الإرهابي هو كل من يقاوم توجهات الامبراطورية
الجمل : تقدم الإدارة الأمريكية للرأي العام الأمريكي مفاهيماً غير صحيحة حول " الإرهاب" العالمي ، وذلك على النحو الذي يدعم وجهات النظر المطالبة بأن تقوم الدولة الأمريكية بدور الشرطي العالمي. هذا، وبالقواعد العسكرية الأمريكية التي بلغ عددها سبعمائة قاعدة والميزانية العسكرية التي تفوق إجمالي ميزانيات سائر بقية بلدان العالم مجتمعة ، تحاول الإدارة الأمريكية إقناع الرأي العام الأمريكي، بأن الجيش الأمريكي قد أصبح القوى العليا الوحيدة القادرة على ردع وضرب الإرهاب في كل مكان في هذا العالم .
لقد كان خطاب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ، أمام لجنة الشؤون العامة المشتركة الأمريكية الإسرائيلية(الايباك: AIPAC) بتاريخ 7 مارس 2006م، بمثابة مثالٍ لفكر مجموعة المحافظين الجدد في الهيمنة على العالم بواسطة الإدارة الأمريكية الحالية. ومن بين ما قاله ديك تشيني آنذاك: " اسرائيل والولايات المتحدة والشعوب والأمم المتحضرة سوف تنتصر وتكسب الحرب ضد الإرهاب. ولكن لنفوز في القتال ، يتوجب علينا أن نفهم طبيعة العدو. وقد عانت أمريكا في الحادي عشر من أيلول 2001م ، بسبب أن العدو الإرهابي كان قاسياً وبلا قلب. وهو عدو لم يكن يرتدي أي زي عسكري، وليست له أي أخلاقيات، وهدف الإرهابيون هو القضاء على أمريكا والنفوذ الغربي في الشرق الأوسط ، وهدفهم في تلك المنطقة هو السيطرة على البلد، ومن ثم استخدامه كقاعدة لشن هجماتهم وحروبهم ضد الحكومات التي لا تستجيب لمطالبهم وذلك بهدف نهائي يتمثل في إنشاء وبناء إمبراطورية شمولية تضم المنطقة من إسبانيا مروراً بشمال أفريقيا، وعبر الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وانتهاء بكل المنطقة الواقعة حول أندونيسيا"
و زعم ديك تشيني بأن الإرهابيين الأشرار في مكان ما يخططون من أجل تدمير الأمم المتحضرة، لكي يتم إيقافهم لابد من السيطرة عسكرياً على كل المنطقة التي يهددونها، وذلك بواسطة شن حرب عالمية دائمة. وأضاف قائلاً: بأن الانتصار على الإرهابيين الشموليين، يستلزم بالضرورة اتساع المناهضة والمعارضة لهيمنة الولايات المتحدة، وذلك لأن ثمة تحالفاً كبير يضم المطالبين بالحرية، والأصوليين، والمحاربين، والوطنيين ، ورجال الدين والقوميين ،
سوف يبرز بقوة في كل المناطق والأقاليم التي تقع تحت سيطرة الولايات المتحدة !! وهذه المقاومة ما يحدث الآن في العراق يشكل مثالاً بارزاً لها .
وقد وصفت صحيفة اللوموند دبيلوماتيك الفرنسية بأن متمردي العراق هم " إرهابيون بالنسبة لـ : ديك تشيني " وذلك باعتبارهم معارضة مسلحة تنقسم إلى فئات وفصائل مستقلة بالكامل، وتضم حتى ضباط وجنود الجيش العراقي السابق، وبعض الأجانب ويصر المسلحون على معارضة أي حكم بواسطة الاحتلال الأجنبي ، كذلك يشترك في المعارضة المسلحة رجال القبائل والعشائر والبعثيون ، والعراقيون الكارهون للاحتلال الأجنبي..
يرى ديك تشيني وبقية مجموعة المحافظين الجدد ، بأن صفة إرهابي يمكن وصم كل شخص أو جماعة أو شعب يقوم بمقاومة التوجهات الأمريكية، أو يقاوم مصالح الشركات الأمريكية في أي مكان بالعالم، الأمر الذي جعل المحافظين الجدد يضعون على عاتق الجيش الأمريكي مهاماً تؤهله لأن يكون الجيش الشمولي الوحيد في العالم.
كان النازيون يصفون من يقاومونهم بأنهم إرهابيون. وحالياً تقوم الولايات المتحدة بغزو واحتلال البلدان الأخرى، ووصف من يقاومونها بأنهم إرهابيون ..
لقد أدى الإبقاء والاستمرار على قيام دور الجيش الأمريكي بوظيفة الشرطي العالمي إلى إثراء الأطراف التي لها تعاقدات في مجالات الدفاع .
يقول بعض المحللين الأمريكيين بأنه لا يوجد في هذا العالم إرهاباً بخلاف الذي تقوم به الإدارة الأمريكية في شنها للحرب ضد الشعوب الأخرى ، وأن السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب هو القضاء على سيطرة المحافظين الجدد على الدولة في أمريكا.
إعداد : قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد