إيقاع الجمعة السورية على نوطة وكالات الإعلام الغربية
الجمل: تحدثت التقارير الصحفية والإعلامية العالمية مساء الأمس وصباح اليوم كثيراً عن التوترات السياسية التي شهدتها بعض المناطق السورية، وما هو لافت للنظر أن هذه التقارير لم تتصدى لفهم الإيقاع المتكرر لسيناريو هذه التوترات، فهي تتحدث في يوم الجمعة وفي مناطق بعينها. وما هو مثير للاهتمام أن هذه الوسائط قد دخلت ضمن هذا الإيقاع المتكرر، فهي تنشر تقاريرها بشكل متكرر ينحصر فقط في مساء الجمعة ونهار السبت من كل أسبوع: فما هي حقيقة "ثنائية الجمعة ـ السبت"، وكيف يمكن تحليل طبيعة الحلقة المتكررة التي أصبحت ملازمة للحدث السوري؟
* "ثنائية الجمعة ـ السبت" الخامسة: توصيف المعلومات الجارية
تكررت ظهر الأمس وصباح اليوم متلازمة الجمعة ـ السبت، وذلك عندما سعت بعض الأطراف إلى استخدام وتوظيف صلاة الجمعة في بعض المساجد في عمليات التعبئة السياسية السلبية الفاعلة، بما يتيح تحريك المواكب والمظاهرات ذات التوجهات السياسية المعارضة، وبشكل متزامن مع ذلك سعت بعض القنوات الفضائية إلى تخصيص وقت البث اللازم لتغطية الحدث، وما كان لافتاً للنظر تمثل في الآتي:
• رصدت عمليات التغطية الإعلامية نفس المناطق: درعا ـ حمص ـ القامشلي ـ بانياس، إضافة إلى بعض مناطق ريف دمشق.
• القنوات الفضائية التي سعت للرصد والتغطية هي الجزيرة ـ العربية ـ بي بي سي، الحرة، وهي نفس القنوات التي ظلت تنخرط بنشاط غير مسبوق في "متلازمة ظهر الجمعة ـ صباح السبت".
• ظلت الشبكات الإعلامية الأمريكية ـ وعلى وجه الخصوص شبكة فوكس نيوز التابعة للوبي الإسرائيلي ـ وسي إن إن، وإن بي سي، وبلومبيرج، إضافة إلى صحيفة نيويورك تايمز ـ واشنطن تايمز ـ نيوريبابليك ـ بوستون غلوب، والغارديان البريطانية أكثر اهتماماً بإعادة بث محتوى ومضمون ما يتم بثه عبر أطراف مربع قنوات: الجزيرة ـ العربية ـ الحرة ـ بي بي سي.
• استمرت الوكالات الإعلامية العالمية المرتبطة بأمريكا، تقوم بالانخراط في التفاعل الناشط مع "متلازمة ظهر الجمعة ـ صباح السبت"، عن طريق نشر التقارير والأخبار، وبرغم أن هذه الوكالات لها مكاتب ومراسلين في العاصمة السورية دمشق، فقد ظلت تقوم بإسناد مصادر التقرير إلى مراسليها في العاصمة الأردنية عمان، وفي العاصمة اللبنانية بيروت، إضافة إلى الاستشهاد بإفادات بعض الصحفيين اللبنانيين الناشطين في الوسائط الإعلامية المشهورة بتسويق العداء والكراهية ضد سوريا.
هذا، وبالتدقيق الفاحص، نلاحظ أن "متلازمة ظهر الجمعة ـ صباح السبت"، أصبحت تسبقها، متلازمة أخرى استباقية هي: نداءات المعارضة الخارجية السورية ـ تصريحات الإدارة الأمريكية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يوم الأربعاء من كل أسبوع تبدو تحركات المعارضة الخارجية السورية وهي أكثر نشاطاً لجهة مطالبة السوريين بتسيير المواكب الاحتجاجية في يوم الجمعة، ويوم الخميس ينطلق تصريح أمريكي يطالب دمشق بعدم استخدام العنف والقمع، ونلاحظ تواتر هذا الأمر: يوم الخميس الماضي صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ويوم الخميس الذي قبله صرح نائب الرئيس الأمريكي السناتور جو بايدن، ويوم الخميس الذي قبله صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون.
* سيناريو الحدث السوري المتكرر: محاولة للفهم؟
يقول الخبراء بأن السيناريو هو عبارة عن حدث يتضمن العديد من المشاهد التي تسعى لرصد وقائع معينة، وبرغم اختلاف وجهات النظر، فإن السيناريو ـ أياً كان ـ يقوم على ما يطلق عليه الخبراء تسمية العوامل الحاكمة، وتأسيساً على ذلك، ولفهم طبيعة سيناريو الحدث السوري المتكرر، نتساءل على النحو الآتي:
• العامل الزمني: تدور وقائع الحدث في ظهر كل جمعة، فلماذا هذا التوقيت؟
• العامل المكاني: تدور وقائع الحدث في أماكن محددة، فلماذا هذه الأماكن؟
• العامل الثالث: تسعى أطراف ثالثة بعينها لجهة القيام بتحمل أعباء التغطية الإعلامية والصحفية، فلماذا هذه الأطراف الثالثة المحددة بعينها دون سواها؟
تحدثت بعض الوسائط الإعلامية العالمية عن ما أطلقت عليه تسمية "الجمعة العظيمة" في سوريا، وتزامن مع ذلك حديث نفس هذه الوسائط الإعلامية عن ما أطلقت عليه تسمية "الجمعة العظيمة" في ليبيا، والتي شهدت الآتي:
• قيام السيناتور جون ماكين المرشح الجمهوري الرئاسي السابق بزيارة مدينة بنغازي التي تمثل حالياً المفصل الرئيسي للمعارضة المسلحة الليبية المتحالفة مع حلف الناتو.
• قيام الجماعات السلفية المسيطرة على بنغازي بتوزيع المنشورات الداعية لتسيير المواكب في بنغازي من أجل دعم "حركة الاحتجاجات" السورية.
يبدو أن الخيط الرفيع الذي يربط السيناتور جون ماكين، وسلفيات بنغازي قد بدأت تتضح الحقيقة القائلة بأنه يمثل جزءاً من شبكة خيوط رفيعة أخرى تشارك في نشرها وتمديد أطرافها العديد من الأيادي الخفية، والتي تتشارك فيها العديد من العواصم العالمية والإقليمية وعلى وجه الخصوص الشرق أوسطية.
هذا، وعلى خلفية الخيط الرفيع المشار إليه، تحدث أحد المحللين السياسيين متسائلاً: لقد سعت الاحتجاجات في أول الأمر إلى المطالبة بالإصلاحات في سوريا، والآن عندما بدأت دمشق في تنفيذ الإصلاحات، هل يمكن القول بأن هذه المظاهرات قد جاءت لتعرقل الإصلاحات التي بدأت!؟ وقد يكون الجواب في النكتة السورية الجديدة التي تقول: الشعب يريد لبن العصفور..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
اذا هيك بسيطة
حبيبتي سوريا
إضافة تعليق جديد