تزايد أطراف الاقتتال في الغوطة الشرقية
يبدو أن الاقتتال في غوطة دمشق الشرقية بين ميليشيا «جيش الإسلام» من جهة وميليشيا «فيلق الرحمن» وجبهة النصرة الإرهابية من جهة ثانية ستزداد أطرافه ليشمل ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة والأخيرتين من جهة ثانية، بعد مهاجمة «الفيلق» لمقرات «الأحرار» والقضاء على قائدها في الغوطة الشرقية.
في الأثناء قامت «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «النصرة» أبرز مكوناتها بالتحشيد على المعابر الحدودية مع تركيا بعد عمل أنقرة على تجميع الميليشيات المسلحة تحت ما يسمى «الفيلق الأول» لغزو إدلب.
ونشرت «الأحرار» بياناً، أقرت فيه بأن «صناعة البغي اختصاص بعض الفصائل الإسلامية»، وذلك في معرض تعليقها على ما جرى بين الحركة وميليشيا «فيلق الرحمن» في غوطة دمشق الشرقية مؤخراً.
البيان الذي وضع في أعلاه صورة «علم الثورة» إلى جانب شعار «الأحرار» في إطار أصغر، جاء على لسان مسؤول العلاقات الإعلامية بالجناح السياسي للميليشيا عمران محمد، نوه في بدايته، وفق ما نقلت جريدة «زمان الوصل» الإلكترونية المعارضة إلى أنه «لم يكن يريد التكلم في مشاكل الغوطة»، مؤكداً أن «موقف أحرار الشام واضح جلي ومنذ البداية وهو استنكارها للبغي أياً كان لونه وأياً كانت رايته».
ونسب محمد إلى قائد «فيلق الرحمن»، المدعو أبو النصر شمير عبارة قال فيها: إن «الغوطة لا مكان فيها للأسماك وإنما فقط للحيتان»، وهذه العبارة هي التي دفعت محمد للتكلم وإصدار بيان، بحسب «زمان الوصل».
وتابع محمد: «صناعة البغي اختصاص بعض الفصائل الإسلامية للأسف، ولكن أبى الفيلق إلا أن يكون أول الفاعلين لها من الجيش الحر، والضحية إسلامي.. أحرار الشام».
وختم محمد بيانه بالتنويه إلى «الود» الذي تكنه الحركة تجاه «كل ثائر حر في أرض الشام»، معقبا: «لا مكان في غوطتنا للأسماك، ولكن كل ثائر حر في غوطتنا هو حوت سيبلع عرش الطاغية عما قريب بإذن اللـه.. نسأل اللـه أن يؤلف قلوبنا ويهدينا لما يرضيه».
وجاء بيان محمد بعيد بيان للقيادة العامة لـ«الأحرار»، تحدث عن «بغي فيلق الرحمن ومهاجمته بعض مقرات الحركة في الغوطة»، معتبراً أن «مؤازرات الفيلق ضلت طريقها وبدل أن تتجه نحو جبهات النظام في حي القابون، اتجهت نحو مقرات الحركة».
وطالب البيان «الفيلق» بـ«التوقف عن البغي»، محذراً من «غضبة الحليم»، ومذكرا بأن «الحلم على الإخوان لم يكن ضعفاً لا في الأعراف ولا الأديان».
جاءت تلك التطورات بعد مهاجمة «فيلق الرحمن» الحليف لـ«النصرة» مقرات «الأحرار» في الغوطة الشرقية والقضاء على قائد الميليشيا.
من جهة ثانية، نفت ميليشيا «جيش الإسلام» في بيان، تواصلها مع السلطات السورية لتأمين انسحاب مقاتليها من الأحياء الشرقية لدمشق، بعد إعلان أحد قياداته نيته الانسحاب من الحي عبر تسجيل صوتي مسرب.
وذكرت الميليشيا، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء، في البيان الذي نشر على قناته في تطبيق «تلغرام»، أنها «أحالت التسجيل إلى الجهات المختصة للتحقيق بصحته، وتحويل صاحبه للقضاء في حال التأكد أن التسجيل يعود لأحد قياداتها».
وكان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، تسجيل صوتي منسوب لشخص يدعى أبو رضا المدني قائد اللواء الثامن في «جيش الإسلام»، يعبر فيه عن نيته الانسحاب من حي القابون باتجاه الغوطة الشرقية لدمشق.
وفي الشمال السوري، نقلت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية عن مصادر إعلامية، أن «هيئة تحرير الشام»، أرسلت الجمعة حشوداً عسكرية مع أسلحة ثقيلة تحسباً لاقتحام مقاتلي «درع الفرات» التي تشنها تركيا مدينة إدلب من جهة المعابر الحدودية مع تركيا. وأكدت المصادر سعي تركيا في الأيام الأخيرة لتأسيس ما يسمى «الفيلق الأول» التابع للميليشيات المسلحة، ويضم «سبعة عشر فصيلاً من الفصائل المتواجدة في شمالي سورية»، بما فيهم المجموعات المنضوية في عملية «درع الفرات» اللاشرعية والمدعومة من تركيا.
وكشف المصدر، أن هذا «الفيلق» يضم «تجمع فاستقم كما أمرت» و«جيش إدلب الحر» و«جيش الإسلام» وغيرها من الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا.
ويعزو المصدر هجوم «حركة أحرار الشام الإسلامية» الأخير على مقرات ومواقع «تجمع فاستقم كما أمرت» و«جيش الإسلام» والذي أسفر عن «مقتل وجرح العشرات من عناصر الأخيرين واعتقال عدة قياديين منهم»، ومازالت الحملة مستمرة في محيط معبر أطمة وبلدة بابسقا قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بسبب تحرك تركيا الجاد لتشكيل «الفيلق».
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد