إخوانجية سوريا يطرقون أبواب طهران...
رغم الخلافات الكبيرة والجدية حول سورية ، حافظت العلاقات الإيرانية التركية على مستوى عال من التفاهم وعلى وتيرة اقتصادية مستمرة بين الدولتين المسلمتين الكبيرتين منذ أن أنهى تفاهم النهاوند حالة الحرب بينهما منذ عدة قرون.
حافظت ايران خلال الأزمة السورية التي تحولت الى حرب دولية مفتوحة ضد سوريا ، حليفها الاول في العالم العربي والإسلامي، حافظت على موقف متوازن من جماعة الاخوان المسلمين وبالتحديد التنظيم العالمي التاريخي بقيادته المصرية ، والتنظيم السياسي الحاكم في تركيا بقيادته الحالية المتمثلة بالثنائي أردوغان وأوغلو.
هذا الموقف الإيراني غير السلبي من جماعة الاخوان المسلمين، والتقدم الميداني للجيش السوري وحلفائه ، فضلا عن نجاح تحدي الانتخابات الرئاسية رغم الاعتراض الغربي الكبير، والغيظ التركي والخليجي ، بالاضافة الى حالة الضياع والتشرد الذي تعيشه تنظيمات جماعة الاخوان المسلمين في العالم العربي ، والانهيار الذي تعانيه جماعة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين التي عادت الى العمل السري بعد سقوط القاعدة الأساس في مصر ، واضطرار حركة النهضة التونسية لتسليم الحكم لمجموعة موصوفة بالقرب من النظام السابق ، فضلا عن وضع حركة حماس الصعب في قطاع غزة بسبب الموقف الذي يتخذه الجيش والشارع المصري منها ، كل هذه الظروف أدت بقيادات من الصف الاول في جماعة الاخوان المسلمين في سوريا الى تغيير سياستهم السلبية من ايران وإلغاء اعتراضهم على فكرة الاتصال بالقيادة الإيرانية الى التفكير الجدي والمبادرة في محاولة الاتصال بالإيراني.
وحسب المعلومات المتوفرة ، فان التحرك الإخواني السوري هذا جاء برضى تركي، وبالتزامن مع عودة الاتصالات بين قيادة حماس في قطر المتمثلة بخالد مشعل، والمسؤولين الإيرانيين.
وتقول المعلومات ان الفريق الذي يحمل عداء كبيرا للتواصل مع طهران ضمن صفوف الاخوان المسلمين ، يقوده احمد رمضان الذي شغل لسنوات عديدة مدير قناة القدس التابعة لحركة حماس والتي كانت تبث من الضاحية الحنوبية لبيروت، واحمد رمضان هو باب التمويل القطري لجماعة الاخوان، وللمجاس الوطني السوري ، وللكثير من المعارضين السوريين في الخارج وعلى رأسهم برهان غليون وهيثم المالح.
وليس معلوما بعد نقاط التفاوض التي تريد جماعة الاخوان السورية طرحها على الإيرانيين، خصوصا أنَّ طهران في سعيها للتوسط بين حركة حماس ودمشق ، تطالب حماس بالموافقة على شروط دمشق للمصالحة ، وهذا ما لم يتوفر حاليا بسبب ضغوط قطرية على الحركة وبسبب خلافات داخلية بين أجنحة متصارعة وايضاً لوجود تباينات داخل حماس حول موضوع الحكومة الفلسطينية الموحدة التي سوف تطبق سياسة السلطة الفلسطينية ، وستكون لها اليد العليا في رسم سياسات حماس في غزة.
ويتولى التواصل مع الإيرانيين مقربون من فاروق طيفور نائب المراقب العام للجماعة ، وهذا يدل على التأييد التركي ، لان طيفور يعتبر من رجال أردوغان في جماعة الاخوان السورية.
ولا يعرف اذا كانت هذا الموقف المستجد من جماعة الاخوان المسلمين سوف يحظى بموافقة سوريا التي تراعي مصر في سياستها من جماعة الاخوان المسلمين، رغم المعلومات التي تفيد ان السيسي لا يرغب بدعوة السوريين لحضور مراسم تنصيبه رئيسا لدولة مصر.
نضال حمادة
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد