الغارة الإسرائيلية تتسبب باستنفار جيوش المنطقة والجامعة العربية تتحدث عن حق سورية بالرد؟!
استدعت سوريا اليوم الخميس قائد قوات الأمم المتحدة في الجولان المحتل للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية.وقالت وسائل إعلام إنه تم استدعاء الميجر جنرال إقبال سنغا قائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى وزارة الخارجية حيث تم تقديم الاحتجاج.ويعتبر العدوان الاخير فصلا جديدا من فصول انتهاك "اسرائيل" لاتفاق فصل القوات الموقع عام 1974.
وفي سياق متصل قال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي اليوم الخميس إن دمشق تملك قرار "المفاجأة" للرد على العدوان "الاسرائيلي" على مركز البحوث العلمية فجر يوم الأربعاء.
ونقل موقع "العهد الإخباري" التابع لحزب الله اللبناني عن السفير السوري قوله "يدرك الاسرائيلي وخلفه الأمريكي والمتواطئون معه من الأنظمة العربية والإقليمية أن سوريا التي تخوض دفاعا عن سيادتها وأرضها تملك قرارها وتملك المفاجأة في الرد على العدوان".
وأضاف علي "الآتي لا أستطيع التنبؤ به وهذا رهن بالجهات المعنية بصياغة الرد المناسب واختيار الأسلوب والمكان".
وكان العدوان الاسرائيلي، الذي اوقع شهيدا واكثر من 5 جرحى، قد لقي ردود افعال حادة من قبل كل من روسيا وايران وحزب الله وجامعة الدول العربية، في حين لم يصدر أي بيان عن المعارضة السورية حتى ساعة اعداد التقرير.
وأفادت صحيفة "الديار" اللبنانية بأن "اسرائيل" استنفرت قواتها العسكرية حيث قام قائد لواء بولاني بزيارة الجولان وحلّق بمروحية فوق المنطقة، فيما تقدمت وحدات من اللواء المذكور الى طرف الحدود المسموح بها بينها وبين سوريا.
واضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس أن "سوريا أيضا قد استنفرت جيشها في منطقة الجولان، وقامت بتوزيع وحداته الى فرق صغيرة تقاتل مثل حرب العصابات كما فعل حزب الله في الجنوب اللبناني".
كما وصلت وحدات عسكرية سوريا ووحدات من المقاومة اللبنانية الى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا دون الظهور الى المنطقة خارج اطار السيطرة الاسرائيلية، وهي في حالة تأهب في حال اندلاع اي معركة. كما اعلنت قيادة الجيش اللبناني حالة التأهب ووضعت القوات في درجة 3 من الاستنفار العسكري.
اما الجيش الاردني، فقد اعلن نصف استنفار، وجهز وحدات مدرّعة كي تكون على الحدود بينه وبين "اسرائيل" على نهر الاردن. كذلك على المنطقة التي تتجه نحو نهر الوزاني باتجاه بحيرة طبريا.
وافادت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الخميس استنادا الى موظفين امريكيين قولهم ان اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة بأنها تحضر لشن غارة على اهداف في سوريا.
وكانت السلطات السورية اكدت ان "اسرائيل" شنت غارة يوم الاربعاء على موقع للبحوث العملية بريف دمشق، ما ادى الى مقتل شخصين واصابة عدد اخر اضافة الى تدمير المنشأة بشكل كامل.
من جانبها قالت وسائل اعلام غربية استنادا الى مصادر متعددة ان هدف الطائرات الاسرائيلية ليس مركزا للابحاث بل قافلة بالقرب من الحدود السورية ـ اللبنانية، التي كما يقولون كانت تنقل اسلحة الى حزب الله. حيث اشارت بعض وسائل الاعلام الى ان القافلة كانت محملة بصواريخ مضادة للطائرات، في حين اشارت اخرى الى ان القافلة كانت تحمل صواريخ مضادة للسفن، أما غيرها فقد اكدت انها صواريخ بالستية من طراز "سكود".
اما المعارضة فقد قالت بدورها ان المركز تم استهدافه من قبل قواتها.
وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الغارة" الاسرائيلية" على موقع في ريف دمشق، والذي أدى إلى مقتل شخصين واصابة عدد اخر، معتبرة أن هذا التصرف يعد "انتهاكا يخالف ميثاق الأمم المتحدة وخرقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية".ونددت الجامعة في بيان صحفي نشرته وسائل إعلامية يوم الخميس"بالعدوان" الإسرائيلي" السافر واعتبرته انتهاكاً فاضحاً لأراضي دولة عربية ولسيادتها ومخالفا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي وخرقاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
ودعت الأمانة العامة "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووضع حد لتمادي "إسرائيل"في اعتداءاتها على الدول العربية"، مبينة أن "صمت المجتمع الدولي عن قصف "اسرائيل" لمواقع سورية في الماضي شجعها على المضي في العدوان الجديد مستغلةً الأوضاع فيها للإقدام على هذا العمل الإجرامي".
وشددت الأمانة العامة على "ضرورة تحميل" إسرائيل "المسؤولية الكاملة لنتائج عدوانها وحق سورية في الدفاع عن أرضها وسيادتها والمطالبة بالتعويضات الكاملة الناجمة عن الخسائر المادية والبشرية التي تسبب فيها هذا العدوان".
كما هددت ايران يالوم الخميس "بعواقب جدية " للعدوان الاسرائيلي على مركز البحوث العلمية بريف دمشق. وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان يوم الخميس ان الهجوم الاسرائيلي على مركز عسكري للبحوث بريف دمشق اثبت ان اسرائيل والمسلحين المدعومين من الخارج (الذين يقاتلون النظام في سوريا) لهم نفس الاغراض في سوريا.
وقال عبداللهيان، حسب ما نقلته "روسيا اليوم" انه "ينبغي على الاطراف التي كانت تتخذ دائما مواقف متشددة تجاه سوريا ان تتخذ الآن اجراءات جدية ومواقف حاسمة من هذا الهجوم الذي قامت به تل ابيب، وان تضع الامن الاقليمي على رأس قائمة اولوياتها". ودعا نائب الوزير الايراني الامين العام للامم المتحدة لاتخاذ اجراءات فعالة ضد "اسرائيل" ارتباطا بهذا الهجوم.
والمح الدبلوماسي الى ان "الاسرائيليين لا يجب ان يعلقوا آمالا كبيرة على منظومات "باتريوت" الصاروخية المنتشرة في المنطقة، قائلا ان فاعليتها المنخفضة قد اثبتت خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الثاني الماضي.
من جانبه دان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية، معتبرا اياها خرقا سافرا لسيادة سورية وحرمة اراضيها. وقال الوزير ان "هذا الخرق السافر يأتي في سياق سياسة الغرب والصهاينة... الرامية الى صرف انتباه العالم عن منجزات الامة السورية وحكومتها في الحفاظ على السيادة واستعادة الاستقرار والامن في البلاد".
إضافة تعليق جديد