أسرار القنبلة الإسرائيلية الكهرومغناطيسية وقدرتها على استهداف إيران

12-04-2010

أسرار القنبلة الإسرائيلية الكهرومغناطيسية وقدرتها على استهداف إيران

الجمل: برزت بعض التسريبات الجديدة التي تقول بأن الخبراء الإسرائيليين يدرسون حاليا مدى إمكانية استبدال القدرات النووية بالقدرات الكهرومغناطيسية في استهداف البرنامج النووي الإيراني, فما هي طبيعة ذلك وتداعياته وخلفياته؟
سيناريو المخطط الحربي الإسرائيلي الجديد إلى أين؟
تقول المعلومات بأن قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل بضعة أسابيع بإصدار أمر مفاجئ تم بمقتضاه تحويل شحنة مكونة من 387 قنبلة بانكر-باست "المضادة للتحصينات" وهي في عرض البحر, إلى القاعدة العسكرية الأميركية في جزيرة دييغو غارسيا الموجودة في المحيط الهندي بدلا من ذهابها إلى إسرائيل, هذا وقد تباينت التفسيرات حول هذا التحول المفاجئ:
• تفسير يقول بأن السبب هو خلافات واشنطن-تل أبيب بسبب تصرف نتنياهو المهين لنائب الرئيس الأميركي السيناتور ليبرمان, إضافة إلى تمادي إسرائيل في مشروع المستوطنات.
• تفسير يقول بأن السبب هو إدراك أوباما بأن إسرائيل سوف لن تتغير بمحاذير واشنطن إزاء تنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران وبالتالي فمن الأفضل عدم تسليم هذه الأسلحة لإسرائيل طالما أن حكومة نتنياهو سوف لن تتردد باستخدامها دون إذن من أميركا, بما يمكن أن يؤدي إلى توريط أميركا في مواجهة حربية جديدة مع إيران.
بغض النظر عن صحة أي من التفسيرين فقد ظهرت تسريبات جديدة تقول بأن إسرائيل تخطط لاستخدام نوع جديد من أسلحة الدمار الشامل وهو (القنبلة الكهرومغناطيسية), وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى أن القنبلة الكهرومغناطيسية هي قنبلة يتم تفجيرها في الجو, ويترتب على انفجارها إطلاق طاقة هائلة جدا من الموجات الكهرومغناطيسية والتي يؤدي انتشارها إلى إتلاف كل الأجهزة الإلكترونية الموجودة ضمن دائرة تأثير القنبلة, وهذا معناه, أن استخدام هذا النوع من القنابل ضد إيران سوف يترتب عليه إتلاف كل ما هو إلكتروني, بدءا من الساعات الإلكترونية وأجهزة الموبايل لدى الأفراد وحتى تلك الأجهزة المستخدمة في المفاعلات النووية بما في ذلك ما هو موجود في باطن الأرض, إضافة إلى الأجهزة الإلكترونية المنزلية, وأضافت المعلومات بأن استخدام هذه القنبلة الكهرومغناطيسية من الصعب أن يتم حصر منطقة تأثيرها, فهي وإن كانت لا تفتك بالكائنات الحية من إنسان أو نباتات ولا تسبب حرائق أو دمار للأبنية فإن الموجات الكهرومغناطيسية المكثفة التي سوف تنطلق سوف لن يكون مجال تأثيرها حصرا في إيران وإنما سوف يشمل تركيا والعراق والخليج وباكستان والقوقاز وآسيا الوسطى والهند إضافة إلى بلدان شرق المتوسط, بما في ذلك إسرائيل نفسها, هذا وقد علقت بعض الدوائر العليمة والخبراء بأن الإدارة الأميركية ما تزال ترفض رفضا قاطعا قيام الإسرائيليين بأي عملية عسكرية ضد إيران على الأقل في الوقت الحالي.
محفزات النوايا الإسرائيلية الجديدة
احتفلت إيران قبل ثلاثة أيام وتحديدا في يوم 9 نيسان (أبريل) 2010م الماضي, بـ(اليوم الوطني النووي الإيراني), وقد تضمن الاحتفال الإعلان عن الإنجازات النووية الإيرانية الآتية:
• استخدام جيل جديد (الجيل الثالث) من مكثفات الطرد المركزي ذات القدرة على تسريع العمل بست أضعاف سرعة المكثفات المستخدمة حاليا في المفاعلات النووية الإيرانية وعلى وجه الخصوص مفاعل ناتانز.
• بدأ مفاعل بوشهر النووي الموجود في جنوب إيران بالدخول في مرحلة الاختبار الرئيسية والنهائية ضمن معدلات درجة الحرارة العالية وذلك بعد مرور 9 أشهر على بدء الاختبارات, وسوف يوفر هذا المفاعل لإيران الحصول على طاقة كهربائية قدرها 1000 ميغاواط.
• مفاعل آراك لإنتاج الماء الثقيل كانت التقديرات المخابراتية الأميركية والإسرائيلية تقول بأنه سوف لن يكون جاهزا للتشغيل قبل حلول عام 2015, وقد ثبت أن الإيرانيين قد استطاعوا إكمال عملية بنائه سرا بوتائر سريعة الأمر الذي جعله الآن جاهزا للتشغيل.
• الإعلان عن اكتشاف مخزونات يورانيوم خام كبيرة في محافظة يزد الواقعة في وسط إيران بما يتيح لإيران أن تكون مكتفية ذاتيا في تغطية احتياجاتها من اليورانيوم الخام, وهو أمر سوف يحبط مخططات واشنطن وإسرائيل التي كانت تسعى لحرمان إيران من الحصول على واردات اليورانيوم الخام من الخارج.
هذه التطورات الأربعة أثارت المزيد من المخاوف في أوساط الإسرائيليين وجماعات اللوبي الإسرائيلي الأميركية وتقول المعلومات بأن الرأي السائد حاليا بأوساط الإسرائيليين وجماعات اللوبي الإسرائيلي, يتضمن الآتي:
• لقد أصبحت إيران تمثل خطرا حقيقيا ضد إسرائيل.
• من الأفضل استخدام الضربة الاستباقية ضد إيران.
• من الأفضل أن تقوم إسرائيل بتنفيذ هذه الضربة دون تقيد بالحصول على موافقة أميركا.
ولكن, برغم ذلك فقد أكدت تحليلات الخبراء الاستراتيجيين في كل أنحاء العالم وعلى وجه الخصوص الأميركيين والإسرائيليين نفسهم, بأن الأسطول البحري الأميركي والأسطول الجوي الأميركي هما وحدهما القادران على ضرب إيران, وإضافة لذلك, أكدت هذه التحليلات بأن توجيه أي ضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية أيا كان نوعها, نووية أم إلكترو-مغناطيسية, سوف تكون نتائجها:
• عدم القضاء بشكل نهائي على القدرات النووية الإيرانية وفي أفضل الأحوال تأخيرها لبضعة سنوات.
• توفير الذرائع لإيران لضرب إسرائيل, مع ملاحظة أن إسرائيل لن تستطيع تفادي أي ضربة إيرانية طالما أن فعاليات منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ما تزال محدودة.
• تعريض المصالح الأميركية في الخليج والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز وشبه القارة الهندية للخطر.
وإضافة لذلك أشارت بعض التحليلات الأميركية إلى أن توريط أميركا في أي عمل عسكري ضد إيران سوف يكلف أميركا تريليون دولار, إضافة إلى أن مثل هذا العمل العسكري سوف يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب ضد الإرهاب بما يكلف أميركا تريليون دولار آخر, مع ملاحظة أن أميركا قد خسرت حتى الآن مبلغ تريليون دولار في حرب العراق, وهو المبلغ الذي أصبحت أميركا في أمس الحاجة إليه لتغطية تكاليف برنامج الضمان الصحي وخسائر الأزمة المالية.
الإدراك العسكري الأميركي الأخير إزاء ملف الضربة العسكرية ضد إيران.
تحدثت بعض التقارير عن تصريحات ثلاثة جنرالات أميركيين تولوا منصب قائد القيادة الوسطى هم الجنرال توم فرانك والجنرال جون أبيزيد والجنرال ويليام فالون والتي قالوا فيها أن على الإدارة الأميركية أن تسعى من أجل إعطاء الأفضلية للتعايش مع إيران النووية بدلا من شن الحرب ضدها, وأكدوا بان التعايش مع إيران النووية ممكن ولكن يجب أن يتم ضمن صفقة جيوبوليتيكية محكمة, تشارك فيها كل دول المنطقة بما فيها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى دول العالم الرئيسية الأخرى مثل ألمانيا واليابان, وأشارت المعلومات إلى أن قادة القيادة الوسطى الأميركية السابقين قد أكدوا مساندتهم لما قاله الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الوسطى الحالي, بأن الصراع الإسرائيلي أصبح يغذي انتشار نزعة العداء لأميركا في منطقة الشرق الأوسط, بما يترتب عليه المزيد من تهديد المصالح الأميركية, وهي نفس الفكرة التي تحدث عنها صراحة السيناتور بايدن عندما قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن ما تقوم به في إسرائيل حاليا من توسع وبناء مستوطنات هو أمر سوف لن تكون نتيجته سوى تعريض قواتنا الموجودة في العراق وأفغانستان للخطر.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...