تدني مستوى الوعي بالعمل التطوعي لدى الشباب
أرجع بحث ميداني شمل 6000 شاباً وشابة من جميع المحافظات و30 مجموعة بؤرية سبب تدني مستوى الوعي بأهمية العمل التطوعي إلى ضعف المؤسسات التي تتبناه وضعف برامجها وأنشطتها وابتعادها عن الواقع وعدم قدرتها على التمويل اللازم وقلة خبرة الكوادر الإدارية التي تعنى بتنظيم أنشطتها واجتذاب المتطوعين والمتطوعات وتوجيههم.
وأشار البحث الذي نفذته هيئة تخطيط الدولة والهيئة السورية لشؤون الأسرة وصندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف خلق قاعدة بيانات لمشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية إلى أن أكثر من ثلثي الشباب الذين شملهم البحث برروا عدم مشاركتهم في أعمال تطوعية لعدم وجود دعوة لمثل هذا العمل أصلاً الأمر الذي يشير إلى تقصير كبير من المؤسسات الحكومية المعنية وقيادة المجتمع المحلي في خلق مثل هذه المبادرات والتأكيد عليها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وحسب البحث لم تصل نسبة الشباب الذين شملهم البحث الأعضاء في جمعيات العمل التطوعي إلى أكثر من 3ر3 بالمئة.
وبلغت نسبة الشباب الذين سبق أن لبوا دعوات للقيام بأعمال تطوعية لصالح مجتمعاتهم المحلية 1ر21 بالمئة علماً أن هذه الأعمال انحصرت في تنظيف الحي ومساعدة المنكوبين أو الفقراء وإصلاح أو ترميم أو بناء أماكن تهم مجتمعاتهم.
وعبر الشباب عن اعتقادهم بأن الوضع المادي لبعض الأسر السورية يلعب دوراً كبيراً في لامبالاة أفرادها بأعمال لامردود مالي منها لافتين إلى ضعف دور وسائل الإعلام في إظهار أهمية العمل التطوعي.
وفي جانب آخر أوضحت نتائج البحث في مجال ممارسة النشاطات في أوقات الفراغ أن ثلث الشباب يعتقدون بأنه من غير المقبول أن يمارس الذكور والإناث معاً أي نشاط ترويحي في حين لم تتجاوز نسبة من يرى منهم إمكانية قضاء وقت فراغهما معاً في الكمبيوتر والإنترنت 2ر14 بالمئة و في التنزه 5ر11 بالمئة وفي المطالعة 9ر9 بالمئة وفي الذهاب إلى مراكز الأنشطة الشبابية 1ر8 بالمئة وفي ممارسة الرياضة 7ر7 بالمئة.
وأظهر البحث أن الشباب يواجهون مشكلة في قضاء أوقات فراغهم واستثمارها بشكل جيد بسبب العامل الاقتصادي وأن نصفهم تقريباً أكد ضرورة أن توفر الحكومة مراكز للكمبيوتر وللأنشطة الرياضية تعمل بشكل جدي على استثمار طاقاتهم واشباع حاجاتهم المعرفية والاجتماعية.
وأشارت بيانات البحث إلى أن الشباب يستكينون للأمر الواقع ويقضون أوقاتهم منفعلين وغير فاعلين بسبب ضعف دور الوالدين والمؤسسة التعليمية في إرشادهم بطرق جذابة حول كيفية الاستفادة من أوقات فراغهم وتبين أن نشاطهم الأول يتركز على مشاهدة التلفاز تم الاستماع إلى الموسيقا وزيارة الأصدقاء.
وتنحصر البرامج الأكثر مشاهدة على شاشة التلفاز حسب الشباب المستطلعين في المسلسلات والأفلام ثم الأغاني والموسيقا ثم البرامج الترفيهية.
وأكد القائمون على الدراسة ضرورة إدراج مفهوم التطوع والمشاركة المجتمعية في مناهج المراحل التعليمية المختلفة وإعداد خطط وبرامج لتعزيز الرغبة لدى الشباب في الانخراط بالعمل التطوعي وربط الانخراط في تجربة عمل تطوعي بمتطلبات النجاح في المراحل التعليمية المختلفة وإعطاء أفضلية في العمل الوظيفي لمن سبق له أن قام بتجربة عمل تطوعي وتطعيم البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تنال أعلى نسب مشاهدة واستماع لدى الشباب بمعلومات حول أهمية العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية للشباب وتقديم الدعم المادي واللوجستي للمنظمات الحكومية والأهلية التي ينحصر نشاطها قبل كل شيء بالعمل التطوعي.
وأوصى القائمون على الدراسة بضرورة إجراء بحوث لتقصي الكيفية التي يقضي فيها الشباب أوقات فراغهم واستطلاع آرائهم حول مستلزمات استثمار وقت الفراع ووسائله وإجراء أبحاث للتعرف على السبل التي يمكن من خلالها جعل المنظمات الشبابية وأنشطتها اكثر جاذبية للشباب وإعداد برامج توعية لأصحاب القرار والأهل حول اهمية النشاطات الترويجية في نمو الشباب جسدياً ونفسياً واجتماعياً.
وأكدت الدراسة أهمية التوسع في تأسيس المراكز الشبابية خاصة في الأرياف والمناطق النائية وإقامة ورشات عمل تهدف إلى تعريف الشباب بالمهارات والأساليب التي تمكنهم من القيام بنشاطات ترويحية منخفضة التكلفة والترويج الإعلامي للبرامج والنشاطات الترويحية التي تقوم بها منظمات أو مراكز شبابية.
يشار إلى أن هذه التوصيات أدرجت في السياسات التنفيذية المتعلقة بالاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية.
فلك حمزة
المصدر: سانا
التعليقات
روبن هود
إضافة تعليق جديد