أوروبا تحتفل بإزالة الحدود بين دولها

21-12-2007

أوروبا تحتفل بإزالة الحدود بين دولها

احتفلت الدول الاوروبية الليلة الماضية بانضمام تسع دول جديدة الى المنطقة الاوروبية التي ينتقل خلالها الافراد دون تأشيرة او نقاط تفتيش وهي المعروفة بمنطقة "شنجن" نسبة الى بلد صغير في لوكسمبرج.

وبذلك تتسع مجموعة دول شنجن الآن لتضم 24 دولة أوروبية.

وعلى انغام موسيقى بيتهوفن احتشد حوالي 2000 شخص في مدينة فرانكفورت، حيث عزف النشيد الوطني للاتحاد الاوروبي وازدحمت السماء بالالعاب النارية.

وقام رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، ومستشار النمسا، ألفريد جوسينباور، بتفكيك نقطة تفتيش واقعة على الحدود بين البلدين، في خطوة رمزية لإعلان انضمام الدول التسع الى نطاق المجموعة التي تسمح لمواطنيها بالتنقل عبر حدودها بتأشيرة واحدة ودون الحاجة للخضوع لإجراءات الرقابة والتحقيق.

والدول التسع هي بولندا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا وإيستونيا ولاتفيا وليتوانيا ومالطا، وهي أعضاء في الاتحاد الأوروبي بالفعل منذ عام 2004، لتنضم تلك الدول التسع إلى دول مجموعة شنجن الأصليين البالغ عدد أعضائها 15 دولة.

ومن المقرر ان تحيي مستشارة المانيا انجيلا ميركل ورئيس وزراء بولندا دونالد تسك المناسبة صباح اليوم الجمعة في مدينة زيتاو القريبة من نقطة التقاء حدود المانيا وبولندا والتشيك.

وعززت هذه الخطوة آمال العاملين في قطاع السياحة حول تدفق المزيد من السياح القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي دون الحاجة إلى التوقف بين الحدود لفحص جوازات سفرهم.

يذكر أن مواطني الدول الأخرى لا يزالون بحاجة إلى تأشيرة دخول واحدة إلى دول مجموعة شنجن، ويمكنهم التنقل بحرية داخل حدود دول المجموعة بتلك التأشيرة.

من ناحيتهم، رحب العاملون في قطاع السياحة في دول الاتحاد الأوروبي بالتوسعة، معبرين عن أملهم أن تسفر عن زيادة نصيب أوروبا من حجم السياحة العالمية الذي سجل معدلا للنمو بلغ 4.2 بالمائة وهو أقل من المعدل العالمي الذي يبلغ 5.6 بالمئة.

فتوسعة نطاق "شنجن" يعني توفير مزيد من الوقت والمال لأنه سيمكن المسافرين من خارج دول الاتحاد التنقل بين 24 دولة أوروبية دون الحاجة إلى دفع رسوم تأشيرة دخول جديدة لأي من البلاد التسع المنضمة حديثا لمجموعة "شنجن".

ورغم أن الخطوة لا تفيد مواطني الاتحاد الأوروبي أو حتى القادمين من الولايات المتحدة أو اليابان، الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول للتنقل بين دول القارة، إلا أنها ستكون مفيدة لمواطني دول العالم الثالث.

وهو ما دفع لوجي كابريني، الممثل الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية في أوروبا، إلى القول إن اتباع سياسة تسمح بمنح تأشيرات دخول وتسهيل تنقل القادمين من الدول الصاعدة اقتصاديا كالصين والهند وروسيا "أمر مطروح للنقاش".

أما على صعيد الدول، فسوف تفيد توسعة نطاق "شنجن" دولا مثل استونيا التي تستقبل أعدادا كبيرة من السياح من بينهم مواطنو دول ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي كروسيا مثلا.

يذكر أن الإحصاءات تشير إلى أن معدلات السفر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2007 ارتفعت بنسبة 20 في المئة لتصل إلى سبعة ملايين سائح توجه الكثير منهم لزيارة مصر وتركيا والتي تسمح لهم بالزيارة دون الحصول على تأشيرة دخول.

ويقول تارمو موتسو، رئيس مركز تنمية السياحة في استونيا إن بلدنا "أقرب إلى سانت بطرسبورج الروسية، ويمكن لمواطني هذا الإقليم الروسي زيارتنا دون أي مشاكل الآن."

ورغم كل هذا التفاؤل، هناك مشاعر من الترقب لتأثير تلك الخطوة على الأوضاع في الدول الجديدة المنضمة لمجموعة دول شنجن.

فقد عبر مسؤولو بعض شركات السياحة عن مخاوفهم من إمكانية انخفاض السياح القادمين إلى دول شنجن بسبب ارتفاع قيمة الحصول على التأشيرة ناهيك عن العملية المعقدة للحصول عليها.

ويقول ميودراج شيريسا رئيس مجموعة 484، وهي منظمة تتعامل مع اللاجئين والتأشيرات في صربيا: "الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة شنجن مثل الحصن حيث ينتقون بعناية من يحصل على تلك التأشيرة الاستثنائية للدخول إليها".

وعلى الجانب الآخر، أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف النمساويين لا يرحبون بإلغاء الحدود بين النمسا وجيرانها من النرويج وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.

لكن المستشار النمساوي دافع عن التوسعة، قائلا إنها سوف تجعل أوروبا أكثر أمنا واستقرارا، وهو "ما يعود بالفائدة المباشرة على النمسا في نهاية الأمر".

يذكر أن المفوضية الأوروبية تقول أنها انفقت مليار يورو (720 مليون دولار) على تعزيز الأمن على الحدود الجديدة لدول الاتحاد والتي تتضمن تمرير دوريات على حدود بولندا وسلوفاكيا.

وقال بعض المتشككين إن تقليل الرقابة على الحدود سوف يسهل حركة المجرمين داخل أوروبا، وهو ما قد يصعد مخاوف السياح على أمنهم خلال السفر داخل أوروبا.

كما أن التوسعة ستجعل الدول الجديدة المنضمة إلى مجموعة "شنجن" على الخطوك الأمامية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والجريمة المنظمة في دول المجموعة.

بعيدا عن هذا التشاؤم، تبقى الكثير من الأصوات المعبرة عن تفاؤلها من تلك الخطوة.

فعندما تم توسعة الاتحاد الأوروبي في عام 2004 بانضمام مزيد من الدول من شرق ووسط أوروبا (من بينها الدول التسع التي انضمت إلى شنجن)، ارتفع عدد السياح إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 4.2 في المئة مع زيادة أعداد السائحين إلى وسط وشرق أوروبا بنسبة 11 في المئة.

وكانت حرية تنقل الأشخاص من أهداف معاهدة روما منذ 1957 إلى جانب حرية تنقل البضائع والخدمات ورءوس الأموال، الإ أنها لم تتقرر إلى في عام 1985 في بلدة شنجن الواقعة في لوكسمبورج من عدد من الدول وصل فيما بعد إلى خمس عشر دولة.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...