الأسـد ينتقد تكتيكات إسرائيل المخادعة
أكد الرئيس بشار الأسد، أمس، عدم جهوزية إسرائيل للسلام، مشيرا إلى «تكتيكاتها» للإيحاء بغير ذلك، داعيا إلى إصلاح النظام العالمي الحالي، والذي يتسم «بالفوضى» ويقوم على القوة والهيمنة بدلا من الاستناد إلى قيم العدل والمبادئ.
وأكد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، خلال استقبال الأسد له في دمشق، ثقته بعلاقة بلاده بسوريا وكل البلدان التي لديها نزعة «استقلالية» في العالم. وأعرب، في مقدمة طويلة في بدء المؤتمر الصحافي المشترك، عن ثقته بإمكانية تغير العالم بحيث لن يستطيع تجاوز التحولات التي ألمت بأميركا اللاتينية في السنوات الأخيرة. واعرب عن امله بأن «يأتي اليوم الذي أزور فيه الجولان بعد تحريره»، مشيراً إلى أنه يريد أن تكون سوريا جسراً لوصول منتجات فنزويلا إلى دول المنطقة.
وباستخدامه لكلمات الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بأن «المارد قد خرج من القمقم»، ركز تشافيز على ضرورة أن تبنى العلاقات مع سوريا أيضا على ارض الواقع عبر توقيع اتفاقيات يتم تنفيذها، خصوصا وأن الجانبين وقعا على ست اتفاقيات، بينها واحدة لتزويد سوريا بمادة المازوت، وغيرها في مجالات النقل والتعليم والتجارة ومكافحة المخدرات.
وأيد الأسد تصور تشافيز لبناء شبكة علاقات اقتصادية مع دول متقاربة من نواح مختلفة تمثل «شبكة أمان اقتصادي وسياسي وفي غيرها من المجالات».
وكان الرئيسان عقدا جلسة محادثات تلاها مؤتمر صحافي أكد فيه الأسد على أهمية هذه اللقاءات في «بناء البنية التحتية للعلاقات الثنائية التي مازالت في طور التأسيس»، مشيرا إلى أنها بحاجة إلى «كثير من الجهد لبناء أرضية قوية تقلع بهذه العلاقة بشكل جدي».
وكرر الأسد تأكيده أن «إسرائيل غير جاهزة وغير راغبة بتقديم أي شيء من أجل عملية السلام، وتقوم بعمل تكتيكي لإقناع العالم بأن العملية غير مقنعة وفاشلة». وأضاف أن «إسرائيل تحاول إقناع العالم بأنها ترغب بالسلام، وأن الطرف العربي هو من يعارض عملية السلام».
ورأى الأسد أن «إسرائيل مازالت تقوم بعملية قتل مستمرة وممنهجة للفلسطينيين في غزة وكل الأراضي الفلسطينية، وهي تعتدي على الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948». وتابع إن «الحصار الإسرائيلي على غزة مستمر وعملية تهويد القدس هي عملية عنصرية لا تنفصل عن القوانين العنصرية الفاشية التي طرحت مؤخراً في إسرائيل، والتي تنص أولاً على دولة يهودية وثانياً على قسم الولاء للدولة اليهودية».
وانتقد الرئيس السوري «النظام العالمي الموجود. حالياً نسميه تجاوزاً نظاماً وإنما هو فوضى كما قيل سابقاً في أكثر من مناسبة». وأضاف «لكن هذا النظام العالمي بدلاً من أن يسوده العدل والمبادئ، تسوده القوة والهيمنة».
وأكد الأسد أن «سوريا تشترك مع فنزويلا في رفض التدخل في الشؤون الداخلية لأوطاننا ولمنطقتينا وللأوطان والدول المحيطة بنا». ورأى أنه «من الصعب أن نفصل بين العلاقة الثنائية والعلاقة بين المنطقتين، فهناك نوع من التبادل والتكامل بينهما»، معتبرا أن انضمام سوريا إلى منظمة «الالبا» (البديل البوليفاري) كعضو غير دائم، سيسهم في تعزيز العلاقة إقليمياً.
وردا على سؤال قال الأسد أن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على بعض الدول ارتبط بمدى ارتباطها اقتصاديا بالدول المتضررة، معتبرا «أن معظم المشكلة بالنسبة للدول النامية هو أن اقتصادها لم يبن على علاقات مع دول ظروفها وسياساتها متشابهة ومصالحها وطموحاتها متشابهة، وإنما كانت تبنى دائماً على علاقة غير متوازنة. فهي بين دول مصدرة ومستوردة أو دول قوية إلى دول ضعيفة أو دول غنية لدول أفقر أو ربما دول مستعمرة باتجاه دول مستعمرة، فعندما نعزز علاقتنا من خلال شبكة علاقات اقتصادية قوية تشكل بالنسبة لنا كدول شبكة أمان». وتابع أن جولة تشافيز تأتي في إطار بناء أو صياغة هذه الشبكة الضرورية.
وأشار الأسد إلى أن مصفاة النفط التي ينوي الجانبان بناءها «هي واحدة من المشاريع الصغيرة جدا بالنظر إلى هذه الصورة، وهذه الشبكة تؤدي إلى تمكين اقتصادياتنا من مواجهة الأزمة العالمية، ولكن بالمحصلة هي عبارة عن حجر في بناء كبير نحن نقوم ببنائه كل يوم».
من جهته، دعا تشافيز إلى الدفع باتجاه ولادة «العالم الجديد» وصولا إلى «عالم متعدد الأقطاب، متوازن في القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية». وأشار إلى انه والأسد يبنيان علاقات «للتسريع بعملية انهيار الامبريالية وولادة عالم جديد قائم على المساواة والسلام». وأضاف «نحن في وضع هجومي. نحن نبني البديل». وأكد دعم فنزويلا لحق سوريا باستعادة الجولان المحتل، مضيفا «أتمنى أن يأتي اليوم الذي أزور فيه الجولان بعد تحريره».
واعتبر تشافيز أن إطلاق المجلس التجاري السوري الفنزويلي سيسهم ويسرع في عملية التبادل التجاري وزيادتها بين البلدين وبين سوريا ومختلف دول «ألبا» والكاريبي، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون سوريا جسراً لوصول منتجات فنزويلا إلى دول المنطقة.
وانتقد تشافيز تصريحات نظيره الاميركي باراك اوباما حول «واجبات» فنزويلا بعد ابرامه مع موسكو الاسبوع الماضي سلسلة من الاتفاقيات في قطاع الطاقة، اهمها بناء اول محطة للطاقة النووية في فنزويلا. وقال «بدأ الرئيس اوباما الحرب عبر زرع الشك بأقواله. طلب ألا نستخدم المحطة لصنع أسلحة نووية». وأضاف «بالطبع لن نفعل، لكن اوباما زرع الشك».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد