اتهامات لسوريا بتهريب أسلحة داخل لبنان
قال مايكل ويليامز المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط إن تهريب الاسلحة من سوريا الى جماعات مسلحة في لبنان يهدد التنفيذ الدقيق للاتفاقية التي وضعت حدا الصراع بين اسرائيل وحزب الله العام الماضي.
وقال وليامز في حديث للصحفيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك انه تم تحقيق انجازات هامة غير ان استمرار تهريب الاسلحة يمثل تحديا خطيرا لتلك الاتفاقية.
وأوضح المبعوث الدولي ان على رأس أولوياته البت في مصير الجنديين الاسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله منذ يوليو الماضي.
ونفت دمشق في كل المناسبات أي ضلوع في عمليات تهريب للسلاح عبر الحدود مع لبنان.
تزامنت هذه الاتهامات مع قيام مبعوث فرنسي بلقاء عدد من كبار المسؤولين السوريين يوم الاربعاء لمناقشة الازمة السياسية في لبنان، وكسر حالة الجمود المستمرة منذ عامين في الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين.
والزيارة التي يقوم بها لسوريا جان كلود كوسيران هي أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤول فرنسي الى سوريا منذ اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق عام 2005.
وقال كوسيران إنه قام باطلاع المسؤولين السوريين على نتائج الحوار بين الاطراف اللبنانية الذي عقد في الضاحية الباريسية لاسال سان كلو برعاية الحكومة الفرنسية في مطلع الأسبوع الحالي.
والتقى كوسيران بكل من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان زيارة الموفد الفرنسي لدمشق تعتبر الخطوة الاولى لتحسين العلاقات بين البلدين.
واضاف كوشنير ان الزيارة هي رد على المساعدة التي قدمتها سوريا لتسهيل عقد الاجتماع مختلف الاطراف اللبنانية في فرنسا.
وقال كوشنير "لقد حاولنا جمع مختلف الاطراف اللبنانية في العاصمة الفرنسية لاننا اصدقاء جميع اللبنانيين وقد تم تجاوز عدد من العقبات التي اعترضت مساعي عقد هذا الاجتماع بمساعدة سوريا".
واشار الى ان زيارة كوسيران الى سوريا بادرة ايجابية تجاهها وان الاتصالات الفرنسية مع سوريا ستسمتر "ما دامت سوريا تعطي اشارات ايجابية".
وفي هذه السياق قالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني "إن على جميع دول المنطقة ان تدرك أن من مصلحتها حل الازمة اللبنانية بشكل عاجل ومن بينها سوريا، وزيارة كوسيران الى سوريا تهدف إلى إيصال هذه الرسالة لدمشق".
يذكر ان تقارير اللامم المتحدة في اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري قد اشارت الى مسؤولية عدد من المسؤولين الامنيين الكبار في لبنان وسوريا وهو ما تنفيه سوريا.
ولعبت فرنسا لعبت دورا قياديا في الجهود الدولية لفرض عزلة على دمشق بعد اغتيال الحريري.
وكانت سوريا قد حذرت من أن لبنان يمكن أن يشهد المزيد من عدم الاستقرار اذا لم يتم التوصل لصيغة جديدة تعطي المعارضة لحكومة بيروت المدعومة من الغرب قدرا أكبر من المشاركة في السلطة.
وتتمتع فرنسا وسوريا بنفوذ كبير في لبنان الذي يعيش أزمة سياسية متصاعدة في الاشهر القليلة الماضية نظرا لفشل الحكومة اللبنانية التي يدعمها الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله في التوصل الى اتفاق لاعادة اقتسام السلطة بعد حرب لبنان الصيف الماضي.
ويطالب حزب الله بنصيب أكبر في السلطة له ولحلفائه في النظام السياسي الطائفي في لبنان وتدعمه سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية.
وهناك مخاوف من تفاقم الازمة أكثر حيث من المنتظر ان ينتخب البرلمان اللبناني المنقسم على نفسه رئيسا جديدا في 24 سبتمبر/ ايلول.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد