إسرائيل تشن حرباً حقيقية لإسقاط نظام حماس في غزة

24-12-2007

إسرائيل تشن حرباً حقيقية لإسقاط نظام حماس في غزة

تعهدت إسرائيل أمس بمواصلة «الحرب الحقيقية» التي تشنها على غزة، برا وبحرا وجوا، مفصحة أن «هدفها الاستراتيجي» يكمن في «انهيار نظام حماس» في القطاع، فيما وجهت ضربة جديدة الى السلطة الفلسطينية، بإعلان عزمها بناء 740 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتي هار حوما في القدس المحتلة ومعاليه ادوميم في الضفة الغربية، وذلك عشية استئناف محادثات الحل النهائي بين الجانبين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت خلال جلسة الحكومة «ستتواصل العمليات ضد المجموعات الإرهابية كما حصل منذ أشهر. لا طريقة اخرى لوصف ما يجري في غزة، سوى أنها حرب حقيقية بين الجيش والمجموعات الإرهابية... لقد أعلنت هذه (الحرب)، وسنواصل».
أضاف ان «اسرائيل ليست مهتمة بالتفاوض مع مجموعات كحماس والجهاد الإسلامي لا تقبل بشروط اللجنة الرباعية» التي تشمل الاعتراف بإسرائيل ونبذ الإرهاب وقبول الاتفاقات التي وقعتها
السلطة الفلسطينية. وتابع أن «هذا الأمر صحيح بالنسبة لحماس والجهاد الإسلامي وأي طرف آخر، ومن يلبّ شروط الرباعية فسيكون شريكا مبدئيا للمفاوضات، ومن لا يفعل ذلك، لأسفنا، فلا يمكنه أن يكون شريكا في الحوار معنا وهذه السياسة لن تتغير».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، من جهته، «اذا كنا نريد التأكد من استمرار العملية التي بدأت في انابوليس لفتح أفق سياسي، فعلينا الانتهاء من حماس لا إنقاذها» مضيفا انه «إذا أوقفوا إطلاق النار وصواريخ القسام فإننا لن نعارض الهدوء». وتابع باراك، الذي يتوجه الى مصر هذا الأسبوع للقاء الرئيس حسني مبارك، ان «الأفكار التي تحملها حماس حول هدنة جاءت نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية» وخصوصا «الغارات المحددة الأهداف» ضد قادة فصائل المقاومة.
أما نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون، فقال ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تسعى إلى «الإطاحة» بحماس، «نعم... نقاتل حماس ونسعى لإضعاف سيطرتها على غزة وإنهاء حكمها هناك. يجب أن تسلم حماس السيطرة على غزة للسلطة الفلسطينية» مضيفا ان «الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو التوصل الى انهيار نظام حماس».
في المقابل، قال القيادي في حماس اسماعيل رضوان «لا معنى للحديث عن تهدئة أو هدنة في ظل تواصل العدوان الصهيوني بصورته القبيحة... ووسائل الإعلام الصهيونية حينما تروج للحديث عن تهدئة أو هدنة انما يأتي في سياق التغطية على جرائم العدو الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية، احمد يوسف، من جهته، «لم نتقدم للإسرائيليين بهدنة وانما هناك أطراف تطرح هذه الفكرة» مضيفا «نحن من جهتنا لا نمانع الهدنة بشرط أن يرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ويصبح هناك حرية التنقل من مصر واليها». وتابع «نريد أن يرفع الحصار وأن تنتهي هذه الضغوط التي لا تتوقف ضد غزة».
وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش على أنه «لا مجال للتهدئة في ظل هذه الموجة من الدماء وفي ظل الكم الكبير من القادة الذين تم اغتيالهم. اسرائيل يجب أن تدفع ثمن هذه الجرائم ولا يمكن لنا في حركة الجهاد الإسلامي أن نتحدث في مسألة التهدئة قبل أن يدفع المجرم ثمن عدوانه» موضحا «لا حكومة غزة ولا حكومة رام الله تفرض علينا التهدئة».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد ذكرت إن مصر أوصلت الى اسرائيل الأسبوع الماضي رسالة من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، اقترح فيها «وقف إطلاق نار محدودا» أي وقف إطلاق نار متبادلا في غزة فقط ومن دون شروط أخرى، ما من شأنه أن يفتح الطريق أمام محادثات لحل قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.
وقال وزير المتقاعدين المكلف شؤون القدس رافي ايتان ان موازنة العام 2008 خصصت 25 مليون دولار لبناء 240 وحدة سكنية في معاليه ادوميم، احدى أكبر ثلاث كتل استيطانية في الضفة الغربية، وبناء 500 وحدة سكنية اخرى في مستوطنة هار حوما المقامة على أراضي جبل ابو غنيم في القدس الشرقية. وسمحت موازنة الوزارة العام الماضي ببناء نحو ألف منزل في المستوطنتين نفسيهما. وستطرح موازنة العام 2008 على الكنيست هذا الأسبوع، في قراءتين ثانية وثالثة، للمصادقة عليها.
وكانت اسرائيل قد أعلنت، بعد أيام على مؤتمر أنابوليس، البدء ببناء 307 وحدات سكنية في هار حوما.
وقال ايتان «هار حوما جزء عضوي لا يتجزأ من القدس وإسرائيل لن توقف البناء هناك... من واجب إسرائيل أن توفر لمواطنيها مكانا يقيمون فيه» مضيفا ان «لا تعهد قد أعطي مطلقا لأي كان بأننا لن نواصل البناء في هار حوما، لأنها قائمة داخل حدود بلدية القدس». وتابع «يمكن أن تحصل مشاكل بالنسبة الى معاليه ادوميم، لكننا نريد مواصلة التوسع الطبيعي في الكتل الكبرى» موضحا أن معاليه ادوميم «هي جزء عضوي في القدس في أي اتفاق سلام».
وكعادته في مسألة الاستيطان، غسل أولمرت يديه من الأمر. وقال المتحدث باسمه مارك ريغيف «لا نعلم بأي قرار جديد بالبناء في معاليه أدوميم» مضيفا أن البناء في هار حوما سيكون داخل منطقة مقامة بالفعل وتعد جزءا من القدس. وتابع «لها وضع قانوني مختلف».
غير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال من جهته «لقد بدأنا المفاوضات، وهي تواجه عقبات أبرزها قضية الاستيطان التي سنقف عندها طويلا» مضيفا «لا نستطيع أن نفهم لماذا هذا النشاط الاستيطاني المحموم في الوقت الذي نتحدث فيه عن مفاوضات الحل النهائي».
وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض مع اسرائيل احمد قريع ان المفاوضات ستستمر مع اسرائيل، ولكن «المسألة الوحيدة على جدول الأعمال ستكون توسيع الاستيطان» مضيفا ان «اسرائيل تفاجئنا كل يوم بمشـــروع استيــطاني جديد». وتابع ان الوفد الفلـــسطيني «يريد جوابا قاطعا باستعداد اسرائيل للوقف الفوري لكل نشاطاتها الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي في جمــيع أنحاء الضفة الغربية» مطـــالبا المجتمع الدولي وعلى رأســـه الإدارة الأميركية بـ»تحمل مسؤولياته بكل جدية» وألا يكتفي «بمجرد الانتقادات أو التعبير عن القلق».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول اسرائيلي كبير ان «اسرائيل أثارت توقعات ضخمة على المستوى الدولي... لكن لا يمكنها أن تتابعها لأنها لا تملك القدرة السياسية على إخلاء البؤر الاستيطانية أو تجميد الاستيطان» مضيفا «قد ندخل في مسار تصادم مع الأميركيين».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...