انقسام مجلس الامن حول مطالبة لبنان بانسحاب الجيش الاسرائيلي
انقسم مجلس الأمن الدولي إزاء طلب بيروت انسحابا سريعا للقوات الإسرائيلية من لبنان, مما يبدد الآمال بإجراء تصويت في وقت لاحق اليوم على مشروع قرار يسعى لوقف القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين- لم تتفق خلال اجتماع استمر لتسعين دقيقة, على إضافة الطلب اللبناني كتعديل لمشروع قرار أميركي فرنسي يهدف إلى وقف الحرب. ومنع هذا التأخر باريس وواشنطن من طرح المسودة في شكلها النهائي.
وأوضح تشوركين أن مجلس الأمن سيبحث الموضوع اللبناني مجددا اليوم, دون أن يحدد موعدا للتصويت على مشروع القرار. وأعرب السفير الروسي عن قلق أعضاء مجلس الأمن من استياء الحكومة اللبنانية من مشروع القرار, داعيا اللبنانيين وممثلي الدول العربية إلى قراءة هذا المشروع بتأن, لأنه "يتضمن أمورا كثيرة تصب في مصلحة لبنان ولاسيما الدعوة الواضحة لوقف القتال".
وطلبت الحكومة اللبنانية تعديل مشروع القرار الفرنسي الأميركي بإضافة فقرة تدعو لانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية بعد وضع حد للأعمال الحربية. ودعت بيروت أيضا مجلس الأمن إلى وضع منطقة مزارع شبعا المحتلة تحت رعاية الأمم المتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي منها، وذلك في انتظار ترسيم نهائي للحدود بين لبنان وسوريا.
وقبل الاجتماع شدد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة, على ضرورة أن يتضمن أي قرار دولي بشأن لبنان انسحابا للقوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق وحلا لقضية مزارع شبعا. وقال السنيورة في حديث للجزيرة إن عدم معالجة هاتين المسألتين لن يحل الأزمة بشكل جوهري. من ناحيته قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن بلاده ترفض المشروع.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فقال إن موقف الجامعة لا يمكن أن يكون مستقلا عن التوافق اللبناني، مشيرا إلى أن الدول العربية تؤيد الموقف اللبناني من مشروع القرار. وقال موسى بعد اجتماعه مع وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ إنه اتصل بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وأبلغه بالتعديلات التي طالب بها فؤاد السنيورة.
وقال موسى بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن مشروع القرار كما هو متاح حاليا علاقته ليست إيجابية مع النقاط السبع التي توافق عليها اللبنانيون. ومن المقرر أن يجتمع موسى الذي وصل بيروت يوم أمس, مع رئيس الجمهورية إميل لحود في وقت لاحق اليوم.
ومن المنتظر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا اليوم في بيروت لمناقشة ما يتعرض له لبنان من عدوان إسرائيلي وقد كان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يسعى لعقد قمة عربية طارئة بعد محاولات فاشلة قام بها اليمن في الأيام الأولى للعدوان الذي دخل أسبوعه الرابع.
وتنص خطة الحكومة اللبنانية على وقف فوري لإطلاق النار وتبادل الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق وعودة النازحين إلى قراهم والتزام مجلس الأمن بوضع منطقة مزارع شبعا تحت ولاية الأمم المتحدة.
من جهته حذر الرئيس بشار الأسد من تفاقم عدم الاستقرار إذا أجيز المشروع الفرنسي الأميركي. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن الأسد أبلغ كوفي أنان الذي اتصل به, أن أي قرار سيتخذ بمعزل عن الإجماع اللبناني سيؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة الاضطراب.
وقال المعلم الذي بدأ أمس أول زيارة لمسؤول سوري منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان, إن مشروع القرار يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية أخرى في لبنان الذي شهد حربا أهلية من عام 1975 وحتى عام 1990. كما أكد المعلم استعداد بلاده لحرب إقليمية.
المصدر: الجزيرة + وكالات
إضافة تعليق جديد