الصراع على السلطة في الكويت
الجمل: ظل الكويتيون يفتخرون دائماً بثقافتهم السياسية، مقارنة بجيرانهم الخليجيين والسعوديين. وقد ظل الكويتيون يحاولون بقدر الاستطاعة العمل من أجل الإصلاحات، بما يعطيهم قدرة على وصف أنفسهم بأنهم يمثلون (سلطة دستورية) وقد ركزت عائلة الصباح الحاكمة، على التحالف مع بعض العائلات الكبيرة الأخرى، وذات الوزن المالي والاجتماعي في الكويت، وذلك بإدماجها ضمن المستويات والحدود الدنيا لدوائر الحكم الملكي السلطاني، وقد استطاعت أسرة الصباح الحاكمة، أن تحصل على الدعم المادي والرمزي من هذه الأطراف، خاصة في مجال الأمن، والعلاقات الاجتماعية البينية داخل المجتمع الكويتي.
الأزمة السياسية الحالية، التي بدأت تتصاعد في الكويت كانت بسبب تطبيق نظام أكثر تعقيداً أضر بالتقاليد الكويتية المتعلقة بالخلافة السياسية، بحيث يكون دور الـ(أمير) حصراً ضمن أسرة الصباح، بالتناوب لأحفاد اثنين من أبناء الشيخ مبارك الكبير، والذي حكم من 1896 إلى 1915م. ويعتبره الجميع بمثابة مؤسس الكويت الحديث.
الشيخ سعد ولي العهد السابق كان أكبر عمراً من أمير الكويت الراحل السابق الشيخ جابر الذي توفي في 15 كانون الثاني الماضي.. والشيخ الصباح، الأمير الجديد، أصبح يقوم بدور رئيس الوزراء، والذي تم أخذه من الشيخ سعد في عام 2003م، وحالياً يطالب البعض الشيخ الصباح باختيار رئيس جديد لمجلس الوزراء لا يكون من بين أفراد أسرة الصباح، ويتوقع الكثيرون بأن الصراع سوف يدور حول منصبي رئيس الوزراء، ورئيس البرلمان (مجلس الأمة الكويتي).. وذلك على أساس أن كثيراً من الفئات الاجتماعية الكويتية أصبحت تطالب بالمزيد من المشاركة في ترتيبات ومناصب السلطة.
وأيضاً على الجانب الآخر، بدأ التنافس بين أفراد ووجهاء آل الصباح الذين تزايد عددهم، وأصبحوا يطالبون بتولي المزيد من المناصب.
الثقافة السياسية الكويتية قد لا توفر المخرج المناسب لأزمة الحكم والسلطة، وذلك لأن من الصعب تخيل وجود (سلطنة دستورية) في ظل وجود النخب العشائرية المكثف على قمة الهرم الاقتصادي، الاجتماعي، والسياسي، لدولة غارقة حتى أذنيها في (الوصاية) الأمريكية- البريطانية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد