بداية العد التنازلي للحرب العالمية الثالثة
الجمل: الخبراء العسكريون والاستراتيجيون الروس، يقولون بأن العالم أصبح على وشك أن يشهد حرباً عالمية جديدة، يمكن أن يكون يوم 22 آب الجاري قد شهد بداية العد التنازلي لها.
تاريخ 22 آب يمثل الحد الزمني الفاصل الذي وضعته الإدارة الأمريكية للحكومة الإيرانية لكي تقوم بالإيقاف التام والكامل لبرنامجها النووي، إضافة إلى أنه يمثل في الوقت نفسه اليوم الذي بدأ فيه بشكل واضح إصرار إيران التام على عدم التراجع، والمضي قدماً في برنامجها النووي.
يقول الروسي سيرغي ماركوف، الخبير والمحلل السياسي: إن كل شيء في هذه الأيام ممكن الحدوث في العالم، وبالذات في الشرق الأوسط، حيث اللعب بالنار أصبح أمراً عادياً.
• الفعل الأول: حدوث اعتداء إسرائيلي واسع النطاق ضد لبنان كما حدث في العدوان الأخير، وكما هو متوقع له أن يحدث مرة أخرى في الفترة القادمة، يؤكد ذلك أن هدف إسرائيل ليس هو حزب الله، وقد تراجعت إسرائيل من المسرح اللبناني، قبل إكمال مهمتها، على النحو الذي أثار عديداً من الأسئلة، والتي من أبرزها: إذا كانت إسرائيل سوف تنسحب بهذه الطريقة، فلماذا قامت بتدمير البنى التحتية والمرافق العامة، وقتل المدنيين اللبنانيين بهذه الوحشية والهمجية؟ ولماذا أيدتها الإدارة الأمريكية بهذا الشكل المفضوح، والذي لم يحدث في كل حروب إسرائيل السابقة مع العرب؟ وما علاقة كل ذلك بالتوقيت الذي برزت فيه أمريكا غير قادرة على إرغام إيران بتلبية شروطها ومطالبها؟ وباختصار، يمكن القول: إن الاعتداء الإسرائيلي- الأمريكي ضد لبنان وفقاً لتبرير الدفاع عن النفس ضد حزب الله، هو تبرير لإسرائيل وأمريكا، من أجل تبرير الدفاع عن النفس ضد إيران في مرحلة لاحقة.
• الفعل الثاني: أنجزت إسرائيل عملية القيام بالحد الأدنى ضمن مخطط العدوان ضد إيران، وذلك عندما زعم القادة الإسرائيليون بأنهم قد (ضاقوا ذرعاً) ولم يعودوا قادرين على تحمل غارات حزب الله ضد إسرائيل، برغم وجود القوات الدولية (اليونيفيل)، والتي كان يمكن لإسرائيل أن تطالب بزيادتها ورفع عددها، ولكنها لم تفعل ذلك، بل نفذت عدوانها الجامح، وبكل تأكيد يعرف القادة الإسرائيليون تماماً أن المطالبة بزيادة ورفع مستوى القوات الدولية، كانت ستوفر لإسرائيل الكثير من المال، والأرواح، والعتاد، ولكنهم في إسرائيل ولـ(سبب ما)، قرروا الدخول في الحرب العدوانية، ضد لبنان، وهي حرب تبين أن الإدارة الأمريكية قد أعطت منذ عدة أشهر الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر للقيام بتنفيذها.
• الفعل الثالث: أن تلجأ إسرائيل وأمريكا للخداع، وذلك بأن تقوم إسرائيل بشن هجوم أكثر عنفاً ضد لبنان هذه المرة، ثم تقوم أمريكا وإسرائيل بإرسال مجموعة صغيرة من عناصر المعارضة الإيرانية، أو من زبائن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية الموجودتين في (شمال العراق)، بحيث يقومون بإطلاق صاروخ سراً من داخل الأراضي الإيرانية، باتجاه إسرائيل، وذلك بشكل يتزامن مع تصعيد الهجوم الإسرائيلي المحتمل ضد لبنان، الأمر الذي يشكل ذريعة لإسرائيل باستخدام حق الدفاع عن النفس، بحيث تقوم مباشرة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، ثم يقدم الأسطول الأمريكي الموجود في منطقة الخليج عملية الدعم والمساندة لإسرائيل، وذلك على النحو الذي يدفع إيران إلى عدم تأخير عملية القيام بهجوم انتقامي واسع النطاق ضد المواقع الإسرائيلية والأمريكية، وبالذات السفن الأمريكية في الخليج العربي، (الخبراء العسكريون يقولون: إن الرد الإيراني سوف يكون بعد عشرة دقائق فقط من وقوع الضربة الأولى). وبعد ذلك لن يستطيع أحد القول: إن العالم العربي سوف يكتفي فقط بموقف المتفرج إزاء هذا المشهد.
• الفعل الرابع: تركيا سوف تدخل رغماً عن أنفها في مسرح الصراع، وفي العراق وأفغانستان، سوف تنشط المعارضة المسلحة ضد قوات الاحتلال الأمريكية وحلفاءها من جيوش وحكومات تم تنصيبها بشكل مذهل، وسوف يتركز الصراع على المناطق ذات العلاقة بالمخزونات والمنشآت النفطية، باعتبارها الهدف والغاية التي تسعى إليها الولايات المتحدة وإسرائيل.. كذلك فإن سيطرة هذين الطرفين بالكامل على موارد الثروة النفطية سوف تؤدي إلى تصاعد الرفض بهذا النوع من الهيمنة في قارتي أوروبا وآسيا،.
• الفعل الخامس: ويتمثل في غرق أمريكا وإسرائيل في مستنقع النزاع، وقد يكون الانسحاب هو المخرج بالنسبة لأمريكا.. أما إسرائيل، فمن الصعب أن تجد مكاناً تنسحب إليه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد