أزمة سرافيس الكورنيش الشرقي تزيد هموم طلاب جامعة البعث بلة
الجمل ـ حمص ـ يامن حسين: منذ ثلاث سنوات تعاني مدينة حمص من أزمة مواصلات خانقة على طول خط الكورنيش الشرقي بالإتجاهين ذهاب وإياب... تبدو هذه الأزمة واضحة بشكل كبير في ساعات الصباح من الساعة السابعة والربع وحتى الثامنة صباحاً وفي ساعات الظهيرة من الساعة الثانية وحتى الرابعة ظهراً موعد ذهاب وعودة الموظفين وطلاب جامعة البعث من وإلى أشغالهم وجامعتهم
في الصباح يصطف المواطنون بشكل سلاسل بشرية وتجمعات كبيرة تمتد على طول خط سرفيس الكورنيش الشرقي وخاصة على الطريق الممتد من دوار فدعوس في حي باب تدمر وشمالاً باتجاه ساحة حي الزهراء ثم شرقاً باتجاه دوار الزهراء –مهاجرين ثم تعود جنوبا باتجاه منطقة حي الإسكان وامتدادات حي الأرمن الجنوبي .. على طول المسار السابق الذي يبلغ عدة كيلو مترات ترى آلاف المواطنين من عمال وطبقة كادحة ودارسة تترقب سرفيساً وتتجمع أفواج بشرية هائلة وما إن يصل سرفيس حتى تبدأ عملية التدافع باتجاهه وقد تترافق مع عمليات شد شعر أو عض وركل للحصول على مقعد وقد يضطر البعض في حالات كثيرة للجلوس على أرضية السرفيس أو للبقاء واقفاً
عناصر شرطة المرور المتواجدون عند دوار الزهراء – المهاجرين يبذلون أقصى ما يستطيعون لحل هذه المشكلة وتراهم بحالة من التوتر والإنفعال ويقومون بتحويل مسار بعض المركبات العامة الفارغة من بولمانات تمر من هناك وميكروباصات تعمل على خطوط ( الارمن- السوق والمهاجرين- السوق) إلى خط الكورنيش شرقي للتخفيف من الأزمة الحاصلة ..
منطقة حي الزهراء وباب تدمر والأرمن تقع تقريباً في منتصف خط سير السرفيس الذي يمتد من كراجات البولمان وحتى جامعة البعث
يقول نديم الذي يقطن في حي الزهراء وهو طالب في كلية العلوم: "محاضرة العملي لإحدى المواد تبدأ الساعة الثامنة وفي حال تأخرت دقيقة واحدة بعد الساعة الثامنة فإن أستاذ هذه المادة لا يسمح لنا بحضور المحاضرة وتعتبر غائباً عنها وفي حال تكرر غيابك 3 مرات فإنك ستحرم من تقديم هذه المادة.. وإلى حد الآن لدي غيابان بسبب التأخير وليس عندي القدرة المادية لاستقل سيارة أجرى في كل يوم.. يبدو أني إما سأنام في الجامعة أو سأضطر للإستيقاظ من الساعة الخامسة فجراً حتى أصل إلى الجامعة في الوقت المحدد"
حسام يسكن في حي الأرمن وهو طالب في قسم الهندسة الكهربائية ويقول " بدأت الأزمة مع صدور قرار بالغاء المقاعد المتحركة في السرافيس فصرنا نضطر نتيجة الازدحام للجلوس في أرضية السرفيس أو نحشر إلى جانب أحدهم وقد قيل لنا أنه تم تخصيص بعض باصات النقل الداخلي لتقل الطلاب إلى الجامعة في ساعات الإزدحام ولكن خلال سنتين لم ألمح تلك الباصات وانظر بنفسك الأزمة ذاتها لم يتغير شيء. في الفصل الدراسي الماضي حرمت من تقديم مادتين بسبب التأخير ."
يعمل على خط الكورنيش الشرقي قرابة 300 سرفيس وإذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن بعض هذه السرافيس ستكون معطلة أو تقوم بالتزود في الوقود فان العدد الوسطي للسرافيس العاملة على الخط بشكل عام حسب أحد السائقين حوالي 250 سرفيس ويضيف: " سبب الأزمة تزايد أعداد طلاب الجامعة و نقل بعض الكليات من قسم الهندسة البتروكيميائية التي تقع في منطقة دير بعلبة إلى جوار جامعة البعث ,أضف إلى ذلك منع المقاعد المتحركة في السرافيس وبعض السرافيس التي تعمل على الخط ذاته تتعاقد مع شركات ومع روضات لنقل العمال و الأطفال وكل هذا يتركز في الصباح مما يسبب من جهة نقص عدد السرافيس حيث تصل إلى حوالي 200 سرفيس بأحسن الأحوال وتزايد في الضغط على السرافيس مما يخلق هذه الازمة"
على الجهة المعاكسة من الطريق تشاهد نفس المنظر ونفس الأزمة حيث يتجمع طلاب معاهد إعداد المدرسين والمعهد الزراعي ومعاهد أخرى وهي معاهد تقع قرب كراجات البولمان إضافة لطلاب الهندسة البتروكيميائية بانتظار سرافيس تقلهم الى معاهدهم وجامعتهم
اي أن الأزمة الصباحية لاتقتصر على طريق الذهاب فقط بل أيضاً على طريق الإياب ..
لاتقف أزمة طلاب الجامعة عند هذا الحد بل تتجاوزها إلى طريق العودة وخاصة في وقت الظهيرة من الساعة الثانيةً وحتى الرابعة من بعد الظهر حيث تشاهد أفواج الطلاب تسير بشكل سلسلة بشرية على طريق يمتد من الجامعة وحتى مسبح تشرين وهو طريق سرفيس الكورنيش الشرقي ومن الممكن أن تبقى منتظراً حوالي الساعة للحصول على مقعد شاغر
يعبر أحد الطلاب الذين التقيناهم على الطريق عن استياءه ويقول ." أفضل حل أن ننصب خيماً وننام في الجامعة وهكذا لانضطر الى إنتظار السرفيس عند القدوم إلى الجامعة والخروج منها "
وأغلب سرافيس الكورنيش الشرقي لا تقبل الوصول إلا لحي الزهراء (اي منتصف الطريق المخصص) بحجة تبديل السائق أو أنهم يريدون تناول غدائهم مما يضطر الطلاب الذين يسكنون في مناطق أبعد من الزهراء إلى النزول فيها وأن يستقلوا سرفيس أخر ليصلوا إلى منازلهم وكأنهم مواطنو درجة ثانية ولا من يحاسب سائقو السرافيس حتى وصلت هذه الظاهرة إلى إن أصبحت أمر اعتيادي .
إن جامعة البعث تعتبر من الجامعات الحديثة الإنشاء ومازالت أعمال البناء مستمرة لكثير من الكليات الجديدة فيها وعاماً بعد عام هناك تزايد هائل في أعداد طلابها ولابد من حل مشكلة المواصلات منها وإليها وعدم الإتكال على الحلول المرحلية الترقيعية والحل يكون إما بالسماح بزيادة عدد السرافيس العاملة على هذا الخط أو بمنع أصحاب السرافيس من التعاقد مع الروضات والمعامل أو بإنشاء خط سير إضافي يخفف الضغط عن خط سير الكورنيش الشرقي والإ فعلاً سيضطر الطلاب للمبيت في الجامعة ...
الجمل
إضافة تعليق جديد