تركيا: ضبط أسلحة في مخبأ للشبكة الإنقلابية

10-01-2009

تركيا: ضبط أسلحة في مخبأ للشبكة الإنقلابية

عثرت قوات الأمن التركية في انقرة على مخزن أسلحة كانت مخبأة تحت الأرض في غابة صنوبر قرب منزل ابراهيم شاهين نائب رئيس العمليات الخاصة سابقاً في الجيش التركي.
وكانت الشرطة التركية اعتقلت شاهين الأربعاء الماضي، مع 40 شخصاً بينهم جنرالات متقاعدون ورجال قضاء وأكاديميون، في إطار التحقيقات التي لا تزال مستمرة في قضية تنظيم «ارغينيكون» المُتهم بتنفيذ اغتيالات وتفجيرات بهدف التمهيد لانقلاب عسكري على حكومة رجب طيب اردوغان. ويُحاكم 86 شخصاً بتهمة الانتماء الى «أرغينيكون». لكن هؤلاء، وبينهم 16 ضابطاً متقاعداً وصحافيون وعميد جامعة ومحامٍ، ينفون التهم، معتبرين ان حكومة اردوغان تسعى الى إسكات منتقديها العلمانيين.    
واستدلت الشرطة التركية على مخبأ الأسلحة في منطقة غول باشي في أنقرة، من خلال خريطة وجدها في منزل شاهين، وذكرت أن البحث يجري الآن عن مخابئ أخرى تشير اليها تلك الخريطة. وعُثر في هذه العملية على ثلاثة أسلحة هاون وصواريخ تُطلق من الكتف وكمية كبيرة من المتفجرات البلاستيكية وأخرى من نوع «تي ان تي» وقنابل يدوية والغام وبنادق من طراز «عوزي» إسرائيلية الصنع ورصاص وكواتم صوت. وعثرت الشرطة أيضاً على تسع مسدسات نصف أوتوماتيكية في منزل شاهين.
وكشفت التحقيقات الأولية ان هذه الأسلحة هي ما تبقى من شحنة أسلحة إسرائيلية استوردتها في شكل خاص رئيسة الوزراء التركية السابقة تانسو تشيلر العام 1994، وسُلمت الى وزارة الداخلية والأمن، وأستخدم بعضها في عمليات اغتيال داخل تركيا وخارجها، استهدفت قيادات كردية وأرمنية بشكل سري وغير رسمي. وكان المدعو عبد الله الشطلي، زعيم احدى العصابات القومية، هو المسؤول عن تلك الاغتيالات.
وأكد عدد كبير من المسؤولين الأتراك أن العثور على تلك الأسلحة والتحقيق مع ابراهيم شاهين، سيكشف الكثير عن حقبة غامضة وخفية من تاريخ تركيا، شهدت العديد من الاغتيالات التي اتهم فيها مجهولون واستهدفت قيادات وسياسيين أكراداً ومثقفين علمانيين.
وتولى المحقق فكري صاغلار الكشف عن مصير تلك الأسلحة سابقاً، بعد حادث مروري وقع العام 1997 وقتل فيه عبد الله الشطلي الذي كان في السيارة الى جانب مدير الأمن العام آنذاك محمد أغار، وهو الحادث الذي هزّ تركيا بعد كشف هذه العلاقة المشبوهة بين الأمن التركي وزعيم عصابة مطلوب في جرائم داخل البلاد وخارجها.
وفي هذا الإطار، قال صاغلار ان اكتشاف هذه الأسلحة سيحل الكثير من القضايا العالقة ويمنع حدوث المزيد من الاغتيالات، موضحاً أن شاهين كان اتهم بتبديد تلك الأسلحة وإخفائها، وحكم عليه بالسجن ست سنوات، لكنه خرج بعد ستة شهور في شكل مريب من خلال عفو رئاسي منحه إياه الرئيس السابق أحمد نجدت سيزر.
وأشار صاغلار الى احتمال وجود صلة بين هذه العصابة التي نفذت العديد من الاغتيالات في التسعينات، والمخطط الذي كُشف العام الماضي لإطاحة حكومة أردوغان، وكذلك بالمخطط الذي أطاح حكومة نجم الدين اربكان العام 1997. وأضاف أن الأمن التركي تعاون مع بعض المسؤولين في الجيش، من أجل تنفيذ تلك المخططات.
وكان رئيس الأركان التركي الجنرال ايلكر باشبوغ بحث في قضية الاعتقالات خلال اجتماعين طارئين مع كل من اردوغان والرئيس عبد الله غل أول من أمس. واتهمت المعارضة العلمانية الحكومة بالسعي الى الانتقام من منتقديها. لكن نائب رئيس الحكومة جميل تشيتشيك دعا الى «عدم استغلال التحقيق في مكاسب سياسية محلية». وقال: «فلتقمْ السلطات بواجبها».

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...