وبقيت لهم درجة واحدة فقط وهي: أنه عند القيام بشن حرب جديدة ضد حزب الله فإنه يتوجب القيام باحتساب وتحديد النتائج التي سوف تحصل عليها إسرائيل، وبإشارة كورديسمان إلى النواتج التي حدثت بعد الحرب، وعند مقارنتها بما كانت إسرائيل تود الحصول عليه، تظهر لنا بوضوح الفجوة الكبيرة بين ما كانت ترغيب فيه إسرائيل وما حصلت عليه، والسبب في ذلك هو ما ألمح إليه أنطوني كورديسمان في الفقرات المتعلقة بالناتج الاستراتيجي والدروس الإستراتيجية المستفادة.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...