الأزمة السورية: روسيا تعمل على أفكار جديدة للحل
أعلنت موسكو، أمس، أن ديبلوماسيين روس وأتراك سيعملون قريباً على أفكار جديدة لحل الأزمة السورية، مؤكدة أن تمسك دول غربية وعربية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد مسبقاً سيزيد من العنف، وذلك بعد ساعات من إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنه «ينبغي بدء الانتقال السياسي في سوريا بأسرع ما يمكن...لكن ذلك سيستلزم أن يتخذ نظام الأسد قراراً بالمشاركة في انتقال سياسي وإنهاء العنف ضد شعبه»، بالرغم من تكرارها أن سقوط النظام «حتمي».
وأعلن مصدر في الحكومة السورية أن الجيش تمكن من إجبار المسلحين على التقهقر تسعة كيلومترات من العاصمة، التي تتواصل في ريفها الاشتباكات الضارية بين القوات النظامية والمسلحين.
ونقل مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط عن معارض سوري بارز قوله إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مقتنع أنه سيمضي شهران قبل أن تتقدم أي محاولة للحل السياسي في سوريا.
وأبلغ الروس المعارضة السورية أن امتحان المعارضة العسكرية في ريف دمشق لزحزحة النظام بات يفرض نفسه، قبل عودة موسكو إلى محاولة التقارب مع الأطراف الإقليمية والدولية، لا سيما الولايات المتحدة، لاستكشاف احتمالات مؤتمر ثان لمجموعة العمل الدولية في جنيف. وقال لافروف لمعارضين «لقد سمعنا كثيراً في الماضي عن قرب محاصرة القصر الجمهوري في دمشق، ولن ندافع عنه، لكننا لن نساعد لا في ترحيل الأسد ولا في الإبقاء عليه، بيد أنه إذا ما استطاع الصمود فهناك أنظمة أخرى في المنطقة قد تسقط قبل أن يسقط نظامه».
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، على هامش قمة رؤساء دول رابطة الدول المستقلة في العاصمة التركمانية عشق آباد، أن ديبلوماسيين روساً وأتراكاً سيلتقون قريباً للعمل على أفكار جديدة لإنهاء الصراع في سوريا، مشيراً إلى أن هذه الأفكار ظهرت خلال المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان.
وكان بوتين قال، في اسطنبول الاثنين الماضي، إن «هناك بعض الأفكار الجديدة» لحل الأزمة السورية، من دون تقديم توضيحات. وأضاف بيسكوف «لقد تم الاتفاق على بحث هذه الأفكار بالتفصيل بين ديبلوماسيينا في القريب العاجل، من اجل فهم ما إذا كانت قابلة للتطبيق، ومدى قدرتها على حل» النزاع. وتابع «ليس واضحاً بعد مدى موافقة الأطراف السورية عليها». وأوضح أن «رحيل نظام الأسد أو بقاءه ليس مسألة حتمية، لكن لا يمكننا القول، ونحن نجلس في أنقرة أو لندن أو قطر، أن على الأسد الرحيل. مثل هذه القرارات ستؤدي إلى أن يسوء الوضع».
وقالت كلينتون، في ختام اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل وافق خلاله الحلف على إرسال بطاريات «باتريوت» إلى الحدود التركية ـ السورية، «ينبغي بدء الانتقال السياسي في سوريا بأسرع ما يمكن»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستفعل ما في وسعها لدعم المعارضة السورية، خاصة بعد أن تشكل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
وأضافت كلينتون، التي تلتقي لافروف مجدداً في العاصمة الايرلندية دبلن اليوم، أن الولايات المتحدة ودولا أخرى ستبحث ما تستطيع أن تفعله لإنهاء الصراع السوري في اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» في مراكش في 12 كانون الأول الحالي. وتابعت «لكن ذلك سيستلزم أن يتخذ نظام الأسد قراراً بالمشاركة في انتقال سياسي (و) إنهاء العنف ضد شعبه. ونأمل أن يفعلوا ذلك لأننا نعتقد أن سقوطهم حتمي. السؤال يتعلق فقط بعدد الناس الذين سيلقون حتفهم إلى أن يتحقق هذا».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الحكومة السورية قوله إن الجيش تمكن من إجبار المسلحين على التقهقر تسعة كيلومترات من العاصمة.
وقال ديبلوماسي غربي، يراقب الوضع في سوريا من الأردن، إن القوات السورية لا تزال تمسك بغالبية دمشق. وأوضح «صحيح أن هجمات المعارضين في العاصمة أصبحت منظمة وأكثر إيلاماً لنظام الأسد، لكنه لا يزال يتحكم بالقوات الأمنية وأكثر أو اقل بكل العاصمة».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات الجيش السوري واصلت ملاحقتها لإرهابيي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في ريف دمشق»، مشيرة إلى أن هذه الوحدات قضت في زملكا على «إرهابيين يقومون بأعمال قتل وسلب وتخريب».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد