الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود: 1 ـ (نشأة أوتبور ونشاطها في صربيا)
الجمل: في 5 تشرين الأول 2011 القى سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش محاضرة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد الأمريكية، وفيها أعلنا صراحة أن منظمة أوتبور تستهدف سوريا منذ عام 2003. لم تكن المعلومة جديدة على متابعي أوتبور، ولكن الجديد كان الإعلان الصريح لأول مرة عن خطة أوتبور طويلة الأمد لاستهداف سوريا من قبل قادة الحركة.
- سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش هما من مؤسسي حركة أوتبور الصربية، ويملكان حاليا معهد كانفاس لتدريس طرق النضال السلمي. ويزعم هذان الشخصان أنهما يدعمان حركات التحرر السلمي في العالم، وينقلان تجربتهما في إسقاط الأنظمة للشعوب الراغبة بالتحرر.
- تأسست أوتبور في صربيا في تشرين الأول عام 1998 وكانت القوة الدافعة خلف إسقاط نظام سلوبودان ميلوسوفيتش المعادي للهيمنة الأوروبية والأمريكية على أوروبا الشرقية، قامت هذه الحركة بالتعاون مع الإعلام الغربي بشن حملة إعلامية هائلة ومليئة بالأكاذيب عن ميلوسوفيتش، وأثارت ضده الرأي العام في صربيا، وفي حين كان الناتو يقصف صربيا محاولا إسقاط ميلوسوفيتش عسكريا كانت أوتبور تحشد الناس وتستعد لاجتياح الشارع. بعد أن فشلت حملة الناتو العسكرية، وفي 5 تشرين الأول 2000 نجحت أوتبور بتنظيم مظاهرة كبيرة أمام قصر ميلوسوفيتش، فأعلن تنحيه استجابة لطلبات شعبه.
- جاء تنحي ميلوسوفيتش مفاجأة لأوتبور، فقد كانت ماكينتهم الإعلامية تزوّر مختلف أنواع الأكاذيب عنه ، وقد لفقوا له تهمة تنظيم مذابح جماعية، وتهمة إطلاق النار على المواطنين، إضافة إلى تهم ارتكاب جرائم حرب مختلفة وتهم تدمير البنية التحتية لبلده، وتهم أخرى. لم يتوقع الأوتبوريون استسلام ميلوسوفيتش بسهولة رغم أنه يعرف أنه مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.
- بعد تنحيه ذهب ميلوسوفيتش إلى منزله، فطارده الأوتبوريون واعتقلوه ثم سلموه لمحكمة الجنايات الدولية، واستغرقت محاكمته عدة سنوات لم تتم إدانته خلالها بأية تهمة، وقد رفض تعيين محام للدفاع ودافع عن نفسه بنفسه، وانتهت المحاكمة بموته بنوبة قلبية في سجن المحكمة.
- بعد إسقاط ميلوسوفيتش أنشأ الأوتبوريون حزبا سياسيا، ودخلوا الانتخابات العامة بقائمة من 250 مرشحا، ولم يتمكن أي من مرشحيهم من النجاح وبقيت الحركة بدون تمثيل برلماني. وفي عام 2004 تعرضت قيادة حزبهم لفضيحة كبيرة بسبب اتهامات بالرشوة وتقاضي الأموال من جهات خارجية، وفي نهاية العام اندمجوا مع حزب آخر، وانتهى نشاطهم السياسي في صربيا.
- في تشرين الثاني 2000 وبعد نجاح تنحي ميلوسوفيتش، نشرت مجلة نيويورك تايمز تحقيقا للصحفي روجر كوهن حول أوتبور، وفي هذا التحقيق صرح بول مكارتي مدير منظمة المنح الديمقراطية الأمريكية أن منظمته قدمت لأوتبور 3 مليون دولار بين عامي 1998 و 2000. وأقر مكارتي أنه التقى قادة الحركة عدة مرات. الجدير بالذكر أن منظمة المنح الديمقراطية تأسست عام 1989 وتتخصص بتمويل مشاريع الفوضى الخلاقة حول العالم.
- في عام 2003 اسس قائدا أوتبور (سلوبودان جينوفيتش وسيرغي بوبوفيتش) معهد كانفاس للتدريب على تطبيقات النضال اللاعنفي. يزعم المعهد أنه لا يتلقى تمويلا أجنبيا، ولكنه يقر بتدريب آلاف الناشطين حول العالم، وقد صرح بوبوفيتش في فيلم وثائقي أنهم يتعاملون مع ناشطين في 30 دولة حول العالم. هذا المعهد هو حاليا واجهة التنظيم الأوتبوري العالمي.
- رغم أن قادة أوتبور يزعمون أنهم لا يقبلون أي دعم من أية حكومة في العالم، فقد حصلوا في عام 2006 على منحة من المعهد الأمريكي للحرية، وهو مؤسسة تابعة للكونغرس الأمريكي، لإعادة إنتاج المنهاج المعتمد في إسقاط الأنظمة مع التركيز على الشعوب والثقافة الإسلامية، ولديهم حاليا منهاج تدريبي لإسقاط الأنظمة باللغة العربية.
- يحصل قادة أوتبور على الدعم الأمريكي بشكل غير مباشر عبر تمويل دراسة الناشطين في معهدهم، وقد مولت مؤسسات أمريكية وأوروبية متعددة دراسة عدد كبيرمن الناشطين التونسيين والمصريين في المعهد، ولم يعرف بعد من هم الناشطون السوريون الذين درسوا فيه ومن الذي دفع كلفة سفرهم ودراستهم.
- وفي نفس المحاضرة التي ألقاها في هارفارد، أقسم بوبوفيتش أنهم ليسوا على أية علاقة مع منظمة "احتلوا وول ستريت" التي تقود النضال السلمي ضد الامبريالية داخل أمريكا، ورغم ذلك فقد ألقى أحد قادة أوتبور (إيفان ماروفيتش) كلمة في أحد نشاطات منظمة احتلوا وول ستريت، واتهم لاحقا أنه كان مندسا من قبل وكالة المخابرات الأمريكية للتشويش على الاحتجاجات الأمريكية.
الأيهم صالح
التعليقات
المقال الأصلي
إضافة تعليق جديد