نيويورك تايمز تجدد تأكيد الذرائع القديمة ضد سورية

12-01-2008

نيويورك تايمز تجدد تأكيد الذرائع القديمة ضد سورية

الجمل:   قال دينيس روس، مبعوث السلام الأمريكي السابق، بأن التآمر في الشرق الأوسط، مثل الأوكسجين، وبناءً على ذلك ظل الإسرائيليون يقومون دائماً بتجديد أوكسجين نظرية المؤامرة، الذي لا تستطيع "رئة" تل أبيب أن تتنفس من دونه..صورة المبنى الجديد كما نشرتها النيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم
- تجديد الذرائع القديمة:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم تقريراً إخبارياً حمل عنوان (سوريا تعيد البناء في موقع دمرته القنابل الإسرائيلية). وقد أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• تم يوم أمس الجمعة نشر صورة فضائية التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، تشير إلى وجود مبنى جديد التشييد يتطابق ويتماثل مع المبنى السابق.
• قبل عملية القصف الإسرائيلية، أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود مبنى مربع يبلغ طول ضلعه 150 قدماً.
• بعد عملية القصف الإسرائيلية، قام السوريون بتنظيف الموقع من الركام بشكل سريع، وذلك على النحو الذي دفع بعض المحللين إلى الزعم بأن عملية الإسراع في تنظيف وإزالة الحطام تهدف إلى القضاء على الأدلة.
• الموقع المعني، يقع على حافة نهر الفرات الشرقية، وعلى بعد 90 ميلاً إلى الشمال من الحدود السورية- العراقية.
• الصورة الفضائية الأخيرة حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز من شركة خاصة تدعى "ديجيتال غلوب" ويقع مركزها في لونغمونت، بولاية كولورادو الأمريكية.
• المبنى الجديد، برغم تماثله مع المبنى القديم إلا أنه يختلف عنه في شكل السقف الذي لم يتم تشيده بشكل مسطح كما كان في السابق.
• تم التقاط الصورة الفضائية الجديدة للمبنى الجديد يوم الأربعاء الماضي.
• علق ديفيد أولبرايت رئيس معهد العلم والأمن الدولي، قائلاً بأن المفتشين الدوليين، إذا قاموا بزيارة الموقع والمبنى الجديد فسوف يجدون صعوبة في العثور على الدليل النووي، وذلك لأن المبنى الجديد قد غطى على بقايا حطام المبنى السابق.
• علق دبلوماسي أوروبي قائلاً بأن وكالة الطاقة الذرية العالمية أصبحت واعية بوجود المبنى الجديد.
• صرح الدكتور محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية العالمية، بأن وكالته ترغب في تفتيش الموقع.
• وكالة الطاقة الذرية العالمية، لديها أجهزة فائقة الحساسية قادرة على التحقق مما إذا كان الموقع قد احتوى على منشأة نووية أم لا.
- إعادة إنتاج السيناريو:
وحتى لا يتهم أحد الصحافة الإسرائيلية بأنها قد فبركت الموضوع، فقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريراً إخبارياً حول المبنى الجديد، ولكن نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بعض النقاط الإضافية:
• المبنى الجديد يتماثل مع المبنى القديم، الذي يتماثل مع مبنى إحدى المنشآت النووية الكورية الشمالية.
• أنكرت سوريا وكوريا الشمالية وجود أي تعاون نووي بينهما.
• ظل المسؤولين الإسرائيليين يتكتمون على الموضوع، بإستثناء تقرير مختصر أصدره الجيش الإسرائيلي.
ومن خلال تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وتقرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نلاحظ مدى علاقة المساندة وأداء الأدوار التي تتزامن، وتكمل بعضها بعضاً في المجهود الرئيسي لما يعرف بـ «الحرب النفسية» التي تنخرط فيها الصحافة الأمريكية والإسرائيلية..
• صحيفة نيويورك تايمز ركزت على قيام سوريا بإعادة البناء..
• صحيفة هآرتس ركزت على التعاون النووي السوري- الكوري الشمالي.
• صحيفة نيويورك تايمز تحدثت عن التشابه والتماثل الدقيق بين المبنى الجديد والمبنى القديم.
• صحيفة هآرتس ركزت على التماثل بين المبنى القديم وإحدى المنشآت النووية الكورية الشمالية.
ومن ثم، فإن مضمون الرسالة الإعلامية الذي تحاول الصحيفتان الأمريكية والإسرائيلية نقله هو:
• أعادت سوريا بناء المنشأة النووية التي تم تدميرها، من أجل إخفاء الآثار والاستعداد لمواصلة برنامجها النووي.
• التعاون النووي السوري- الكوري الشمالي مازال مستمراً.
- ما وراء التقارير:
جاء تقرير صحيفة نيويورك تايمز، وصحيفة هآرتس الإسرائيلية في وقت يتميز بالآتي:
• بدء الحملة الانتخابية الأمريكية في التصاعد، والدخول في مراحلها الأولية الحاسمة.
• حملة إسرائيل واللوبي الإسرائيلي من أجل الالتفاف على مضمون التقرير الاستخباري الأمريكي الأخير حول القدرات النووية الإيرانية.
• التصعيدات الإعلامية والسياسية التي هدفت لاستغلال وتوظيف حادثة مضيق هرمز الأخيرة بين الزوارق الحربية الإيرانية، وسفن البحرية الأمريكية الثلاثة.
• زيارة بوش لإسرائيل وبعض مناطق الشرق الأوسط.
• تصاعد وجهات نظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المطالبة بالدخول في مفاوضات السلام مع سوريا.
وبالنسبة للحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، فقد احتدم التنافس في الحزب الديمقراطي بين المرشح باراك أوباما، والمرشحة هيلاري كلينتون، وفي الحزب الجمهوري تراجع بقدر كبير موقف المرشح غيو لياني المدعوم بواسطة اللوبي الإسرائيلي، وبرز في المقدمة ماكين.
اللوبي الإسرائيلي يمارس لعبته المزدوجة إزاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فهو يدعم هيلاري كلينتون في الجانب الديمقراطي، وفي الجانب الجمهوري بدعم غيو لياني
ومن المتوقع أن يتم توظيف تقرير النيويورك تايمز الأخير المشار إليه، من أجل استطلاع آراء بعض المرشحين الرئاسيين، ومحاولة دفعهم لاتخاذ تصريحات تؤكد بأنهم سوف يتشددون إزاء الملفات النووية الثلاثة: الملف السوري "المفترض"، الملف الإيراني، والملف الكوري الشمالي.
كذلك، بالنسبة لحملة إسرائيل واللوبي الإسرائيلي للالتفاف على مضمون التقرير الاستخباري الأمريكي الأخير حول القدرات النووية الإيرانية، فإن التقرير الأخير المتعلق بسوريا، وإن كان لم يشر إلى  إيران، إلا أنه يهدف إلى حسم خلاف سابق داخل الإدارة الأمريكية بين أنصار الحل الدبلوماسي المشككين في مصداقية المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية كذلك تزامن هذا التقرير مع عملية التصعيد الجديدة المفاجئة المتعلقة بحاثة مضيق هرمز..، ومن الواضح أن هناك محاولة للحفاظ على حالة التصعيد المتعادل والمتزامن في كل أنحاء المنطقة، بحيث يترافق أي تصعيد فيما يتعلق بإيران، بتصعيدات أخرى ضد سوريا، وحزب الله، وحركة حماس، وإن لم تتوافر الوسائل العسكرية، فبالوسائل الإعلامية.

الجمل: قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...